مقاصد الشريعة والتحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية والعالمية .. في ورشة عمل


الاحد 03 مارس 2024 | 11:06 صباحاً
ورشة علمية حول مقاصد الشريعة والتحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية والعالمية
ورشة علمية حول مقاصد الشريعة والتحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية والعالمية
نورة العلي

على هامش ندوة البركة (44) والتي استضافتها غرفة المدينة المنورة بعنوان “مقاصد الشريعة: لخصت الورشة العلمية المقامة بعنوان 'مقدمة عملية للمؤسسات المالية الإسلامية”، أهم التحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية عموما والمجتمعات الإسلامية خصوصا في أمرين أساسيين: آثار تغير المناخ، وما ترتب عنه من شاكل الغذاء والصحة وغيرهما ،والوتيرة المتزايدة للتحول الرقمي والتكنولوجي.

مفهوم المقاصد بصورة مبسطة وواقعية

افتتح الدكتور محمد قراط، أستاذ فقه المعاملات المالية بكلية الشريعة فاس، ورشة العمل التفاعلية مساء أمس، بتعريف مفهوم المقاصد بصورة مبسطة وواقعية، مناقشًا نشأتها وربطها بالأحكام الشرعية، كما أوضح كيفية الوصول إلى المقاصد الشرعية، متناولًا العلاقة بين أصول الفقه ومقاصد الشريعة.

الشروط الموضوعية والإجرائية لتمكين المؤسسات المالية

وأشار قراط إلى الشروط الموضوعية والإجرائية التي يجب توفرها لتمكين المؤسسات المالية، معدداً اربعة مستويات تتمثل في الاستراتيجية، الإدارة العامة، الحكامة، التقارير،مشيرا إلى المراحل داخل مستوى الاستراتيجية مع أهمية تشخيص السياق العام من حيثيات كثيرة كالعوامل الخارجية من مقتضيات المنافسة، ممارسات السوق، الوسائل التكنولوجية والرقمية، العوامل المرتبطة بالبيئة، متسائلاً ..نحن لسنا وحدنا في العالم؟وان فلسفة عمل المؤسسات المالية الإسلامية مرتبطة بالنظام الوضعي الدولي، مع اهمية التركيز على المردود المالي، وتحديد الاطار التنظيمي والتشخيص الداخلي للمؤسسة والأولويات واولها مايتعلق بالبيئة ونقص المياه، الغذاء مع الحذر من الاستثمارات التي تضر بالمجتمع ووضع الاستراتيجية المناسبة وتعزيز الوعي ، ووضع خارطة طريق وتحديد اهم معايير ومؤشرات الاداء، لتحقيق مقاصد الشريعة وما يستلزم ذلك من وجود شرطين ” تحديد المشاريع ذات الأولوية، ضمان التنفيذ الصحيح وان هذا الشرط يستدعي وضوح الرؤية، وتحديد مؤشرات التنفيذ منوهاً إلى ان معظم المشاريع في الوطن العربي تفشل لعدم تحقيق ذلك.

استراتيجيات تتوافق مع المقاصد الشرعية

وتناول “مستوى الحكامة” وأن على مجلس الإدارة التأكد من ان الاستراتيجيات تتوافق مع المقاصد الشرعية، وان المقاصد حاضرة عند تنفيذ الاستراتيجيات، والتأكد من ان الإدارة العامة لها المام تام بمنهج التنزيل والأدوات لتتبع مؤشرات الأداء. منوها بأهمية فاعلية الإجراءات في مستوى الإدارة العامة ومبنية على المقاصد الشرعية فيما يتعلق بالمنتجات ، البيئة، التعليم .

وكان قراط استعرض في مقدمة مقتضبة الصراع الازلي بين العقل والفؤاد والنفس وجدلية الاحتكام إلى العقل مبينا بانه لايمكن ان نحتكم إلى احد الخصمين؟ متناولاً مفهوم ونشاة المقاصد والمقاصد والأخلاق، والعلاقة بين المقاصد والمناسبة،والأحكام التكليفية والوضعية باعتبارها البيئة التطبيقية حسب الأحوال والأزمنة والأمكنة وكل ما يتعلق بواقعنا.

الشريعة الإسلامية منهاجا عمليا تطبيقيا صالحا لكل زمان ومكان

وأشارت ورشة العمل في ملخصها التنفيذي، إلى أن الشريعة الإسلامية بأحكامها ومقاصدها تمثل منهاجا عمليا تطبيقيا صالحا لكل زمان ومكان لترشيد الإنسان إلى العمل الصالح تمكينا من أسباب الحياة الطيبة وتحصيلا لها، وحل المعضلات وتجاوز التحديات التي تعترض الأفراد والجماعات.

ونوهت إلى أنه يضاف إلى هذين الأمرين “آثار تغير المناخ، وتوتر التحول الرقمي “وجود انحراف للمبدئية الإنسانية؛ حيث مُسَّ الإنسان في أصله وجوهره الأمر الذي يزيد من ظهور تناقض بين محاولات التخفيف من مشاكل العصر وبين ضرب الإنسان في مقتل،وفي هذا السياق العام، يتأكد لنا أن مقاصد الشريعة ستسهم بحق في رسم معالم المنهجية العملية لوضع استراتيجيات وخطط عمل وإطار حوكمة فعال لحل الأزمات الاقتصادية والبيئية وما يتعلق بالغذاء بمكوناته المختلفة على نحو سليم من جهة، وخدمة الإنسان وبنائه على النحو الذي يريده الله عز وجل من كونه سوياً قويما يحمل أمانة تحقيق الاستخلاف في الأرض من جهة أخرى. خصوصاً في ظل وجود فراغ فكري وعملي كبير على المستوى الدولي.

مقدمة تأصيلية عن علم مقاصد الشريعة الإسلامية

الجدير بالذكر أن المحاور الرئيسية اشتملت على مقدمة تأصيلية عن علم مقاصد الشريعة الإسلامية، والشروط الموضوعية والإجرائية التي ينبغي توافرها لتمكين المؤسسات المالية الإسلامية من تبني المقاربة المقاصدية، كيفية دمج المقاربة المقاصدية في منهجية صياغة استراتيجيات المؤسسات المالية الإسلامية لمواجهة التحديات العامة للمجتمع ووضع خطط عمل تطبيقية وإطار حوكمة فعال، تبيُّن الإضافات الحقيقية التي قد تسهم فيها المقاربة المقاصدية مقارنة بالمعايير الدولية التي تخص عمل المؤسسات المالية لمواجهة مختلف التحديات، والربط بين المقاربة المقاصدية والبعد الأخلاقي طبقا للمرجعية الإسلامية لتبيان كيفية الإسهام في حل بعض الإشكالات الأخلاقية المطروحة في عدد من المجالات كالذكاء الاصطناعي وتغير المناخ، بالإضافة إلى بناء تصور معيرة المقاربة المقاصدية في عمل المؤسسات المالية الإسلامية.

اقرأ أيضا