تستعرض لكم صحيفة الاقتصاد السعودي في هذا التقرير تصريحات الملياردير الأميركي ومؤسس مايكروسوفت بيل غيتس حول مستقبل العمل في ظل الثورة المتسارعة للذكاء الاصطناعي. وبينما تسود المخاوف بشأن فقدان ملايين الوظائف حول العالم بسبب تقدم هذه التقنية، يطمئن غيتس الموظفين، مشيرًا إلى وجود ثلاث مهن رئيسية ستظل آمنة من استبدالها بالذكاء الاصطناعي – على الأقل في المستقبل القريب.
1. مطورو البرمجيات: مهندسو الذكاء الاصطناعي الذين لا يمكن الاستغناء عنهم
رغم أن الذكاء الاصطناعي قادر على كتابة التعليمات البرمجية وحتى بناء بعض النماذج البرمجية، إلا أن بيل غيتس يعتقد أن المبرمجين المبدعين سيظلون في قلب صناعة التكنولوجيا. ويؤكد أن هذه الفئة من المهنيين لا تزال مطلوبة بشدة لتصميم الأنظمة، تصحيح الأخطاء المعقدة، وتقديم حلول ابتكارية لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التوصل إليها بمفرده.
ويشير غيتس إلى أن الذكاء الاصطناعي، حتى الآن، يفتقر إلى الحدس البشري والقدرة على التفكير الاستراتيجي في تطوير البرامج، مما يجعل المبرمجين عنصرًا أساسيًا في استمرار تطور هذه التقنية.
2. متخصصو الطاقة: مسؤولية لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تحملها وحده
فيما يتعلق بقطاع الطاقة، سواء التقليدية أو المتجددة، يصف غيتس هذا المجال بأنه من أعقد القطاعات التي يصعب على الذكاء الاصطناعي إدارتها دون تدخل بشري. فالمتخصصون في الطاقة يجب أن يكونوا قادرين على فهم القوانين، تقييم المخاطر، والتخطيط طويل الأمد لتلبية احتياجات السوق وضمان الاستدامة البيئية.
ويرى غيتس أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تحليل البيانات وتحسين الكفاءة، لكنه لن يكون قادرًا على اتخاذ قرارات استراتيجية تتعلق بمستقبل الطاقة العالمي دون إشراف من ذوي الخبرة.
3. باحثو علوم الحياة: الإبداع البشري مفتاح الاكتشافات العلمية
في ميادين الطب والعلوم البيولوجية، يلعب التفكير الإبداعي والحدس العلمي دورًا جوهريًا في تحقيق الاكتشافات المهمة. ويرى بيل غيتس أن الذكاء الاصطناعي يمكنه المساهمة في تحسين التشخيص الطبي وتحليل البيانات الضخمة، لكنه لا يستطيع الابتكار أو استشراف الفرضيات العلمية الجديدة.
لذلك، سيظل علماء الحياة والباحثون في موقع القيادة في رحلة تطوير العلاجات الحديثة والتقنيات الحيوية، مع استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة لا بديلاً.
رسالة غيتس للعالم: تبنّوا الذكاء الاصطناعي... لا تخافوه
يقر غيتس بأن الذكاء الاصطناعي سيُحدث تغييرات جذرية في سوق العمل، لكنه يشبه هذا التغيير بالثورات الصناعية السابقة، التي طالبت المجتمعات بتعلّم مهارات جديدة بدلاً من مقاومة التكنولوجيا.
ويؤكد أن المستقبل لن يكون قائمًا على منافسة الذكاء الاصطناعي، بل على التكامل معه لتعزيز القدرات البشرية. كما يشير إلى أن الوظائف القائمة على الإبداع، والأخلاقيات، والتفاعل الإنساني مثل التعليم والرعاية الصحية والفنون، ستظل دائمًا بحاجة إلى اللمسة البشرية.