بدأت السعودية خطوات ملموسة نحو تحقيق رؤيتها في مجال صناعة السيارات الكهربائية، حيث أعلنت الحكومة في الثالث من نوفمبر الماضي إطلاق شركة 'سير'، وهي أول علامة تجارية لتصنيع السيارات الكهربائية محلياً. تأسست الشركة كمشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة 'فوكسكون' وشركة 'بي أم دبليو'.
تقدم 'سير' تراخيص مكونات السيارات الكهربائية وحصلت على قطعة أرض داخل مركز الملك عبدالله الاقتصادي، حيث ستقام مصنعها بتكلفة تقدر بحوالي 96 مليون دولار. يتوقع أن تكون منتجات 'سير' متاحة في الأسواق المحلية بحلول عام 2025، مما يعزز من المنافسة والتطور في صناعة السيارات في المملكة.
من المتوقع أن تجذب 'سير' استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 149.81 مليار دولار لدعم الاقتصاد الوطني، وأن تسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي بمبلغ يصل إلى 8 مليارات دولار، مع توفير حوالي 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2034.
لماذا اتجهت السعودية لصناعة السيارات الكهربائية..وهل مبيعات المملكة ترتفع أم في ركود، وما هي اتجاهات المستهلكين، خلال السطور التالية جمعنا لكم كافة المعلومات في موقعنا 'الاقتصاد السعودي'.
لماذا السيارات الكهربائية؟
السيارات الكهربائية تشكل اختياراً استراتيجياً للحكومة السعودية، ويتمثل هذا التوجه في إطار جهودها لتحقيق أهداف مجموعة العشرين، التي تركز على تحسين جودة الحياة والبيئة والحد من انبعاثات الكربون والتلوث البيئي. يشير الأستاذ فارس الفارس إلى أن زيادة استخدام السيارات الكهربائية تسهم بشكل كبير في خفض التلوث الكربوني الناجم عن احتراق الوقود في السيارات التقليدية.
من جانبه، يرى طارق فضل الله، الرئيس التنفيذي لشركة 'نومورا' لإدارة الأصول في الشرق الأوسط، أن تحويل صناعة السيارات نحو الكهرباء سيقلل بشكل كبير من فاتورة الواردات في السعودية. يؤكد الله أن القطاع النقل يشكل نسبة كبيرة من فاتورة الواردات للبلاد، مما يجعل استبدال الواردات بالسيارات المصنعة محلياً مغرياً واقتصادياً.
هل ستساهم السيارات إلى تشجيع الاستثمار في السعودي؟
التوجه نحو السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية يلعب دوراً هاماً في تشجيع الاستثمار وتعزيز الاقتصاد المحلي. فبفضل القرارات التي فُرضت للحد من الانبعاثات الكربونية بنسبة 20%-40% بحلول عام 2030، بدأت الشركات تتجه نحو تصنيع السيارات الكهربائية بشكل أكبر.
وتأتي دعم الدولة الكبير لهذا القطاع وتشجيعها على المشاريع الناشئة كعنصر رئيسي في هذا السياق. فتعزيز المشاريع المشتركة في صناعة السيارات الكهربائية يجذب الاستثمارات ويخلق فرص عمل جديدة، كما أن إعلان شركة لوسيد عن بناء مصنع للسيارات الكهربائية في المملكة يبرز الجاذبية الاستثمارية للبلاد.
بالإضافة إلى ذلك، إطلاق علامة 'سير' كأول علامة تجارية سعودية للسيارات الكهربائية يعزز مكانة المملكة كمركز للابتكار والتطوير في هذا القطاع. وهذه العوامل مجتمعة تجعل من المملكة فرصة مثالية للاستثمار في صناعة السيارات الكهربائية وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
نمو مبيعات السيارات الكهربائية في السعودية بحلول 2025
وأكد 'المركز الوطني للتنمية الصناعية' في السعودية، من خلال تقريره النصف سنوي، أنه من المتوقع أن تشهد مبيعات السيارات نموًا بنسبة 24% بحلول عام 2025، حيث من المتوقع بيع 577 ألف سيارة، بما في ذلك 32 ألف سيارة كهربائية، وذلك بعد تراجع مبيعات السيارات بسبب جائحة 'كوفيد-19' خلال عام 2020.
تشير التوقعات إلى أن السعودية ستحتل نصيبًا كبيرًا من سوق السيارات في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2025، حيث يتوقع أن تصل نسبة حصتها إلى 50% من إجمالي سوق قوامه 1.15 مليون سيارة، بما في ذلك 62 ألف سيارة كهربائية.
وتتصدر الشركات الآسيوية مبيعات السيارات في السعودية، حيث تتصدر شركة 'تويوتا' المبيعات بواقع 145.1 ألف سيارة في النصف الأول من عام 2021، تليها 'هيونداي' و'كيا'، مما يعكس استمرار الطلب على العلامات التجارية العالمية.
ومع تزايد اهتمام المستهلكين بالسيارات الكهربائية، يتوقع أن تكون المملكة في طليعة الدول التي تشهد ازدهارًا في هذا القطاع، مما يعزز دورها كقوة اقتصادية رائدة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ما هي اتجاهات المستهلكين في المملكة لعام 2022
وبخصوص المستهلكين في السعودية، فوفقًا لتقرير قطاع السيارات الصادر عن المركز الصناعي السعودي لعام 2022، لا تزال شركة تويوتا اليابانية تحتل الصدارة بأكثر العلامات التجارية مبيعًا بنسبة 29%. تلتها شركة هيونداي موتورز الكورية بنسبة 17%، ثم جاءت العلامة الصينية شانجان بنسبة 6%، وفي المرتبة الرابعة جاءت كل من نيسان، كيا، ام جي، مازدا بنسبة مبيعات 5%. أما ايسوزو فاحتلت المرتبة الخامسة بنسبة مبيعات 4%، وتلتها جيلي وشفروليه بنسبة 3%.
أما بالنسبة لنوع هيكل السيارة، فقد احتلت سيارات الدفع الرباعي SUV المرتبة الأولى بنسبة تفوق 35% من المبيعات، تلتها سيارات السيدان والبيك أب والسيارات الصغيرة والرياضية.