ثورة في صناعة السيارات الكهربائية: مركبة تسير مليون كيلومتر بفضل تقنية جديدة


هذه التقنية تمكّن السيارات الكهربائية من السفر لمسافات تصل إلى مليون كيلومتر

الثلاثاء 16 يوليو 2024 | 09:43 صباحاً
سيارات كهربائية صينية
سيارات كهربائية صينية
فهد السليماني

في إنجاز مذهل يعزز مستقبل السيارات الكهربائية، تمكن باحثون من جامعة Pohang الكورية الجنوبية من تطوير تقنية جديدة تُحدث ثورة في صناعة السيارات الكهربائية. هذه التقنية تمكّن السيارات الكهربائية من السفر لمسافات تصل إلى مليون كيلومتر، مما يعالج واحدة من أكبر التحديات التي تواجه هذه الصناعة: عمر البطارية وسعتها.

حل جذري لمشكلة البطارية

الباحثون أكدوا أن أحد أبرز التحديات في صناعة السيارات الكهربائية هو تدهور البطارية بمرور الوقت، مما يتطلب استبدالها بشكل دوري، ويترتب عليه تكاليف مادية مرتفعة وتأثيرات سلبية على البيئة. تعتمد البطاريات الحالية بشكل كبير على بطاريات الليثيوم الثانوية، التي تحول الطاقة الكهربائية إلى طاقة كيميائية للتخزين ثم تسترجعها مجددًا كطاقة كهربائية للاستخدام في محرك السيارة.

تقنية جديدة لتحسين مواد الكاثود

تستخدم التقنية الجديدة مواد كاثود النيكل، المعروفة بقدرتها على تخزين كميات كبيرة من أيونات الليثيوم اللازمة لعملية الشحن والتفريغ. ومع ذلك، فإن المواد المصنوعة من بلورات صغيرة تتعرض للتحلل التدريجي مع الاستخدام المكثف، مما يؤدي إلى تدهور تدريجي في أداء البطارية. ولهذا، ركز الباحثون على إنتاج مادة الكاثود في جسيم واحد كبير أو بلورة، مما يقلل من تعرضها للتحلل ويعزز استقرارها.

التصنيع بعملية التكثيف

الباحثون اكتشفوا أن تصنيع مواد الكاثود بجودة عالية يتطلب درجة حرارة مثالية تفوق درجات الحرارة التقليدية المعروفة. هذه العملية تُعرف بعملية 'التكثيف'، حيث تزداد حجم البلورات داخل المادة وتُملأ المساحات الفارغة بشكل فعال، مما يجعل المادة صلبة للغاية ومستقرة وقادرة على الأداء لفترات زمنية أطول دون تدهور كبير.

تصريحات الباحثين

علق كيو يونج بارك، الأستاذ في جامعة Pohang للعلوم والتكنولوجيا، على هذا الإنجاز قائلاً: 'قدمنا استراتيجية تركيبية جديدة لتعزيز متانة مواد الكاثود القائمة على النيكل، وسنواصل أبحاثنا لجعل البطاريات الثانوية للسيارات الكهربائية أرخص وأسرع وأطول أمدا'.

هذا التطور يمثل خطوة هامة نحو تحسين كفاءة واستدامة السيارات الكهربائية، ويعزز من إمكانياتها لتصبح الخيار الأمثل للمستقبل القريب. إذا تم تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع، فإنها قد تكون المفتاح لحل مشكلة البطاريات التي طالما كانت عائقاً أمام تبني السيارات الكهربائية بشكل أكبر.

مستقبل مشرق لصناعة السيارات الكهربائية

بفضل هذه التقنية الجديدة، يمكن أن نتوقع أن تشهد صناعة السيارات الكهربائية طفرة كبيرة في السنوات القادمة. مع تحسين عمر البطارية وسعتها، ستصبح السيارات الكهربائية أكثر جاذبية للمستهلكين، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتخفيف الأثر البيئي للنقل.

اقرأ أيضا