تستقبل مزدلفة مساء اليوم الرحلة الإيمانية التي يؤدي فيها ضيوف الرحمن إكمال مسيرتهم لإتمام حجهم في مناسك الحج ، ويحط الحجيج رحالهم في مشعر مزدلفة أو جمعا أو المشعر الحرام ، الذي يقع بين مشعر منى ومشعر عرفات ، ليبيتوا فيه بها بعد نفرتهم من عرفة، ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ، ويمكثون فيها ، حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى، حيث تعد مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجيج في رحلة إيمانية يؤدون فيها مناسك الحج ، يجمعون فيها الحصى لرمي الجمرات .
سبب تسمية المكان بالمزدلفة
وسميت بمزدلفة حسب ما ذكره العلماء والمؤرخون لنزول الناس بها في زلف الليل ، وقيل أيضاً لأن الناس يزدلفون فيها إلى الحرم ، كما قيل إن السبب أن الناس يدفعون منها زلفة واحدة أي جميعاً ، إذ يسمى الاجتماع بالازدلاف ، أو لأنّ الحجاج يزدلفون إلى الله، أي يتقربون إليه من خلال وقوفهم في عرفة ، و ازدلافهم منها إلى منى ، كما أن لمزدلفة عدة مسميات ومنها المشعر الحرام لتحريم الصيد بها ، وجمعا لأنه يتم فيها جمع النسك بين صلاة المغرب والعشاء .
حدود ومساحة المزدلفة
وتبلغ مساحة مزدلفة قرابة 12 كيلاً مربعاً ، يحدها من الغرب منى، ويحدها من الشرق عرفات ، بينما يحدها من الشمال جبل مزدلفة ، حيث تحتضن مزدلفة جموعاً من الجبال ، ومن أهمها جبل المريخيات ، وجبل ثبير الأحدب والصنع ، وجبل قزح ، وغيرها .