في خطوة تهدف إلى حماية صناعة السيارات المحلية، فرضت تركيا رسوما جمركية جديدة بنسبة 40% على واردات السيارات من الصين، حسبما أفاد قرار رئاسي نشر في الجريدة الرسمية التركية اليوم السبت. وقررت الحكومة التركية تحديد الحد الأدنى للرسوم الإضافية عند 7000 دولار لكل مركبة، على أن يسري القرار اعتبارا من السابع من يوليو.
جمارك جديدة لحماية "توغ"
يأتي القرار وسط تكهنات بأن الغرض منه هو حماية السيارة الكهربائية التركية 'توغ'، التي تعد المشروع المفضل للرئيس رجب طيب أردوغان. ويهدف القرار إلى حماية شركة 'توغ' من المنافسة الشرسة من السيارات الكهربائية الصينية، وتشجيع مصنعي السيارات الكهربائية الصينيين على إنشاء مرافق إنتاج محلية في تركيا.
الصين تعبر عن استيائها
من جانبه، وصف السفير الصيني لدى تركيا، ليو شاوبين، الرسوم الجمركية التركية على السيارات الصينية بأنها 'تمييزية' ولا تتوافق مع روح التجارة المشتركة بين البلدين. ورغم ذلك، أشاد بالتعاون الصيني التركي ورحب بالتقدم الذي أحرزته تركيا في قطاع السيارات الكهربائية، معربا عن أمله في أن يتمكن الجانب التركي من التعاون مع الصين بروح مشتركة.
خلفية القرار وتداعياته
في ديسمبر الأول 2023، قدمت الحكومة التركية معايير جديدة لاستيراد المركبات الكهربائية بهدف زيادة جودة خدمة ما بعد البيع وتبسيط عمليات إعادة تدوير البطاريات. واعتبرت وسائل الإعلام المحلية أن هذه اللوائح تهدف إلى 'حماية توغ' من المنافسة الأجنبية. ويرى المحللون الدوليون أن هذه الخطوة تسير على خطى المفوضية الأوروبية التي بدأت تحقيقًا في أكتوبر الأول الماضي بشأن شركات السيارات الكهربائية الصينية، متهمة إياها بـ 'التخلص' من السيارات المدعومة.
مستقبل العلاقات التجارية بين تركيا والصين
وفي تعليق سابق لبلومبرغ، حذر المدير العام لشركة بي واي دي تركيا، إسماعيل إرجون، من أن تنفيذ هذه القاعدة قد يؤدي إلى تأخير الواردات لعدة أشهر. ومع ذلك، لا تشير هذه اللوائح بالضرورة إلى العداء تجاه المنتجات الصينية، بل قد تكون خطوة استراتيجية لتشجيع شركات السيارات الصينية على إنشاء مصانع لإنتاج السيارات الكهربائية في تركيا.
تأتي هذه الإجراءات كجزء من جهود تركيا لتعزيز صناعتها المحلية وحماية مشروع 'توغ' من المنافسة الدولية، في وقت تشهد فيه سوق السيارات الكهربائية العالمية تنافسا محموما.