سوق الإبل يحيي تراث الإبل بمنطقة الباحة


الجمعة 23 فبراير 2024 | 10:18 مساءً
 الإبل
الإبل
واس

ارتبطت ' الإبل ' بتأسيس المملكة العربية السعودية ، حيث كان لها دور كبير في ملحمة التوحيد والتأسيس وشكلت العمود الفقري لجيش الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -ونقل العتاد والرجال في بيئة صحراوية تمتد أطرافها على مساحة كبيرة من الرمال والظروف المناخية القاسية.

وسيلة للتنقل وحمل الأمتعة

وفي منطقة الباحة تعد تربية ورعي الإبل والاعتناء بها جزءًا من تراثها وتاريخها وهويتها، التي كان يعتمد عليها كثير من أهالي المنطقة كونها وسيلة للتنقل وحمل الأمتعة، والحصول على منافعها.

وتبقى الإبل ذات قيمة كبيرة لدى أبناء المنطقة حيث يوجد في الباحة أكثر من 23,803 متون من مختلف أنواعها ، وأسهم سوق الإبل بمركز جرب في منطقة الباحة في إحياء تراث الإبل بالمنطقة ، حيث يقول سعد الغامدي ' للإبل والإنسان بالمنطقة علاقة قديمة خصوصاً في محافظة العقيق ذات الطابع الصحراوي وبعض القرى بقطاع السراة أو القطاع التهامي، عجزت المدنية عن وأد تفاصيلها '، وأشار إلى أن الآباء والأجداد كانوا يتسابقون على امتلاك الإبل، بهدف الاستفادة من قدراته وإمكانياته في حمل الأمتعة والتنقل لمسافات طويلة رغم حرارة الجو وشح الطعام والمياه.

الإبل من رموز المملكة

من جهته قال علي الغامدي ' إن الإبل من رموز المملكة، وتعتمد عليها التجارة وتُقضى بها الحاجات ، وتشهد المنطقة عودة إلى الإبل باعتبارها موروثاً ثقافياً وقطاعاً اقتصادياً ' .

وأوضح مدير عام فرع المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها 'وقاء' بمنطقة الباحة راشد الزهراني لـ ' واس ' بأن المركز يعمل على تعزيز الموروث الثقافي السعودي للإبل بالتزامن مع عام الإبل 2024، عبر المساهمة في السيطرة على الأمراض الحيوانية الوبائية والمستوطنة والآفات النباتية الاقتصادية وحماية صحة الحيوان والإنسان والبيئة، إلى جانب رفع المستوى الصحي للمواطنين والمقيمين من خلال توفير منتجات حيوانية ومنتجات زراعية آمنة، بالإضافة إلى تفعيل دور التقنية في المساهمة بالسيطرة على الأمراض الحيوانية الوبائية والمستوطنة والآفات النباتية ومكافحتها، وتحسين جودة البيانات وبالتالي تحسين جودة القرارات المتخذة.

الإبل فرضت وجودها بتاريخها الممتد من ماضي الأجداد 

من جانبها أكدت الباحثة بجامعة الباحة الدكتورة ليلي الزهراني أن الإبل فرضت وجودها بتاريخها الممتد من ماضي الأجداد وحاضرنا المشرق؛ وأصبحت جزءًا من هوية المملكة وتراثها وموروثها الثقافي، داعية إلى عمل الدراسات لتحقيق التنمية المستدامة والاستدامة البيئية حول تطوير منتجات الإبل أو العلاج البيطري للأمراض التي تتعرض لها، ونشر الصناعات المرتبطة بالإبل الصحية والتجميلية، وإطلاق مبادرة تهدف إلى توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة التراث لتكون نقطة لسلسلة من الأبحاث في جميع مجالات التراث من ' الآثار ، الحرف اليدوية ، التراث غير المادي ' مثل رقمنة وفهرسة النصوص في بعض الوثائق التي ذكرت أسماء وألوان وأنواع الإبل .

وأشارت إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي يسهل على الباحثين والمهتمين تصفح واستخراج المعارف وإقامة بعض الفعاليات والمناسبات الوطنية بتفعيل المتحف الافتراضي للتراث .

مبادرة تهيئة سوق الإبل بمنطقة الباحة

وذكر رئيس لجنة الإشراف على تنفيذ مبادرة تهيئة سوق الإبل بمنطقة الباحة مبشرالغامدي أنه تم تخصيص موقع للسوق بحافظة العقيق في مركز جرب على الطريق الرابط بين منطقة الباحة والرياض ،ويتوسط بين منطقة الباحة ومكة وعسير ويحيط به عدد كبير من القبائل الذين يمارسون هواية اقتناء الإبل والمتاجرة بها ، وأضاف أن الأهالي بادروا بتهيئته حسب الإمكانيات المتاحة بدعم عدد من رجال الأعمال وتشكيل لجنة للإشراف على تنفيذ هذه المبادرة، وتم عمل ستين حضيرة تم توزيعها بالقرعة وخصص يوم الخميس من كل أسبوع لإقامة سوق الإبل بمنطقة الباحة ، وأشار إلى أن الإقبال على السوق فاق التوقعات حيث تجاوز البيع في اليوم أكثر من مئة ناقة من جميع أنواع الإبل .

وأوضح أنه توجد في المنطقة قديماً ثلاثة أنواع من الإبل ' الحضنية ' وهي الأكثر انتشاراً و' الأوارك' وهي منتشرة في قطاع السراة والبادية ، وفي قطاع تهامة' والأوارك الحمر' وتسمى كذلك ' العوادي' وتشتهر باللون الأحمر الغامق.

اقرأ أيضا