البنوك السعودية المدرجة ضاعفت من إصداراتها من أدوات الدين طويلة الأجل والقروض مرتين خلال العام2024 الجاري، وذلك بسبب الانخفاض المتوقع لأسعار الفائدة واستجابة لتزايد الطلب على التمويل وسط مخاوف نقص السيولة .
مخاوف نقص السيولة
ومع تزايد مخاوف البنوك السعودية من نقص السيولة ، وسط تجاوز نسبة القروض إلى الودائع حد الـ100%.
وفقا لتحليل مالي أعتدته صحيفة 'الاقتصادية'، أشار محللون أن الأفراد الذين تجنبوا الاقتراض ال3أعوام الماضية بسبب إرتفاع الفائدة من المتوقع أن يتزايد طلبهم للاقتراض ، لا سيما وأن فائدة القروض الاستهلاكية ثابتة، فيما الفائدة المنخفضة ستفتح شهية الشركات على الاقتراض لتمويل توسعاتها بتكلفة أقل.
وذكر تحليل' الاقتصادية ' أن المشاريع الضخمة في المملكة أيضا تحتاج إلى تمويل بمليارات الريالات، مما سيزيد الضغط على سيولة البنوك في السعودية لتلبية هذا الطلب المتزايد.
إصدار صكوك ب29مليار ريال
ومنذ مطلع العام الجاري أصدرت البنوك المدرجة ، أدوات دين صكوك بالريال بنحو 29 مليار ريال، حيث يعتزم البنك الأول طرح صكوك رأسمال بـ20 مليار ريال، بينما الأهلي والفرنسي فقد طرحا صكوك بـ6 و3 مليارات ريال على التوالي. وبجانب الإصدارات بالريال، طرحت البنوك صكوك مقومة بالدولار قيمتها 6 مليارات، لتخفيف الضغط على السيولة المحلية.
"الراجحي" يحصل على أضخم تمويل بنكي في الشرق الأوسط
وكانت وكالة بلومبرغ قد أوردت ، أن مصرف الراجحي قد حصل في سبتمبر الماضي، على قرض إسلامي بقيمة 1.92 مليار دولار، بما يمثل أضخم تمويل بنكي في الشرق الأوسط منذ مطلع العام الجاري 2024 .
الراجحي مرشح لأعلى طلبات تمويل في السوق في ظل محفظته الأكثر تركيزا على الأفراد في السوق المحلية، بـ70% بنهاية الربع الثاني.
أدوات الدين طويلة الأجل لدعم الودائع
ففي ظل تجاوز القروض للودائع التقليدية بشكل طفيف مسجلة 2.7 تريليون ريال لدى البنوك المدرجة بنهاية الربع الثالث من العام الجاري ، وبجانب نمو التمويل 12% وهي وتيرة أسرع من الزيادة في الودائع البالغة 11%. تلجأ البنوك لدعم قاعدة الودائع لإصدار أدوات الدين طويلة الأجل،
وجاءت نسبة القروض للودائع المشار إليها بـ100% لا تشمل الصكوك، لكنها تقارب 80% وفق معيار البنك المركزي السعودي.
يذكر بحسب معيار 'ساما' فالقروض يكون ناقصا منها المخصصات والعمولات، بينما الودائع تضم (تحت الطلب، الأجلة والادخارية، اتفاقيات إعادة الشراء) مضافا إليها الديون طويلة الأجل (السندات والصكوك، الديون المشتركة، والديون الثانوية وغيرها).
إصدار الصكوك
تأتي الصكوك المطروحة من قبل البنوك بعوائد مغرية تتجاوزال 5% وتصل إلى 6.4% سنويا، ذلك يجعلها بديل استثماري جاذب مع انخفاض الفوائد.
كما أن إصدار الصكوك يزيد حجم الودائع المتوقع تأثرها بخفض أسعار الفائدة، لا سيما الودائع بفائدة (الزمنية والادخارية)، التي شهدت طفرة كبيرة مع ارتفاع الفائدة لتمثل 38% من إجمالي الودائع في الربع الثاني بتريليون ريال، فيما تجاوزت 50% لدى 3 بنوك.