تراجعت أسعار الذهب في ختام تداولات الأسبوع الماضي بفعل ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية، مما أضعف جاذبية المعدن النفيس الذي لا يدر عوائد. ومع ذلك، استمر الذهب في تحقيق مكاسب أسبوعية وسط توقعات إيجابية لعام 2025، مدعومة بعوامل جيوسياسية واقتصادية تشمل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب وتأثير سياساته على الأسواق العالمية.
انخفاض أسعار الذهب مع ضغط عائدات سندات الخزانة
تراجع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% إلى 2614.64 دولار للأونصة يوم الجمعة، في حين هبطت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.9% إلى 2630.10 دولار. جاء هذا الانخفاض نتيجة ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات التي بلغت مستوياتها الأعلى منذ مايو/ أيار.
تأثير سوق العطلات على تداولات الذهب
أكد بوب هابركورن، كبير محللي السوق في آر.جي.أو فيوتشرز، أن ضعف نشاط الأسواق بسبب عطلات نهاية العام ساهم في الضغط على الذهب. وأضاف أن السوق لا تزال ضعيفة حتى نهاية اليوم، مع توقعات بتحسن الأداء في العام الجديد.
أداء قوي للذهب خلال عام 2024
رغم التراجع الأخير، سجل الذهب مكاسب أسبوعية للأسبوع الرابع على التوالي، محققاً ارتفاعاً سنوياً بنسبة 27%. ووصل المعدن الأصفر إلى أعلى مستوى قياسي له عند 2790.15 دولار للأونصة في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول، مدفوعاً بسياسات التيسير النقدي وتصاعد التوترات العالمية.
توقعات مشرقة لعام 2025 رغم تقليص الفيدرالي وتيرة خفض الفائدة
يظل المحللون متفائلين بشأن أداء الذهب في 2025، مع توقعات بتجاوز السعر حاجز 3000 دولار للأونصة بحلول الصيف. عوامل مثل استمرار شراء البنوك المركزية للذهب وتزايد التوترات الجيوسياسية ستعزز من مكانته كملاذ آمن.
السياسات التجارية لترامب وتأثيرها على الذهب
يُتوقع أن تؤدي السياسات الاقتصادية والتجارية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، بما في ذلك فرض الرسوم الجمركية المحتملة، إلى تصاعد الحروب التجارية وزيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما تُرجح حالة الغموض السياسي أن تبقي الأسواق في حالة ترقب خلال العام المقبل.
أداء المعادن النفيسة الأخرى في الأسواق
بجانب الذهب، تراجعت أسعار الفضة بنسبة 1.4% إلى 29.39 دولار للأونصة، وهبط البلاديوم بنسبة 2.1% إلى 916.59 دولار، في حين خسر البلاتين 1.6% ليصل إلى 910.27 دولار.
لمعان الذهب في بيئة اضطرابات اقتصادية وسياسية
يواصل الذهب جذب المستثمرين في أوقات الأزمات بفضل مكانته التقليدية كملاذ آمن. ومع استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، يبدو أن المعدن النفيس سيظل يلعب دوراً محورياً في الأسواق العالمية خلال العام المقبل.