ميزانية الأسرة أداة لمواجهة ارتفاع الأسعار وتحسين الوضع المالي .. كيف تخطط لها وتديرها ؟


تحديد قائمة الأولويات وترحيل بنود الكماليات وترشيد الانفاق يجنبك عجز الميزانية

الاحد 18 اغسطس 2024 | 08:17 مساءً
نورة العلى

مع زيادة المتطلبات المعيشية وارتفاع أسعار كافة السلع والخدمات تزداد نفقات الأسرة، وكثيرا من الأفراد والأسر لا يستطعون إدارة أموالهم ويتوسعون فى الإنفاق بلا تخطيط وتوازن، وتمثل ميزانية الأسرة حلا منظما وواقعيا لإدارة المال، وهنا السؤال كيف يمكن التخطيط لميزانية الأسرة والالتزام بها؟

إعداد اي ميزانية تبدأ أولا بالتخطيط المالي ، ثم تأتى مرحلة بناء هيكل الميزانية وإدارتها، واخير مخرجات الميزانية أو النتائج.

المرحلة الأولى التخطيط المالى لميزانية الأسرة

التخطيط يعنى وضع تصور مبدئي لخطة لها أهداف مطلوب تحقيقها في فترة زمنية محددة، وبالتالي فإن التخطيط لميزانية الأسرة يعتمد أولا على تحديد الأهداف ثم حصر الإمكانيات التي تحقق الهدف كما هو مبين في الخطوات التالية:

1- تحديد الهدف من الميزانية ويوجد ثلاث أهداف رئيسية: الأول تحقيق التوازن بين بند المصروفات وبند الدخل والثاني تقليل العجز بمعني إذا كان بند المصروفات أعلى من الدخل فيكون هدف الميزانية مراجعة النفقات ومحاولة تقليلها وترشيدها بما يتفق مع الدخل، والهدف الثالث هو تحقيق فائض من الميزانية للادخار أو للاستثمار.

2- حصر الإمكانيات تركز في حصر كل ما يتعلق بالدخل المالي بشكل دوري سواء كان شهريا أو اسبوعيا أو ربع سنوي أو نصف سنوي أو سنويا، وهنا حصر الإمكانيات ينقسم إلى الدخل الثابت الذى يأتي بصفة دورية شهرية أو اسبوعية او غير ذلك، ثم الدخل الموسمي وهو المرتبط بأوقات معينة من العام.

المرحلة الثانية بناء هيكل الميزانية

بعد تحديد الهدف من الميزانية وحصر الامكانيات المتعلقة بكافة أشكال الدخل المالي يتم تحديد المدة الزمنية للميزانية هل شهرية ام أسبوعية أو غير ذلك، وتأتى مرحلة البناء هيكل الميزانية كالتالي.

- بند الدخل أو الإيرادات ويتم فيه حصر كل الايرادات التى يتحصل عليها أفراد الأسرة أو عائل الأسرة خلال الشهر او المدة الزمنية المراد التخطيط لها.

- بند المصروفات ويتم تقسيمه إلى ثلاث أقسام الاول المصروفات الأساسية المتعلقة بالمأكل والمشرب ثم المصروفات الثابتة وهى المتعلقة بفواتير الخدمات المختلفة والإيجارات والاستحقاقات الخاصة بأقساط معينة سواء قروض أو غيرها، القسم الثالث المصروفات الخاصة هى المصروفات ذات الأهمية لدى الأسرة وهى تختلف فى نوعها من أسرة إلى الأخرى فربما ما تحتاجه وتهتم به يتركز فى مصروفات الرعاية الصحية وأسرة أخرى تهتم بمصروفات تعليم ودراسات وتأتى أسرة أخرى لديها اهتمام بالرياضة البدنية وهكذا مع باقي المجالات الأخرى التى تحظى باهتمام خاص من أفراد الأسرة، والقسم الرابع المصروفات الخاصة بالكماليات، وهى تتحد وفق احتياجات كل أسرة مثل السفر أو جولات السياحة أو شراء شيء غير ضروري ولكنه مكمل.

