"المملكة وبريطانيا" تؤكدان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية و زيادة حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار


الجمعة 13 ديسمبر 2024 | 12:39 صباحاً
ولي العهد ورئيس وزراء بريطانيا
ولي العهد ورئيس وزراء بريطانيا
ريا العنزي

في خطوة تعكس عمق العلاقات السعودية البريطانية، قام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بزيارة رسمية للمملكة العربية السعودية يوم 9 ديسمبر 2024. 

استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة بالرياض، حيث عقدت مباحثات رسمية تناولت تعزيز التعاون الثنائي والتطورات الإقليمية والدولية.

تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري

أكدت المملكة وبريطانيا التزامهما بتطوير الشراكة الاقتصادية، مع هدف زيادة حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، كما اتفق الطرفان على تعزيز الاستثمارات المتبادلة في قطاعات إستراتيجية مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، بما يدعم تنافسية الصناعات المستقبلية. 

وأشاد الجانبان بالاستثمارات السعودية الكبيرة في بريطانيا، بما في ذلك مشاريع صندوق الاستثمارات العامة مثل 'سيلفريدجز'، 'مطار هيثرو'، و'نادي نيوكاسل يونايتد'. 

كما أكدت المملكة المتحدة دورها كأحد أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، مشيرة إلى زيادة حجم تمويل صادراتها إلى 6 مليارات دولار لدعم المشاريع التنموية بالمملكة.

دعم الطاقة والتكنولوجيا النظيفة

اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في قطاع الطاقة، مع التركيز على مجالات الكهرباء والهيدروجين النظيف، وتطوير السياسات والبنية التحتية ذات الصلة. 

كما بحثا إطلاق تحالف أكاديمي بين الجامعات السعودية والبريطانية بقيادة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة نيوكاسل، لتطوير تقنيات الهيدروجين. 

في مجال التعدين، أكدت بريطانيا دعمها لتطوير قطاع التعدين المستدام في السعودية وتوفير إمدادات معادن نادرة للتقنيات النظيفة، من خلال شراكة بين مدرسة 'كامبورن للتعدين' ومركز الابتكار في المعادن بالسعودية.

التعاون الثقافي والتعليمي

شهدت المحادثات اهتمامًا بتوسيع التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين. اتفق الطرفان على زيادة عدد المدارس البريطانية في المملكة إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية لتعزيز اقتصاد قائم على المعرفة. 

كما أعربا عن التزامهما بدعم الفعاليات الثقافية والمبادرات الفنية، بما في ذلك تطوير محافظة العُلا بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني.

الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية

ناقش الجانبان تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، بما يشمل إنشاء كلية تدريب للتمريض في السعودية، ودعم تدريب الكوادر الصحية. 

كما بحثا مواجهة التحديات الصحية العالمية وتعزيز السلامة الغذائية من خلال مشاريع مشتركة في الزراعة والإمدادات الغذائية.

التعاون الأمني والدفاعي

أشاد الطرفان بالشراكة الدفاعية بين البلدين وناقشا تطويرها لتشمل التعاون الصناعي والتكنولوجي، وزيادة التشغيل البيني بين القوات. 

كما أكدا أهمية تعزيز الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب، وشملت المناقشات أيضًا توسيع التعاون في المجالات العسكرية مثل الطائرات المقاتلة والأسلحة المتقدمة.

دعم الاستقرار الإقليمي والدولي

في الشأن الإقليمي، شدد الطرفان على ضرورة خفض التصعيد في الشرق الأوسط، مؤكدين أهمية الالتزام بالمعايير الدولية. بخصوص غزة، دعوا إلى إنهاء الصراع وحماية المدنيين، والعمل على تنفيذ حل الدولتين. 

كما أعربا عن دعمهما للمؤتمر الدولي المشترك بين السعودية وفرنسا في يونيو 2025 لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

سوريا ولبنان والسودان

رحب الطرفان بالجهود المبذولة لدعم الشعب السوري، مشيرين إلى أهمية وقف إراقة الدماء وضمان مستقبل آمن ومستقر لسوريا. بشأن لبنان، أكدا ضرورة تجاوز الأزمة السياسية وانتخاب رئيس جديد. أما في السودان، دعوا إلى البناء على إعلان جدة لحماية المدنيين والعمل نحو تسوية شاملة.

أزمة أوكرانيا والأمن العالمي

ناقش الطرفان الحرب في أوكرانيا، مشددين على أهمية السعي لتحقيق سلام عادل يحترم السيادة. كما أكدا التزامهما بالعمل في المحافل الدولية لدعم الاستقرار العالمي.

التنمية المستدامة والعمل الإنساني

أكد الجانبان التزامهما بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، مشيرين إلى أهمية التعاون في المجال الإنساني، بما يشمل تمويل مشترك لمشاريع بقيمة 100 مليون دولار تركز على المساعدات الإنسانية العاجلة.

أعرب رئيس الوزراء البريطاني عن شكره لولي العهد والشعب السعودي على حسن الاستقبال، مؤكداً تطلعه إلى تعزيز التعاون الثنائي لتحقيق المصالح المشتركة. كما عبر الأمير محمد بن سلمان عن تمنياته بالمزيد من التقدم للشعب البريطاني الصديق.

هذه الزيارة تجسد التزام البلدين ببناء شراكة قوية ومتعددة الجوانب في المجالات الاقتصادية، الثقافية، الأمنية، والإنسانية، بما يحقق الاستقرار والازدهار لشعبيهما.

اقرأ أيضا