"غوغل" تتراجع عن خطط إزالة ملفات تعريف الارتباط: تفاصيل التحول الجديد في «كروم»


ملفات تعريف الارتباط، والتي تعرف أيضًا بإسم "الكوكيز"، هي ملفات حاسوبية تُستخدم لتتبع نشاطات تصفح المستخدمين على الويب

الاربعاء 24 يوليو 2024 | 11:45 صباحاً
جوجل
جوجل
فهد السليماني

أعلنت شركة 'جوجل' يوم الإثنين عن تراجعها عن قرارها الذي كان من المفترض أن يشهد إزالة ملفات تعريف الارتباط لتتبع المستخدمين على متصفح 'كروم' بدءًا من هذا الصيف. هذا القرار المفاجئ يأتي في وقت حساس حيث تشهد سياسات الخصوصية تغييرات كبيرة في مجال التكنولوجيا والإعلانات الرقمية.

ملفات تعريف الارتباط: ماذا يعني هذا للمستخدمين؟

ملفات تعريف الارتباط، والتي تعرف أيضًا بـإسم 'الكوكيز'، هي ملفات حاسوبية تُستخدم لتتبع نشاطات تصفح المستخدمين على الويب. تتيح ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالطرف الثالث، والتي تأتي من مواقع الويب التي تمت زيارتها وليس من المتصفح نفسه، استهداف المستخدمين بإعلانات مخصصة بناءً على سلوكهم عبر الإنترنت.

كانت 'جوجل' قد أعلنت سابقًا عن خطط للتخلي عن هذه الملفات بهدف تعزيز خصوصية المستخدمين. ومع ذلك، فقد تراجعت الشركة عن هذا القرار وقررت تطبيق 'تجربة جديدة' في متصفح 'كروم' تسمح للمستخدمين باتخاذ خيار ينطبق على كل عمليات تصفحهم عبر الويب، بدلاً من إزالة ملفات تعريف الارتباط بالكامل.

تجربة جديدة و"برايفسي ساندبوكس"

بدلاً من التخلص من ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالطرف الثالث كما كان مخططًا، ستقوم 'غوغل' بتطبيق تجربة جديدة تتيح للمستخدمين خيارات مخصصة للتحكم في تتبع نشاطاتهم على الويب. يتوقع أن تكون هذه التجربة متاحة لمستخدمي 'كروم' في الفترة المقبلة، مع إمكانية تطبيقها وفقًا لتفضيلات كل مستخدم.

رغم هذا التراجع، أكدت 'غوغل' أنها ستواصل تطوير مبادرة 'برايفسي ساندبوكس' التي أطلقتها في بداية عام 2020. هذه المبادرة تهدف إلى استبدال ملفات تعريف الارتباط بوسائل جديدة تتيح استهداف الإعلانات بدون تتبع المستخدمين بشكل فردي، مما يعزز من حماية خصوصيتهم.

ردود الفعل من الجهات التنظيمية

تخضع هذه الخطط الجديدة لموافقة السلطات التنظيمية، بما في ذلك في بريطانيا والاتحاد الأوروبي. وقد بدأت هذه الجهات تحقيقات في الممارسات الجديدة المقترحة، حيث تسعى لضمان حماية خصوصية المستخدمين والحفاظ على شفافية السياسات الإعلانية.

ستيفن بونر من الهيئة البريطانية المعنية بحماية البيانات أعرب عن خيبة أمله من قرار 'غوغل'، مشيرًا إلى أن حظر ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالطرف الثالث كان سيكون خطوة مهمة نحو تحسين حماية خصوصية المستهلكين. وأضاف بونر أن الهيئة تشجع القطاع الإعلاني على تطوير بدائل أكثر احترامًا للخصوصية وعدم الاعتماد على طرق تتبع قد تكون غامضة للمستخدمين.

مستقبل الخصوصية والإعلانات الرقمية

قرار 'غوغل' يسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجه شركات التكنولوجيا في تحقيق التوازن بين تقديم خدمات إعلانية مخصصة وحماية خصوصية المستخدمين. مع التغييرات التي تطرأ على سياسات الخصوصية، من الواضح أن هناك حاجة ملحة لتطوير حلول جديدة تجمع بين فعالية الإعلانات واحترام حقوق الأفراد.

في الختام، يشكل تراجع 'غوغل' عن قرار إزالة ملفات تعريف الارتباط تغييرات هامة في كيفية تعامل الشركات مع بيانات المستخدمين والإعلانات الرقمية. سيكون من المثير متابعة كيفية استجابة القطاع لهذا التحول وكيفية تأثيره على تجربة المستخدمين في المستقبل.

جوجل
جوجل كروم

اقرأ أيضا