شركة تيسلا في ورطة كبيرة بسبب الانبعاثات الناتجة عن صناعة بطاريات سيارات تيسلا التي وصلت خلال عام واحد مقدار انبعاثات استهلاك حوالي 59 مليون برميل من النفط، خلال السطور التالية نقدم لكم في موقعنا 'الاقتصاد السعودي' كل ما يخص الأزمة التي تلوح حول أفق تيسلا والسيارات الكهربائية.
انبعاثات تيسلا تعادل 59 مليون برميل من النفط في عام واحد
انبعاثات السيارات الكهربائية
كشفت دراسة حديثة أعدّتها منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول 'أوابك' أن الانبعاثات الناتجة عن صناعة بطاريات سيارات تيسلا خلال عام واحد تعادل انبعاثات استهلاك حوالي 59 مليون برميل من النفط. تسلط الدراسة، التي أعدها المهندس تركي حسن حمش، خبير في أوابك، الضوء على الجدل حول الآثار البيئية للسيارات الكهربائية في ظل الحملات الترويجية لنظافتها البيئية واقتصاديتها.
وأكد حمش أن الدراسات الحالية حول السيارات الكهربائية غالباً ما تستند إلى افتراضات مسبقة تفيد بأن هذه السيارات ليست ملوثة للبيئة وأن تكاليف استخدامها أقل من السيارات التقليدية، مع تجاهل للانبعاثات الناتجة عن صناعتها وتوفير الطاقة اللازمة لتشغيلها.
وأوضح الخبير أن القطاع النقل التقليدي يسهم بنسبة كبيرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يبرز أهمية التحول إلى السيارات الكهربائية كخطوة نحو تقليل الآثار البيئية السلبية.
وفي سياق متصل، تسعى العديد من الدول إلى تعزيز استخدام السيارات الكهربائية من خلال تقديم حوافز مالية وبيئية، بهدف تحفيز المستهلكين والشركات على اعتماد هذه التقنية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وأوضح حمش بأن الهدف الأساسي لزيادة استخدام السيارات الكهربائية هو تقليل الانبعاثات البيئية، مع التأكيد على أهمية مواصلة البحث والتطوير لتحسين كفاءة هذه التقنية وتقليل تكاليفها البيئية.
انبعاثات السيارات الكهربائية وآثارها البيئية
انبعاثات السيارات الكهربائية
شدد خبير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول 'أوابك' على أن تعبير 'انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون' المرتبطة بالنقل يمكن أن يكون غير دقيق عند الحديث عن السيارات الكهربائية، معتبرًا أن البيانات المتاحة تظهر زيادة تدريجية في حصة القطاع من انبعاثات الكربون العالمية، حيث بلغت 20.7% في عام 2022 مقارنة بـ 17.7% في عام 1970، بزيادة متوسطة تبلغ 3% على مدى نصف قرن.
وأكدت بيانات منصة 'كليمت واتش' أن حوالي 7 مليار طن فقط من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تأتي من قطاع النقل، ممثلة نسبة 20% من الإجمالي العالمي، مما يبرز أهمية التحول إلى تكنولوجيا السيارات الكهربائية كخطوة نحو تقليل هذه الآثار البيئية السلبية.
وبيّن الخبير أن الانتقادات للسيارات الكهربائية تتركز على عمليات الإنتاج الأولية للبطاريات التي تستخدم مواد متعددة من بينها النحاس، والنيكل، والألمنيوم، والغرافيت، والكوبالت، والمنغنيز، بالإضافة إلى الليثيوم، مشيرًا إلى أن هذه العمليات تتسبب في انبعاثات كبيرة من الكربون.
وأضاف أن إنتاج بطارية واحدة تزن حوالي 500 كيلوغرام يتطلب استهلاك طاقة هائل يقدر بنحو 164 ألف كيلوواط/ساعة من الكهرباء، ما يعادل 85 برميلًا من النفط، وينتج عنها حوالي 55 طنًا من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل حرق 21 طنًا من الفحم الحجري.
وأشار الخبير بأن تقييم الآثار البيئية للسيارات الكهربائية يتطلب النظر في جميع مراحل الإنتاج، مشيرًا إلى ضرورة استمرار البحث والتطوير لتحسين كفاءة هذه التقنية وتقليل تأثيراتها البيئية.
انبعاثات سيارات تيسلا وتأثيرها البيئي
انبعاثات السيارات الكهربائية
أشار خبير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول 'أوابك' إلى دراسة أجراها معهد إم آي تي الأميركي، حيث أظهرت أن استخراج طن واحد من خام الليثيوم يتسبب في انبعاثات تصل إلى 15 طنًا من ثاني أكسيد الكربون. وعن تصنيع بطارية سيارة تيسلا موديل 3 بسعة 80 كيلوواط/ساعة، يمكن أن تتراوح الانبعاثات بين 2.4 إلى 16 طنًا من ثاني أكسيد الكربون.
بيانات من وكالة حماية البيئة الأميركية أظهرت أن كل طن واحد من ثاني أكسيد الكربون يعادل استهلاك 2.1 برميل من النفط، مما يوضح أن انبعاثات بطاريات تيسلا للموديل 3 وحدها تعادل من 8.4 إلى 58.8 مليون برميل من النفط.
