الإمارات تتصدر: الوجهة الأولى لأثرياء العالم المهاجرين خلال العام الجاري


شهدت الإمارات هذا العام توافد أعداد كبيرة من الأوروبيين والبريطانيين

الثلاثاء 18 يونية 2024 | 03:55 مساءً
دولة الإمارات العربية المتحدة
دولة الإمارات العربية المتحدة
فهد السليماني

كشفت تقارير حديثة أن دولة الإمارات تصدرت قائمة الوجهات العالمية الأكثر جذباً لأصحاب الملايين المهاجرين خلال العام الجاري. وفقًا لتقرير هينلي لهجرة الثروات الخاصة، من المتوقع أن تستقطب الإمارات حوالي 6700 مليونير في عام 2024.

زيادة تدفق الأوروبيين والبريطانيين

شهدت الإمارات هذا العام توافد أعداد كبيرة من الأوروبيين والبريطانيين، الذين اختاروا نقل إقامتهم إلى الدولة الخليجية، بحسب تقرير نشرته بلومبرغ. وأشار التقرير إلى أن عدد المليونيرات المقيمين في دبي ارتفع بنسبة 78% خلال العقد الماضي، وهو ما يعكس جاذبية الإمارات المتزايدة للأثرياء.

عوامل الجذب في الإمارات

وفقًا لتقرير بلومبرغ، تلعب عدة عوامل دورًا كبيرًا في جذب الأثرياء إلى الإمارات، من بينها عدم وجود ضرائب على الدخل الشخصي، وتوقيت المنطقة الزمني الملائم للعديد من القارات، والبنية التحتية المتطورة بما في ذلك المطار العالمي المستوى.

الولايات المتحدة وسنغافورة في المراتب التالية

تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية كأكبر متلقٍ متوقع لأصحاب الملايين المهاجرين، حيث يتوقع أن تستقبل 3800 مليونير، تليها سنغافورة بـ 3500 وافد متوقع خلال العام الجاري.

الخاسرون الأكبر في هجرة الملايين

أكدت الدراسة أن المملكة المتحدة تتجه لخسارة ما يصل إلى 9500 مليونير هذا العام، مما يجعلها من أكثر الدول التي تواجه هجرة الأثرياء. ويعد هذا الرقم ضعف عدد المليونيرات الذين غادروا البلاد في عام 2023. فقط الصين تتفوق على المملكة المتحدة في عدد المليونيرات الذين يتوقع أن يغادروها، حيث من المتوقع أن تفقد 15200 مليونير هذا العام.

تأثير التوترات الجيوسياسية والاقتصادية

علق دومينيك فوليك، رئيس مجموعة عملاء القطاع الخاص في هينلي، قائلاً: 'هذه الإحصائية القياسية تأتي في وقت يتصارع فيه العالم مع عاصفة من التوترات الجيوسياسية، وعدم اليقين الاقتصادي، والاضطرابات الاجتماعية'. وأوضح التقرير أن أرقام الهجرة تعكس صافي الوافدين والمغادرين، مما يشير إلى الأماكن التي تتزايد فيها أعداد المليونيرات وأين تتقلص.

بريطانيا في مواجهة نزوح الأثرياء

تواجه بريطانيا تحديًا كبيرًا مع اقتراب الانتخابات العامة، حيث يتقدم حزب العمال المعارض، الذي يدعو إلى زيادة الضرائب على الأثرياء، بفارق 20 نقطة عن حزب المحافظين الحاكم. وقالت بلومبرغ إن زيادة مغادرة الأثرياء البريطانيين هو تسارع لاتجاه بدأ مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

منذ عام 2017 وحتى العام الماضي، فقدت المملكة المتحدة 16500 مليونير بسبب الهجرة، مما يشكل انتكاسة كبيرة لبلاد كانت تاريخياً نقطة جذب للعائلات الغنية من أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. وأظهر التقرير أن أكثر من 7% من أصحاب الملايين المتوقع أن ينتقلوا إلى دول أخرى هذا العام هم من المغادرين للمملكة المتحدة.

عوامل الطرد من بريطانيا

قالت هانا وايت، الرئيسة التنفيذية للمعهد الحكومي في بريطانيا، إن هذه الهجرة تعكس تراكمًا مستمرًا للعوامل التي تجعل البلاد أقل جاذبية للأغنياء، بما في ذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، والارتفاع اللاحق في التضخم.

بينما تتأهب الإمارات لاستقبال المزيد من الأثرياء، تواجه بريطانيا تحديات كبيرة في الحفاظ على جاذبيتها للأثرياء. ويعكس هذا التحول الكبير في حركة رؤوس الأموال حول العالم تأثير التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية على خيارات الأثرياء في اختيار وجهاتهم المستقبلية.