"تيك توك لايت" تطلق خدمة جديدة تثير مخاوف المفوضية الأوروبية من سلوك إدماني لدى الشباب

يعد تطبيق “تيك توك لايت“ المنتشر مؤخراً قائم على مبدأ مكافأة المستخدمين، بقطع نقدية افتراضية، يمكن استخدامها بشراء منتجات من مواقع التجارة الإلكترونية العالمية، إذا أمضوا عددا محددا من الدقائق يوميا لمشاهدة مقاطع الفيديو على التطبيق، لعدد معين من الأيام، مع القيام بعدد محدد من التفاعلات بمقاطع الفيديو التي شاهدوها، وكذلك متابعة صانعي المحتوى جدد كل يوم.

لذا قامت المفوضية الأوروبية من إدارة تطبيق “تيك توك لايت” بتوضيح مدى مخاطر نشر تطبيقها في فرنسا، وإسبانيا، وتأثير برنامج المكافآت بالتطبيق المحتمل على تحفيز السلوك الإدماني لدى الشباب.

مخاوف المفوضية الأوروبية من تحفيز إدمان الشاشات

وجاء طلب المفوضية الأوروبية، بتقديم توضيح من إدارة تطبيق “تيك توك لايت”، حول تحفيزه السلوك الإدماني لدى الشباب، حسب القانون الأوروبي الجديد للخدمات الرقمية، والتي تتيح لها مراقبة الخدمات الرقمية التي من المحتمل أن تحفز السلوك الإدماني لدى مستخدميها من القاصرين، وأيضا الصحة العقلية للمستخدمين الراشدين.

آليات واجهة استخدام التطبيق الجديد

وأوضحت مارينا فيراري، وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الرقمية، إن طلب المفوضية الأوروبية من إدارة تطبيق “تيك توك”، الحصول على معلومات تأثير التطبيق الجديد، على تشجيع إدمان الشباب للشاشات، “يسير في الاتجاه الصحيح”.

وتدرس وزارة الشئون الرقمية الفرنسية، آليات واجهة استخدام التطبيق الجديد، بعدما وجدت أن برنامج مكافآته يعتبر “انحراف مثير للشكوك”.

وأعربت الوزيرة الفرنسية، عن القلق فور إطلاق تطبيق “تيك توك لايت” الشهر الماضي، مع برنامج مكافأته، بسبب اتجاه الحكومة الفرنسية بالانتباه لتأثير إدمان الشباب للشاشات، في المجتمع الفرنسي.

شروط جمع نقود افتراضية للشراء بها من متاجر التجزئة الإلكترونية العالمية الشريكة

وترى كوردييه، أستاذة علوم الاتصالات في جامعة لورين الفرنسية، إن مبدأ تحويل منصات التواصل الاجتماعي، إلى ما يشبه “الألعاب” ببرامج المكافآت، “ظاهرة معروفة” لدى شركات التكنولوجيا، لضمان الانتشار، واستمرار الدخول على التطبيقات، ما يعظم عوائدها الإعلانية.

مع إطلاق تطبيق ” تيك توك لايت”، تم وضع برنامج مكافآت لمستخدميه، بقطع نقدية افتراضية، من الممكن الشراء بها من متاجر التجزئة الإلكترونية العالمية الشريكة، مثل “أمازون”، بعدد من الشروط أبرزها:

- تسجيل الدخول لمدة 10 أيام متتالية.

- قضاء من 60 إلى 85 دقيقة في مشاهدة مقاطع الفيديو على التطبيق يوميا.

- القيام بعدد محدد من التفاعلات على مقاطع الفيديو، ومتابعة صناع محتوى جدد يوميا.

- أن يبلغ المستخدم 18 عاما على الأقل.

رد تطبيق تيك توك بشأن المخاوف من تأثير تطبيق “تيك توك لايت” على إدمان الشباب للشاشات

أكدت إدارة تطبيق “تيك توك“، أنها على اتصال مباشر مع المفوضية الأوروبية بشأن المخاوف من تأثير تطبيق “تيك توك لايت”،على تحفيز إدمان الشباب للشاشات، وتعتزم تقديم رد.

- أكدت إدارة تطبيق “تيك توك”، على أن شرط بلوغ المستخدم 18 عام على الأقل للاشتراك في برنامج مكافآت تطبيق “تيك توك لايت”، وجمع النقود الافتراضية، وأنها تطبق عدة إجراءات للتأكد من عمر المستخدمين.

- وفي ردها على طلب تعليق لوكالة الأنباء الفرنسية، أكدت إدارة “تيك توك”، إن إجراءات التأكد من عمر المستخدمين للحصول على النقود الافتراضية تشمل:

1- التقاط صورة شخصية للمستخدم مع بطاقة الهوية

2- إرسال مقاطع فيديو شخصية للمستخدم

3- إرسال البطاقة المصرفية للمستخدم

رأي ماريا ميركانتي غيران علي رد إدارة تطبيق “تيك توك”

وترى، ماريا ميركانتي غيران، المحاضرة في التسويق الرقمي في معهد إدارة الأعمال الفرنسي إن رد إدارة تطبيق “تيك توك”، غير كافي للتأكد من عمر المستخدم، وأن القاصرين لهم العديد من الطرق للتحايل على ذلك، حيث يمكنهم دائما إرسال البطاقات المصرفية لآبائهم.

وأكدت غيران، أن إدارة تطبيق “تيك توك” تسعى من خلال نظام المكافآت الجديد، إلى تحسين التفاعل لدى المستخدمين، وزيادة أعدادهم، وهو أمر جوهري في تعظيم عائدات مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن منصة التواصل الاجتماعي التي لا تنمو تموت.

أسباب إطلاق تيك توك لايت في أوروبا دون ضجة

 وأطلقت شركة “بايت دانس” المالكة لتطبيق “تيك توك”، التطبيق الجديد “تيك توك لايت”، مع برنامج للمكافآت، في نهاية الشهر الماضي دون ضجة إعلامية، بهدف جذب مستخدمين جدد، ومحاربة تراجع شعبية تطبيق “تيك توك”، في أوروبا، بحسب وثيقة داخلية للشركة، حصل على نسخة منها موقع ” ذي إنفورميشن”، الأمريكي.

وتطبيق “تيك توك” متوفر على 13% فقط من أجهزة “أندرويد” في أوروبا، مقارنة بنحو 37% لتطبيق “إنستغرام”، ونحو 59% لتطبيق “فيسبوك”، حسب الموقع الأمريكي.

وترى ماريا ميركانتي غيران، أن توقيت إطلاق تطبيق “تيك توك لايت”، يعتبر “استفزاز” للمفوضية الأوروبية، والتي بدأت تحقيق في فشل تطبيق “تيك توك” الأساسي، في حماية القاصرين، بموجب القانون الأوروبي للخدمات الرقمية الجديد.