شهد السوق مؤخرا العديد من عمليات الاستحواذ والاندماج والتى تعد ظاهرة صحية تلجأ إليها الشركات لتوسيع أسواقها، ونشاطاتها، بما يعنى زيادة الأرباح وسرعة النمو، وقد كشف تقرير 'أرنست بونج لصفقات الاندماج والاستحواذ أن السعودية هى الوجهة المفضلة للمستثمرين ومنفذى الصفقات، حيث تصدرت قائمة الدول المستهدفة، كذلك هناك تنامى مستمر فى عمليات الاندماج والاستحواذ مدفوعة بالاصلاحات التى اتخذتها المملكة فى إطار رؤية 2030.
وتركزت أغلب عمليات الاستحواذ فى قطاعات التأمين والعقارات، حيث شهد النصف الأول من 2024 إتمام 155 صفقة محلية بقيمة مجمعة بلغت 6.4 مليار دولار، بزيادة 13% في نشاط الصفقات. ومن أكبر صفقات الاستحواذ التى شهدها السوق هى استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على حصة مجموعة “إس تي سي” بقيمة 8.7 مليار ريال بهدف تكوين إحدى أكبر شركات الأبراج على مستوى العالم، حيث قام صندوق الاستثمارات العامة بتوقيع اتفاقيات مع مجموعة “إسي تي سي” ليستحوذ من خلالها الصندوق على حصة 51% في شركة توال من مجموعة “إس تي سي”، بينما ستمتلك “إس تي سي” حصة 43.1%.
علامة صحية للسوق تضمن زيادة الانتاج وسرعة النمو
ويشار إلى أن صفقات الاستحواذ لها العديد من المزايا من حيث تطوير أداء الشركات وزيادة إيراداتها واتساع حصتها فى السوق وقدرتها على النفاذ إلى الأسواق الخارجية، لافتا إلى ان دمج الشركات المشابهة يخلق كيان اقتصادى قوى يمكنه من المنافسة فى سوق الصناعة التى تعمل بها الشركات مع المساهمة فى تطوير الأداء وتعظيم الاستفادة من أصول وزيادة القدرة التنافسية. و فتح الأفق لإقامة توسعات استثمارية يكون لها انعكاس إيجابي على تزايد معدلات الإنتاج والنمو.
ويقود صندوق الاستثمارات العامة من السعودية، نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة، ويسعى صندوق إلى أن يكون مستثمرًا عالميًا رائدًا ومساهما فى تشكل مستقبل الاقتصاد العالمي، وتتألف محفظة الصندوق من استثمارات محلية وإقليمية وعالمية في عدة قطاعات وأصنافٍ من الأصول وذلك بالتعاون مع جهات عالمية مرموقة في إدارة الاستثمارات بصفته ذراع الاستثمار الأساسي للمملكة مستهدفا تحقيق عائدات مالية مرتفعة، وحفظ القيمة الحقيقية طويلة المدى للمملكة العربية السعودية.