حالة من اللايقين والضبابية تشهدها الأسواق العالمية، فى ظل الأزمات المتلاحقة بدءا من أزمة كوفيد-19، والحرب الروسية الأوكرانية، وحتى التوترات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وقد دفع الإعلان عن بيانات التوظيف الأمريكية والتى جاءت أقل من التوقعات، بحالة من الفزع لدى المستثمرين والمتعاملين فى كافة الأسواق العالمية، لتنهى البورصة الأمريكية تعاملات يوم الجمعة على تراجع جماعى لكافة المؤشرات، واتجهت تعاملات المستثمرين نحو البيع، فى حين شهدت العقود الاجلة للذهب نشاطا كبيرا، الأمر الذى يؤكد أن اتجاه المتعاملين فى الأسواق يذهب نحو التحوط بالذهب.
الاقتصاد العالمى فى مأزق
ويؤكد الخبراء الأقتصاديون أن ما يشهده العالم من أزمات متلاحقة تؤثر على الاقتصاد العالمى ويدفعه نحو الانكماش، وهذا ما حذرت منه العديد من التقارير الصادرة عن مؤسسات دولية، حيث جاء تقرير صندوق النقد الدولى الخاص بأخر مستجدات افاق الاقتصاد العالمى فى 16 يوليو 2024 بعنوان (الاقتصاد العالمى فى مأزق)، ليحذر من تصاعد التضخم بصورة لم تكن متوقعة، متوقعا استمرار التخضم فى الخدمات، مع تراجع نسبة النمو فى الولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى 1.9% خلال عام 2025، مقابل 2.6% خلال عام 2024، وتتفق تلك التوقعات مع الأوضاع الراهنة والتى قد تدفع نحو المزيد من تراجع نمو الاقتصاد العالمى..
كذلك خرجت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين فى أكثر من تصريح مباشر عن الازمة الاقتصادية المتوقعة وتأتى البيانات الرسمية تؤكد تباطؤ نمو الوظائف الأمريكية، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% بزيادة عن المتوقع لها بما يشير إلى أزمة حقيقية يشهدها العالم.
وبمجرد الإعلان عن بيانات التوظيف الأمريكية اتجهت تعاملات المستثمرين نحو البيع مدفوعة بحالة للايقين، وتحولت كافة التعاملات نحو عقود الذهب، ليكون الذهب هو الحصان الرباح فى حالة الخوف والذعر التى تصيب السوق. فهناك حالة من الاضطراب الكامل فى الاقتصاد العالمى مع تزايد حدة الصراع فى منطة الشرق الأوسط، وضلوع كافة الأطراف الدولية فى المشهد يؤدى إلى حالة من الركود التضخمى والتى بدروها تؤدى إلى الإنكماش الاقتصادى.