في تحول مفاجئ، أعرب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب عن انفتاحه على قيام شركات صناعة السيارات الصينية ببناء مصانع في الولايات المتحدة، رغم انتقاداته الشديدة للسيارات الكهربائية. هذه التصريحات التي أدلى بها ترامب خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي، أثارت دهشة العديد من الجهات، بدءًا من مسؤولي صناعة السيارات الأميركية إلى المشرعين الجمهوريين الصارمين تجاه الصين.
انتقادات ترامب للسيارات الكهربائية
شن ترامب هجومًا لاذعًا على السيارات الكهربائية، حيث قال في مقابلة مع بلومبرج: 'السيارات لا تذهب بعيدًا بما فيه الكفاية. إنها باهظة الثمن للغاية. كما أنها ثقيلة'. كما حذر من 'حمام دم' في صناعة السيارات الأمريكية بسبب المنافسة الصينية إذا لم يُعاد انتخابه.
موقف مفاجئ تجاه المصانع الصينية
في تصريح مثير للدهشة، قال ترامب: 'في الوقت الحالي، يجري بناء مصانع كبيرة عبر الحدود في المكسيك. ستُبنى هذه المصانع في الولايات المتحدة وسيتولى شعبنا إدارة هذه المصانع'. يأتي هذا في وقت يخشى فيه مسؤولو صناعة السيارات الأمريكية من المنافسة الشديدة من السيارات الكهربائية الصينية المتقدمة.
التعديلات المقترحة على اتفاقية التجارة الحرة
أشار ترامب إلى نيته تعديل اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) وفرض ضرائب تصل إلى 200٪ على السيارات المصنوعة في المكسيك لمنعها من دخول الولايات المتحدة. هذا من شأنه أن يمثل تغييرًا جذريًا لصناعة السيارات، حيث يتم تصنيع عدد كبير من السيارات الموجهة للسوق الأمريكية في المكسيك من قبل شركات كجنرال موتورز وفورد ومازدا ونيسان وبي إم دبليو وغيرها.
تأثير إدارة بايدن
فرضت إدارة بايدن تعريفات جمركية بنسبة 100٪ على واردات السيارات الصينية، مما يجعل بيعها في الولايات المتحدة أمرًا شبه مستحيل بأسعار معقولة. ومع ذلك، فإن العديد من الطرز المباعة في الولايات المتحدة تُصنع في المكسيك، بما في ذلك شيفروليه بليزر EV وإيكونوكس EV.
تصريحات مثيرة للجدل
وصفت بعض الصحف الأمريكية تصريحات ترامب بالكاذبة، مما دفعها لتوظيف مدققين للحقائق. ورغم ذلك، قد ترى شركات صناعة السيارات الصينية فرصة ذهبية في تلك التصريحات، تمامًا كما فعلت شركات السيارات اليابانية في الثمانينيات عند بناء مصانع محلية في الولايات المتحدة.
نموذج من الشركات اليابانية
ظهرت أولى سيارات هوندا وتويوتا ونيسان المصنعة في الولايات المتحدة منذ عقود، وقدمت عمليات إنتاج فائقة الكفاءة قللت من الأخطاء وزادت من الإنتاج. اليوم، تهيمن السيارات اليابانية على السوق الأمريكية، حيث تعد تويوتا العلامة التجارية الأكثر مبيعًا في عدة فئات.
التحديات والفرص للشركات الصينية
قد تجلب شركات صناعة السيارات الصينية خبرة كبيرة في تصنيع السيارات الكهربائية إلى الأراضي الأمريكية. تتمتع هذه الشركات بقدرة كبيرة على تسويق السيارات الكهربائية وإنتاجها بكفاءة، وتمتلك قبضة قوية على مصانع معالجة وتكرير البطاريات.
التناقض في تصريحات ترامب
على الرغم من الترحيب بالمصانع الصينية، تعهد ترامب بإنهاء 'تفويض السيارة الكهربائية' في اليوم الأول إذا أُعيد انتخابه، مشيرًا إلى معايير الانبعاثات المتعددة الملوثات لوكالة حماية البيئة التي تطالب شركات السيارات ببيع المزيد من السيارات القابلة للشحن لتحقيق أهداف الانبعاثات.
مستقبل صناعة السيارات الأمريكية
في ظل هذه التطورات، تواجه شركات صناعة السيارات الأمريكية تحديات كبيرة. إذا أعطى ترامب الضوء الأخضر لشركات صناعة السيارات الصينية، فإن العلامات التجارية المحلية ستبذل قصارى جهدها لمنع ذلك. ومن المرجح أن نشهد تحولات كبيرة في صناعة السيارات في الولايات المتحدة خلال السنوات القادمة.
