حقل منيفة: اكتشاف نفطي يعزز مكانة السعودية ويواجه تحديات بيئية فريدة


السبت 31 اغسطس 2024 | 12:53 مساءً
حقل منيفة النفطي
حقل منيفة النفطي
ابتسام الدوسري

في عام 1957، اكتشفت السعودية حقل منيفة النفطي، الذي ساهم في تعزيز مكانتها بين الدول ذات حقول النفط العملاقة. ولكن، لم يمر هذا الاكتشاف دون تحديات، إذ واجهت المملكة معضلة في كيفية استغلال هذا المورد الثمين دون التأثير على التوازن البيئي والحياة البحرية المحيطة به.

التحديات البيئية والابتكارات التقنية

تجاوزت أرامكو هذا التحدي بفضل استثماراتها في التقنيات المتطورة. في عام 2006، خصصت الشركة العملاقة 10 مليارات دولار لتطوير طرق استخراج النفط من حقل منيفة، الذي يقع في مياه ضحلة قبالة سواحل المملكة. كان الهدف من هذه الاستثمارات هو تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج النفط السعودي، مع الحفاظ على البيئة.

حلول مبتكرة لحماية البيئة

حقل منيفة، الذي يمتد على مساحة 45 كيلومترًا طولًا و18 كيلومترًا عرضًا، يحتوي على 6 مكامن نفطية. ومع وجود شعاب مرجانية وحياة بحرية غنية بالكائنات المهددة بالانقراض، كان من الضروري تجنب استخدام أجهزة الحفر التقليدية التي قد تضر بالبيئة البحرية.

بدلاً من إنشاء 30 منصة بحرية، اختارت أرامكو حلاً مبتكرًا. قامت بتحويل 70% من الحقل البحري إلى حقل بري عبر بناء 27 جزيرة اصطناعية باستخدام 45 مليون متر مكعب من الرمال. هذا الحل سمح بإجراء عمليات الحفر من اليابسة، مما قلل من التأثير البيئي. كما أنشأت الشركة 13 جسرًا رابطًا بين المواقع، و13 منصة بحرية، و15 موقعًا بريًا للحفر، مع 350 بئرًا جديدة، ومرافق متكاملة لدعم الإنتاج.

تطور الإنتاج في حقل منيفة

بدأ الإنتاج في حقل منيفة في عام 1964 بطاقة قدرها 125 ألف برميل يوميًا. بعد تحسينات كبيرة في عام 2011، ارتفعت الطاقة الإنتاجية إلى 500 ألف برميل يوميًا، وفي عام 2017، وصلت إلى 900 ألف برميل يوميًا. يُخصص النفط الخام الثقيل من الحقل لتغذية مصفاتي ساتورب في الجبيل وياسرف في ينبع، بينما يتم توزيع بعض الإنتاج على المنشآت الصناعية القريبة.

استدامة واستثمار طويل الأمد

حقل منيفة ليس مجرد مشروع نفطي، بل نموذج يجسد التوازن بين التقدم الاقتصادي والحفاظ على البيئة. بعد توقف الإنتاج في عام 1984 بسبب انخفاض الطلب، أعادت السعودية تطوير الحقل في عام 2006 باستثمارات ضخمة بلغت 11 مليار دولار، مما يبرز التزام المملكة بالاستدامة والتطوير البيئي.

اقرأ أيضا