يوم التأسيس واكتشاف النفط.. مهدا الطريق لاقتصاد المملكة العربية السعودية الان


الجمعة 23 فبراير 2024 | 02:08 صباحاً
نورة العلي

بدأت قصة اكتشاف النفط في السعودية في عام 1933، حين وقع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال). حيث لعب النفط منذ اكتشافه دورا استراتيجيا ومهما في تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ليس في السعودية فحسب، بل في العالم أجمع.

وشهد عام 1938 إرساء أولى لبنات ازدهار مستقبل السعودية وذلك بالتزامن مع باكورة إنتاج النفط بكميات تجارية من بئر الدمام رقم 7 الذي أطلق عليه اسم (بئر الخير).

النمو السريع في الاكتشاف والتنقيب وإنتاج النفط

وصاحب النمو السريع في الاكتشاف والتنقيب وإنتاج النفط توسعا شمل كل الأعمال التشغيلية المرتبطة بقطاع النفط ليتم إنجاز خط الأنابيب عبر البلاد العربية 'التابلاين' عام 1950، الذي ربط خط المنطقة الشرقية بالبحر الأبيض المتوسط.

قصة اكتشاف النفط في الصحاري شجع السعوديين على البحث عن هذا الذهب الأسود من داخل البحار والمياه الاقليمية التابعة لها فبعد عامين من التنقيب الشاق في مياه الخليج العربي الضحلة، تم اكتشاف حقل السفانية عام 1951، الذي يعد أكبر حقل نفط بحري على مستوى العالم.

تحقيق نهضة تنموية شاملة

وهنا يقول عبدالعزيز الحقيل، مختص في قطاع النفط والغاز، إن النفط مكن السعودية من تحقيق نهضة تنموية شاملة امتد وسيمتد أثرها لأجيال وأجيال قادمة، مبينا أن النفط مهد الطريق أمام السعودية لتلعب دورا اقتصاديا وسياسيا على المستويين الإقليمي والدولي.

وأضاف أنه منذ اكتشاف النفط والتوسع في عمليات الاستكشاف والإنتاج والتوزيع والتصدير شهدت السعودية نهضة تنموية عمرانية شملت البنية التحتية التي شملت تنفيذ المطارات والموانئ البحرية والجافة والطرق الداخلية والإقليمية، كما أسهم اكتشاف وإنتاج النفط في نمو وتوسع قطاعات أخرى مثل الصناعة والتجارة والبتروكيمياويات والإسكان والتعليم والصحة وغيرها من القطاعات الخدمية.

المشاريع التوسعية التنموية الهائلة

وأوضح الحقيل أن المشاريع التوسعية التنموية الهائلة التي شهدتها مكة المكرمة والمدينة المنورة خصوصا الأعمال التوسعية في الحرمين الشريفين كان للنفط دورا بارزا في تنفيذها الأمر الذي ساعد السعودية في تهيئة الأماكن المقدسة لخدمة أكثر من 1.5 مليار مسلم.

وأكد أن السعودية تمتلك احتياطيات نفطية وطاقة إنتاجية مكنتها من لعب دور مهم في استقرار السوق النفطية العالمية، ما انعكس إيجابا على جوانب سياسية وأمنية في كثير من دول العالم.

تحقيق نهضة تنموية كبرى

من جانبه، قال الدكتور علي بوخمسين، الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية والإدارية، إن السعودية لم يكن لها في عهد التأسيس اقتصاد حقيقي، وإنما كانت تعتمد على الرعي والزراعة والصيد والزكاة، إضافة إلى الدخل المعتمد على خدمات الحجاج، ولكن منذ اكتشاف النفط في عام 1933 منحت شركة 'ستاندرد أويل أوف كالفورنيا' (أرامكو السعودية حاليا) امتياز التنقيب عن النفط، وفي عام 1938 بدأ الإنتاج بكميات تجارية من بئر الدمام، لتبدأ مسيرة الإنتاج من 1939 بإرسال أول شحنة نفط لتدخل السعودية عالم الدول المنتجة للنفط ولتصبح لاحقا أحد أكبر الدول المنتجة للنفط ثم تتصدر القائمة بإنتاج وصل إلى 13 مليونا ونصف برميل يوميا، كل ذلك أسهم في تحقيق نهضة تنموية كبرى شملت قطاعات عدة في السعودية.

وأضاف بوخمسين أنه طوال هذه المسيرة التي بلغت 85 عاما كانت السعودية تراعي أهميه الحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية واستمرار تدفق الكميات اللازمة لسد حاجه السوق، وكذلك مراعاه أن تكون الأسعار مقبولة لدى المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

زيادة مصادر الدخل غير النفطي

وجاءت الرؤيه السعوديه 2030 بمستهدفات محددة متمثلة في زيادة مصادر الدخل غير النفطي وتقليص الاعتماد على دخل النفط، إضافة إلى زيادة مساهمة القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني وإيجاد محفزات تمكنه من لعب هذا الدور القيادي.

وبالفعل تحققت معظم أهداف الرؤيه الوطنية، حيث بلغت الإيرادات غير النفطية في ميزانية السعودية خلال 2023، نحو 441 مليار ريال كأعلى مستوى على الإطلاق، تعادل نحو 37 % من إجمالي إيرادات الدولة البالغة 1.193 تريليون ريال، فيما كانت حصتها 7 % في عام 2011، بفضل الإصلاحات الاقتصادية الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل ضمن رؤية 2030.

اقرأ أيضا