في ظل تصاعد الصراعات العالمية والانكماش الاقتصادي، انعقدت الدورة السادسة والأربعين للجنة الإسلامية للشؤون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في جدة، حيث أكد معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، على أهمية تعزيز التعاون والتنوع الثقافي بين الدول الأعضاء.
خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، رحب معاليه بالمشاركين في الاجتماعات التحضيرية للدورة الخمسين لمجلس وزراء الخارجية المقرر عقدها في ياوندي بجمهورية الكاميرون يومي 29 و30 أغسطس 2024. وأوضح أن منظمة التعاون الإسلامي تعمل بشكل وثيق مع دولها الأعضاء ومؤسساتها لتنظيم فعاليات ثقافية مشتركة ومهرجانات متعددة التخصصات لتعزيز قيم التعاون المتبادل وتسليط الضوء على التنوع الثقافي في العالم الإسلامي.
وأشار معاليه إلى افتتاح مركز العمل التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في باكو بأذربيجان، مؤكداً أن هذا المركز سيسهم في دعم القوى العاملة وتقديم حلول لتحديات التنمية. كما سلط الضوء على اجتماع الجمعية العامة للمنتدى الإسلامي لهيئات اعتماد الحلال، الذي عقد جلسته الافتتاحية في مكة المكرمة في نوفمبر 2023، كخطوة مهمة نحو تنظيم وتوحيد معايير الحلال في الدول الأعضاء.
التحديات والتطلعات
تطرق الأمين العام إلى القضايا الملحة التي تواجه الدول الأعضاء، خصوصاً في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتعليم العالي والصحة والبيئة. وأكد أن التحديات المتفاقمة بسبب تغير المناخ وندرة الطاقة والتهديد المستمر الناتج عن الأمراض والأوبئة تتطلب جهودًا متضافرة نحو التعاون والابتكار داخل منظمة التعاون الإسلامي.
ورحب الأمين العام بعرض جمهورية أذربيجان لاستضافة الدورة الثالثة لقمة منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا، مشيراً إلى أن هذه القمة ستوفر منصة لاستعراض التقدم الجماعي في مجال العلوم والتكنولوجيا وتعزيز الابتكار بين الدول الأعضاء.
تمكين المرأة والتنمية الاجتماعية
فيما يتعلق بالتنمية الاجتماعية وتمكين المرأة، أشاد معاليه بجهود المملكة العربية السعودية في استضافة المؤتمر الدولي للمرأة في الإسلام: المكانة والتمكين، الذي ركز على حقوق المرأة ومسؤولياتها في الإسلام. وشدد على ضرورة تعزيز العدالة بين الجنسين وتمكين المرأة كجزء أساسي من التنمية المستدامة في الدول الأعضاء.
ختام وتقدير
في الختام، أثنى معالي الأمين العام على مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي ذات الصلة العاملة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والصحة والبيئة، لتعاونها المستمر مع الأمانة العامة. وأكد على أهمية الاجتماع التنسيقي السنوي لمؤسسات المنظمة ولجانها المواضيعية ذات الصلة في تعزيز التعاون وتحقيق الأهداف المشتركة.
نظرة مستقبلية
يعكس هذا الاجتماع التزام منظمة التعاون الإسلامي بتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء ومواجهة التحديات العالمية بتضافر الجهود والابتكار. ومع استمرار دعم القيادة الحكيمة والعمل الدؤوب، تظل المنظمة عازمة على تحقيق أهدافها في التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى المعيشة في العالم الإسلامي.