وأكد الخبير أوابك على تعقيد تقدير الكميات الدقيقة للاستهلاك الفعلي للوقود في عمليات تصنيع السيارات الكهربائية، نظرًا لمشاكل الشفافية والتعقيدات مع الموردين العالميين.
أشار إلى تقرير من وكالة الطاقة الدولية الذي يظهر انخفاضًا بنسبة 50% تقريبًا في انبعاثات دورة حياة المركبات الكهربائية مقارنة بالمركبات التقليدية، لكنه أوضح أن هذه التقديرات تعتمد على استخدام بطارية بقدرة 40 كيلوواط/ساعة فقط، مما يقترح أن النتائج قد تختلف بالنسبة للسيارات ذات البطاريات الكبيرة.
وأشار إلى أن سيارات الدفع الرباعي ذات البطاريات الكبيرة تمثل نسبة كبيرة من السيارات الكهربائية، مما يعني استخدام كميات أكبر من المواد مثل الألومنيوم، مما يزيد من الانبعاثات المرتبطة بتصنيعها.
وأوضح خبير أوابك بتأكيد أن الحديث عن تقليل انبعاثات الكربون من السيارات الكهربائية يتطلب مزيدًا من الدراسات العلمية والتحليل الدقيق بعيدًا عن التقديرات والافتراضات.
انبعاثات قطاع النقل وتأثيرها البيئي
انبعاثات السيارات الكهربائية
أكد خبير في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول 'أوابك' أن نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن السيارات الخاصة تختلف من دولة لأخرى، حيث بلغت حوالي 70% في دول الاتحاد الأوروبي عام 2019 وكانت أقل من 60% في الولايات المتحدة في نفس العام. ومع تعميم هذه الأرقام على مستوى العالم، يصل تقدير الانبعاثات من السيارات إلى حوالي 83%.
تحدث الخبير عن استهلاك قطاع النقل للمشتقات النفطية في الولايات المتحدة، حيث أشارت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن القطاع استهلك حوالي 67% من إجمالي المشتقات النفطية عام 2022. ومن الانبعاثات الناتجة عن قطاع النقل، فإن مركبات النقل العام والشاحنات التجارية ساهمت بنسبة 42%، بينما ساهمت السيارات الخاصة بنسبة 58% في انبعاثات غاز الكربون المرتبطة بالمركبات في الولايات المتحدة.
وأظهرت دراسة لأوابك أن إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة عام 2021 بلغ حوالي 4.6 مليار طن، حيث بلغت حصة قطاع النقل من الانبعاثات حوالي 1.7 مليار طن، ما يمثل 38% من إجمالي الانبعاثات.
وأكد الخبير أوابك أن تزايد انبعاثات قطاع النقل في الولايات المتحدة بات يشكل تحديًا بيئيًا كبيرًا، خاصة مقارنة بتراجع انبعاثات قطاع توليد الكهرباء الذي شهد انخفاضًا بنسبة 30% بفضل استبدال الفحم الحجري بمصادر أخرى للطاقة.
أوضح الخبير أوابك أن تحدي تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يتطلب جهودًا متكاملة تشمل تعزيز استخدام السيارات الكهربائية وتحسين كفاءة استهلاك الوقود في السيارات الحالية، مع تشجيع استخدام مصادر طاقة نظيفة في قطاع النقل.
انبعاثات قطاع النقل في أوروبا والدول العربية
انبعاثات السيارات الكهربائية
تشير بيانات وكالة البيئة الأوروبية إلى أن قطاع النقل ساهم بنسبة 25% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أوروبا عام 2019، وهو ما يظهر حجم التحديات البيئية التي يواجهها هذا القطاع. وفي عام 2021، بلغت انبعاثات قطاع النقل في أوروبا نسبة متساوية بين النقل البحري والنقل البري، مما يعكس التوازن في مصادر الانبعاثات داخل القارة.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات الوكالة المحدثة في عام 2023 أن انبعاثات قطاع النقل عالميًا ارتفعت بنسبة 8.6% في عام 2021 وبنسبة 2.7% في عام 2022، مما يعكس زيادة الضغوط البيئية على مستوى العالم من جراء نشاطات النقل المتزايدة.
إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم عام 2022 بلغ نحو 53.9 مليار طن، حيث بلغت انبعاثات قطاع النقل حوالي 8 مليار طن، مع تمثيل انبعاثات قطاع النقل في الدول العربية نحو 5.6% من إجمالي الانبعاثات العالمية في هذا القطاع. وفي أوروبا، تمثل انبعاثات قطاع النقل حوالي 9.7% من إجمالي انبعاثات قطاع النقل عالميًا، مما يعكس التحديات البيئية التي تواجهها القارة في تحقيق الاستدامة البيئية.
وبينما كانت انبعاثات قطاع النقل في السعودية الأعلى بين الدول العربية بنسبة 17% من إجمالي انبعاثات الكربون في المملكة، فإن هذا يبرز التحديات الفريدة التي تواجه البلاد في إدارة النمو المستدام وتحقيق أهداف البيئة العالمية.