شهدت الأسواق الشعبية في المدينة المنورة والمملكة بشكل عام إقبالا موسميا من الشباب والشابات للحصول على الأزياء والإكسسوارات الشعبية القديمة، ولكن بشكل خاص شهد سوق الأزياء التراثية والمقتنيات الشعبية انتعاشا و نموا في المبيعات خلال الأسبوعين الماضية وذلك بالتزامن مع احتفالات المدارس والأسر في ذكرى يوم التأسيس السعودي، في الوقت الذي شهدت المحال تفاوتًا في الأسعار التي تراوح بعضها بين 85 إلى 160 ريالا للقطعة ذاتها.
فترة الذروة الكبرى للأسواق الشعبية
حيث ذكر محمد ايوب الحربي أحد تجار الأسواق الشعبية، أن فترة الذروة الكبرى للأسواق الشعبية تكون في المناسبات الوطنية خاصة نظرا لاهتمام الزبائن بالزي التقليدي السعودي، مشيرا إلى أن الفترة التي تلي فترة المناسبات الوطنية يمر السوق الشعبي بفترة ركود طويلة، مشيرا أن نسبة المبيعات في الفترات التي تسبق المناسبات الوطنية تتراوح بين 60 % إلى 80 % مقارنة ببقية شهور العام، وأوضح بأن حجم المبيعات في الفترات الأخيرة لم يصل إلى المعدل الذي بلغته خلال السنوات الماضية نظرا لشدة التنافس بين التجار مما أدى إلى تفاوت الأسعار من محل إلى آخر، إذ كان سعر “البرقع” يبلغ 15 ريالا وارتفع إلى 50 ريالا بالإضافة إلى “العقال” الذي كان يبلغ 35 ريالا ارتفع إلى نحو 90 ريالا، مضيفا أن هناك زيادة في حجم الإقبال على السلع رديئة المستوى لانخفاض أسعارها مقارنة بالسلع الأخرى مؤكدا على أن النساء من أكثر القوى الشرائية بالأسواق الشعبية خلال فترة المناسبات.
أسلوب الأسعار الرخيصة لبيع كميات كبيرة
وقال الحربي إن بعض المحال التجارية تعتمد في أسلوب بيعها للسلع على الأسعار الرخيصة وذلك لبيع كميات كبيرة من البضائع ذات الجودة الرديئة نظرا لأن عددا كبيرا من تلك المنتجات مصنوعة من مواد بلاستيكية لها تأثير سلبي على صحة الإنسان وذلك على عكس ما يحدث في محالّ أخرى بالأسواق الشعبية التي تبيع كمية أقل من المنتجات بجودة أفضل، مؤكدا أن المنافسة بالأسعار من شأنها الإضرار بالصناعات المحلية خاصة في ظل وجود منتجات رديئة بأسعار رخيصة جدا مما يصعب تواجدها واستمرارها بالأسواق لافتا إلى ضرورة اهتمام المنتجين المحليين بعاملي الجودة والسعر لاستمرار الأسواق بالحصول على إقبال أكثر.
تفاوت الأسعار ليس بين المحال فقط بل بين المناطق أيضا
وذكرت أم يارا (أحد العملاء) أنها لاحظت تفاوتا بالأسعار ليس بين المحال فحسب بل حتى بين المناطق مشيرة أنها اشترت زيا لطفلتها ذات العشرة أعوام من إحدى الأسواق الشعبية بالرياض بمبلغ 160 ريالا ووجدته نفسه في أحد المحال في المدينة المنورة بسعر 85 ريالا، مضيفة أنها تعتقد أن سبب تفاوت الأسعار يعود إلى سببين أولهما سلوك الشراء بين الزبائن حيث إن بعضهم لا يمانع من الشراء بأي سعر وآخرين لا يقبلون بالسعر المرتفع ويبحثون عن البديل بالإضافة لوجود مساحة للبائعات المتجولات بالمدينة ” البسّاطات ” تدفع المحال لخفض سقف السعر بينما بالرياض جميعها تحت مظلة سوق ومحل تجاري.
بعض التجار يستغلون الطلب الكبير
وأشارت مها العوفي (أحد العملاء) أن بعض التجار يستغلون الطلب الكبير في هذه الفترة للأزياء والمقتنيات الشعبية ويضعون أسعارًا مرتفعة نظراً لزيادة الطلب أثناء المناسبات الوطنية، وبعدها تنخفض الأسعار مع انخفاض الإقبال عليها، وقالت أنها قامت بشراء مستلزمات الاحتفال بيوم التأسيس منذ شهرين بسعر معقول بينما وجدت سعرها الاسبوع الماضي بنفس المحل ارتفع 40 ريالاً.