تُعد منطقة الجوف من أبرز المناطق الزراعية في المملكة العربية السعودية، حيث تسهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج التين. وفقًا للبيانات الأخيرة، تنتج الجوف سنويًا حوالي 874 طنًا من التين، مما يجعلها تحتل المرتبة الخامسة بين مناطق المملكة من حيث حجم الإنتاج.
إسهامات منطقة الجوف في الإنتاج الوطني
يأتي إنتاج منطقة الجوف من التين كجزء من الإنتاج السنوي الوطني الذي يبلغ إجماليه 28 ألف طن. ويعكس هذا الإنتاج الكبير دور الجوف الحيوي في تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه الفاكهة في المملكة. تُسهم المزارع والحيازات الزراعية والمشاريع الكبرى في المنطقة في توفير العديد من الأصناف من الفواكه، بما في ذلك التين، بفضل التربة الخصبة والمياه العذبة التي تتمتع بها.
تجربة مزارع الجوف في زراعة التين
أوضح المزارع بسام الحبوب، الذي بدأ زراعة حقل التين قبل عامين، أن اختياره لإنتاج التين جاء استنادًا إلى تخصصه الدراسي في بكالوريوس الزراعة. قام الحبوب بزراعة 1200 شجرة تين، مستفيدًا من التربة الغنية والظروف المثالية للإنتاج. وقد نجح في إنتاج نوع مميز من التين، يتميز بوفرة الإنتاج وتماسك الثمر، مما يسهل تسويقه في الأسواق على مسافات طويلة.
وأشار الحبوب إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تلعب دورًا بارزًا في دعم المزارعين من خلال تنظيم مهرجانات زراعية مثل مهرجان خيرات الجوف، الذي يساهم في تسويق الإنتاج وتقديم خدمات الإرشاد الزراعي والمبيدات.
الإنجازات الوطنية في إنتاج التين
أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن تحقيق المملكة اكتفاءً ذاتيًا في إنتاج التين بنسبة 111%، وذلك بفضل زراعة 1421 هكتارًا من الأراضي المزروعة بالتين في 11 منطقة من مناطق المملكة. هذا الإنجاز يعكس النجاح الكبير في تعزيز الإنتاج المحلي والتقليل من الاعتماد على الواردات.
تُبرز هذه الأرقام الجهود الكبيرة المبذولة من قبل المزارعين والجهات الحكومية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي في المملكة، مما يعزز من قدرة المملكة على تلبية احتياجات السوق المحلي بموارد وطنية.
مستقبل زراعة التين في الجوف
مع استمرار استثمار الموارد الطبيعية والتقنيات الحديثة في الزراعة، يتوقع أن يواصل إنتاج التين في منطقة الجوف نموه وتطوره. وستبقى الجوف في مقدمة المناطق التي تسهم في تعزيز الأمن الغذائي في المملكة، من خلال إنتاجها الوفير والمتنوع من التين وغيره من المحاصيل الزراعية.
