يقود صندوق الاستثمارات العامة السعودي اقتصاد المملكة نحو التنويع والمرونة من خلال توجيه استثماراته نحو القطاعات الواعدة والصناعات المستقبلية، كذلك يضع المملكة على قائمة الدول الأكثر تأثيرا فى مشهد الاقتصاد العالمي بما يديره من أصول ومحفظة استثمارات دولية متنوعة، حيث تبلغ القيمة الإجمالية للأصول التي يديرها الصندوق 2.87 تريليون ريال اى ما يعادل 765.6 مليار دولار خلال 2023، بنسبة نمو بلغت 29% خلال عام واحد.
أرباح تفوق المستهدف
و حقق الصندوق أرباحا قياسية فاقت المستويات والحدود المستهدفة الأمر الذى يؤكد جودة الاستثمارات والمشروعات القائمة لدى الصندوق، وبحسب التقرير الصادر عن الصندوق بلـغ صافـي العائـد النقـدي الإجمالـي لـكل مـن محفظـة الاسـتثمارات الهادفـة إلـى تطويـر القطاعـات الواعـدة وتنميتهـا، ومحفظـة الاسـتثمارات فـي الشركات السـعودية 42 مليـار ريـال للعـام 2023 وهو ضعـف الهـدف المحـدد بــ 20 مليـار ريـال، كذلك شهد حجم أصول محفظـة الاسـتثمارات العقارية ومشـاريع البنيـة التحتيـة السـعودية نموًّا بنسـبة %15.
شركات جديدة ومشاريع كبرى
وتهدف استراتيجية الصندوق إلى ضخ الاستثمار فى القطاعات المستقبلية الواعدة من خلال التوسع فى انشاء وتأسيس الشركات الجديدة وقد شهد العام الماضي اطلاق العديد من الشركات الجديدة مثل 'طيران الرياض' كشركة وطنية عاملة فى مجال النقل الجوي، وشركة الاستثمارات الدوائية (لايفيرا)، لتمكين القطاع الصحي والدوائي.
ويستثمر الصندوق فى المشاريع الكبرى المحفزة للتنويع الاقتصادي يأتي على رأسها المشروعات الخاصة بقطاع السياحة، من ضمن هذه المشاريع مشروع القدية لتكون عاصمة الترفيه والرياضة والثقافة، وتعتبر الوجهة الأولى من نوعها في المنطقة مخصصة للترفيه ومتوقع لها أن تكون وجهة عالمية مميزة، وتبلغ مساحتها 376 كيلومتر مربع.
وتأسست شركة البحر الأحمر الدولية في عام 2018، وهي الجهة المطورّة لوجهتي 'البحر الأحمر' و 'أمالا' وهما من المشاريع السياحية الأكثر طموحًا في العالم، وتمتد وجهة البحر الأحمر على مساحة تزيد عن 28 ألف كيلومتر مربع، وستساهم في الوصول إلى مليون زائر بحلول عام 2030.
صانع مستقبل الاقتصاد
التوجه نحو الاستثمار فى القطاعات المستقبلية ركيزة أساسية لعمل الصندوق السيادى السعودى، والذى وضع المملكة على قائمة الدول الاكثر ثأثيرا فى الاقتصاد العالمى من خلال استثماراتها المتنوعة فى مختلف القطاعات على المستوى العالمي، حيث تبلغ محفظـة الاسـتثمارات الدوليـة بنهايـة عـام 2023 حوالى 156 مليار دولار، بنسبة نمو يزيد عن 14% خلال عام واحد.
وقد نفذ الصندوق العديد من صفقات الاستحواذ بالخارج، منها صفقة استحواذ مجموعة 'سافى' المتخصصة فى الألعاب الإلكترونية على شركة 'سكوبلى' الأمريكية مقابل 3.9 مليار دولار، وذلك فى إطار توجه استثمارات الصندوق نحو مجالات التكنولوجيا ودعم الابتكار، كذلك عقد الصندوق شراكة مع شركة ماجيك لييب (Magic leap) وهى الشركة الرائدة فى مجال الابتكار المعزز والمتخصصة فى تقديم المعلومات بالذكاء الاصطناعى، وسعى الصندوق لتعزيز استثماراته في مجال الاقتصاد الأخضر وهو توجه عالمي، وعليه قام الصندوق بتأسيس شراكة مع 'لوسيد' المتخصصة فى السيارات الكهربائية، وهى الشراكة الأهم فى مجال تصنيع السيارات الكهربائية اقبالا متزايدا خلال الفترة القادمة .
محفظة استثمارات متنوعة
ويمتلك الصندوق محفظة استثمارية متنوعة تشمل مختلف القطاعات داخل وخارج المملكة، حيث يستثمر الصندوق فى 5 مشروعات فى قطاع الاتصالات والإعلام والتقنية، وفى قطاع الترفيه والسياحة 8 مشروعات، والخدمات المالية 12 مشروع، والقطاع العقارى 23 مشروع، وفى قطاع السلع الاستهلاكية والتجزئة 7 مشروعات، وهناك المزيد من الاستثمارات فى باقى القطاعات المختلفة الأخرى.
يمتلك الصندوق استثمارات فى عدد من الشركات العاملة فى مجال الخدمات المالية، منها بنك D360 هو بنك رقمي سعودي متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية يستثمر فيه كل من صندوق الاستثمارات العامة، وشركة دراية المالية، إلى جانب عدد من خبراء المال والاستثمار في المملكة.
كذلك يستثمر الصندوق في شركة 'جدا' والتى تأسست عام 2018 لتحفيز الاستثمار في صناديق الملكية الخاصة ورأس المال الجريء، وبالتالي تمويل نمو قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة من خلال هذه الصناديق بشكل مستدام، وأسس صندوق الإستثمارات العامة «جدا» برأسمال استثماري بلغ 4 مليارات ريال سعودي، وتستثمر «جدا» في صناديق رأس المال الجريء والملكية الخاصة والتي تستهدف السوق السعودي.
وفى قطاع السلع الاستهلاكية والتجزئة أسس الصندوق حديثا شركة 'كيانى' وهي إحدى الشركات المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، تهدف لتقديم تجارب ملهمة للمرأة تعزز أسلوب الحياة المتوازنة وتعزز قيم الأداء الهادف واللياقة
