رحيل رائدة الفن التشكيلي صفية بن زقر


الجمعة 13 سبتمبر 2024 | 12:42 مساءً
صفية بن زقر
صفية بن زقر
فهد السليماني

رحلت أمس الخميس رائدة الفن التشكيلي السعودي الفنانة صفية بن زقرعن عمر يناهز 84عاما ، ولقد وافتها المنية بعد مسيرة تشكيلية حافلة وضعت فيها بصمتها المضيئة بالإبداع في مشهدنا العربي الثقافي والفني.

مابين التراث والفن وجدت صفية بن زقر ضالتها فتبلورت رؤيتها الفنية التي تجمع مابين عاداتنا التراثية والثقافة فاستطاعت بريشتها توثيق الكثير من عاداتنا وتقاليدنا خوفا من اندثارها

فرسومات صفية بن زقر توثيق للفلكلور والمظاهر الاجتماعية والثقافية والمعمارية لمدينة جدة ومنطقة الحجاز.

وفازت بن زقر بجائزة «كأس ودبلوم دي إكسيلانس» من جرولادورا في 1982 في إيطاليا، ومُنحت وسام الملك عبدالعزيز في عام 2016.

رحيل صفية بن زقر .. دارة

وفي عام 1995 أسست "دارة صفية بن زقر"، بعد رحلة 30 عاماً على طريق الفن التشكيلي، وهي تضم لوحاتها ومقتنياتها الفنيّة، كما تحوي مرسمها ومكتبتها الخاصة.

وفي عام 2000 صدر كتابها "رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي"، وفيه أوضحت أهداف الدارة ونشاطاتها بعد رحلة 30 عاماً من العمل المتواصل، والمثابرة من أجل توثيق هذا التراث الغني بشكل جمالي وبنّاء.

ولطالما كانت الفنانة السعودية صفية بن زقر على اتصال عميقٍ بمسقط رأسها مدينة جدة وموروثها العتيق، وهي التي تحمل سيرة فنية استثنائية تجعلها واحدة من أهم الأسماء الفنية المعاصرة.

صفية بن زقر .. النشأة

وُلدت صفية بن زقر في قلب مدينة جدة القديمة عام 1940، لذلك تعلق قلبها بالمدينة العتيقة وأبنيها القديمة وكذلك قاتنيها

لذلك لم تنساها رغم رحيلها عنها في الصغر ولكن المدينة كانت محفورة في وجدانها بكل تفاصيلها وعراقتها .

لذلك عندما عادت إلى جدة عام 1963، ووجدت العديد من التغيّرات؛ إذ بدأ أهل المدينة بالنزوح إلى المنازل المسلّحة وترك عاداتهم المتوارثة، إلى جانب استبدال أزيائهم المميزة بما يساير الموضة الحديثة، ولم يكن في يدها إلّا استرجاع الماضي بريشتها.

صفية بن زقر .. من أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية بالمملكة

تُعدّ صفية من أوائل مؤسسي الحركة التشكيلية في السعودية. بدأ مشوارها الفني الطويل بأول معرض لها في عام 1968 حيث أقيم في مدرسة دار التربية الحديثة بجدة.

وهذا المعرض كان تجربة ناجحة خاضتها بمجهودها الخاص في تحضير موقع العرض، حين لم تكن هنالك صالات عرض متخصصة، فبدأت بتجهيز مدرسة البنات الخاصة على مستوى قاعات العرض في الخارج وعلى قدر الإمكانات المتاحة حينذاك.

وبعد النجاح الكبير لمعرضها الأول، توالت معارضها المحلية التي أقامتها في مدينة الرياض وجدة والظهران والجبيل والمدينة المنورة وينبع وأبها.

كما نظّمت معارض دولية في كل من باريس وجنيف ولندن، حتى أصبح لها حصيلة 18 معرضاً شخصياً، و6 معارض جماعية، عُرفت صفية من خلالها فنانة التراث السعودي محلياً ودُولياً.

مؤلفات صفية بن زقر

كتاب «المملكة العربية السعودية: نظرة فنانة إلى الماضي» باللغتين الفرنسية والإنجليزية.

كتاب «رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي»، الذي يستعرض أهداف دارة صفية بن زقر ونشاطاته 

اقرأ أيضا