- بند المخرجات أو النتائج وهى عبارة عن طرح مجموع المصروفات من مجموع الإيرادات او الدخل، وفى حالة ان المصروفات تساوت مع الدخل يقال على الميزانية انها حققت التوازان ولا يوجد عجز، اما إذا أظهرت الميزانية وجود فارق بين المصروفات والدخل بحيث تكون المصروفات أعلى من الدخل هنا تظهر المشكلة وتسمى عجز، وإذا كانت الايرادات أكبر من المصروفات وأظهرت النتيجة زيادة هنا تصبح الميزانية ذات فائض.

المرحلة الرابعة إدارة الميزانية

تسمى المرحلة الرابعة مرحلة الادراك والتى تعنى معرفة الفرق بين المصروفات والايرادات (الدخل)، إذا كان فائض أو عجز أو توازن ولكل نتيجة منهم طريقة فى إدارتها كالتالى:

1- إذا تحققت نتيجة التوازن بين النفقات (المصروفات الأسرية) وبين الايرادات (الدخل الأسرى)، فهذا يعنى أنك فى حاجة لتقييم معدل زيادة دخلك بمعنى هل دخلك الشهرى أو الدورى يتزايد بشكل متوافق مع زيادات الأسعار؟ وفى حالة تباطؤ زيادة دخلك مقابل تسارع ارتفاع أسعار السلع والخدمات عليك بمراجعة بنود الميزانية من خلال التقليل من النفقات والاستغناء عن بعض الكماليات، مع وضع خطة لزيادة دخلك مستقبلا حتى تستطيع ان تفى باحتياجات الأسرة.

2- إذا كانت النتيجة وجود فائض بالميزانية اي الإيرادات أعلى من المصروفات هنا يوجد ثلاث خيارات الاول الإدخار واختيار الطريقة المناسبة من الادخار أو التوسع فى شراء الكماليات التى قد تحسن من مستوى المعيشة والرفاهية، أو استثمار الفائض بما يتناسب مع حجم هذا الفائض.

3- وأخيرا إذا كان هناك عجزا فى الميزانية اي زيادة المصروفات عن الايرادات (إجمالى دخل الأسرة)، الأمر يتطلب إعادة ترتيب بنود المصروفات مرة أخرى بطريقة تحديد الأولويات والضروريات وتأجيل بعض البنود وتأخيرها لوقت لاحق، والاستغناء عن بعض الكماليات، ومن ناحية أخرى عليك بوضع خطة تستهدف زيادة الدخل على المدى القريب.

نصائح ترشيد المالية وإدارتها

تحسين الوضع المالي للأسر والتحوط ضد الأزمات المفاجئة وغير المتوقعة بات أمرا هاما وسط تحديات اقتصادية كبيرة يواجها العالم، وهناك العديد من الإرشادات التى تسهم فى تحسين وضعك المالي منها:

1- اتباع ميزانية شهرية تحقق التوازن بين إجمالى الايرادات والمصروفات، والالتزام بها دون الخروج عن بنودها المحددة مسبقا على ان تشمل بنود المصروفات الثابتة وغير الثابتة.

2- تحديد قائمة بالأولويات من النفقات، ثم قائمة ثانية للاهتمامات ، ثم قائمة بالكماليات ويتم التعامل مع تلك القوائم الثلاثة وفق حاتك المالية من ناحية الدخل.

3- وضع خطة على المدى القريب والمتوسط لزيادة دخلك من خلال البحث عن فرص عمل جديدة او التشبيك مع فرص استثمارية تتيح لك تحقيق عائد جيد، والعمل على تحسين المهارات واكتساب المعارف الجديدة والتي من الممكن ان تفتح لك مجالات عمل مختلفة.  

اقرأ أيضا