قوة التغيير: تعزيز دور المرأة في القوى العاملة السعودية نحو مستقبل مزدهر


الاحد 26 مايو 2024 | 11:50 مساءً
قوة التغيير: تعزيز دور المرأة في القوى العاملة السعودية نحو مستقبل مزدهر
قوة التغيير: تعزيز دور المرأة في القوى العاملة السعودية نحو مستقبل مزدهر
فارس القحطاني

تعتبر مشاركة المرأة في سوق العمل أمرا حيويا لتعزيز الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة، وفي هذا التقرير الذي يقدمه لنا موقع الاقتصاد السعودي سنتطرق ونكتشف أهمية مشاركة المرأة في  إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030.  وكيفية تعزيز مشاركة النساء في سوق العمل السعودي وكيف يمكن لذلك المساهمة في تحقيق أهداف رؤية 2030 لتطوير الاقتصاد. 

قوة التغيير: تعزيز دور المرأة في القوى العاملة السعودية نحو مستقبل مزدهر

الحاجة لتعزيز مشاركة المرأة في القوى العاملة:

تشير الإحصائيات إلى أن معدل مشاركة المرأة في سوق العمل في المملكة العربية السعودية كان متدنيا بشكل ملحوظ، وهو أمر يعود جزئيًا إلى التقاليد والثقافة، وجزئيًا إلى العوائق القانونية والاجتماعية التي تواجه المرأة السعودية فيما يتعلق بمشاركتها في سوق العمل. لذا، ينبغي اتخاذ إجراءات فعالة لتعزيز دور المرأة في القوى العاملة.

قوة التغيير: تعزيز دور المرأة في القوى العاملة السعودية نحو مستقبل مزدهر

كيفية تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل:

تحسين البنية التحتية الاجتماعية: يجب توفير بنية تحتية اجتماعية تدعم مشاركة المرأة في سوق العمل، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية والحضانة ووسائل النقل العامة.

تعزيز التعليم والتدريب: يجب توفير فرص تعليمية وتدريبية عالية الجودة للنساء لتمكينهن من اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لدخول سوق العمل والمنافسة فيه.

مكافحة التمييز الجنسي: ينبغي اتخاذ إجراءات للحد من التمييز الجنسي في مكان العمل وضمان المساواة في الفرص والمكافآت بين الجنسين.

تشجيع ريادة الأعمال: يجب دعم ريادة الأعمال بين النساء من خلال توفير الدعم المالي والتقني والاستشاري للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تديرها النساء.

توفير فرص عمل مرنة: ينبغي تقديم فرص عمل مرنة تتيح للنساء المزيد من المرونة في إدارة مسؤولياتهن الأسرية والعملية.

قوة التغيير: تعزيز دور المرأة في القوى العاملة السعودية نحو مستقبل مزدهر

أثر تعزيز دور المرأة في القوى العاملة على تحقيق أهداف رؤية 2030:

تعتبر مشاركة المرأة في سوق العمل أحد العوامل الرئيسية لتحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وذلك من خلال:

تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة: يمكن لزيادة مشاركة النساء في سوق العمل أن تعزز النمو الاقتصادي وتعميق التنويع الاقتصادي.

تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية: يسهم تعزيز دور المرأة في القوى العاملة في تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز العدالة الاجتماعية.

زيادة الإنتاجية والابتكار: يمكن لتوظيف المواهب والقدرات الكامنة للنساء أن يسهم في زيادة الإنتاجية وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات الاقتصادية.

تعزيز الاستثمار في الموارد البشرية: يؤدي تفوق المرأة في سوق العمل إلى زيادة الاستثمار في الموارد البشرية وتعزيز قدرة الدولة على المنافسة عالميًا وجذب الاستثمارات.

تعزيز الابتكار والإبداع: يسهم تفوق المرأة في سوق العمل في زيادة الابتكار والإبداع من خلال توفير آفاق جديدة وآمنة للتفكير والعمل المبتكر.

تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية: يعزز تفوق المرأة في سوق العمل المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية من خلال توفير فرص متساوية للجميع دون تمييز.

قوة التغيير: تعزيز دور المرأة في القوى العاملة السعودية نحو مستقبل مزدهر

العوامل الرئيسية لتحقيق تفوق المرأة في سوق العمل:

تشجيع القيادة النسائية: يجب تعزيز دور النساء في المناصب القيادية والإدارية في الشركات والمؤسسات، وتقديم الدعم والتشجيع للنساء لتولي المسؤوليات القيادية.

تطوير برامج التوظيف والتدريب: يجب تطوير برامج التوظيف والتدريب التي تستهدف النساء وتوفير فرص تدريبية مخصصة لتنمية مهاراتهن وزيادة فرص توظيفهن.

تشجيع القطاع الخاص على المساواة بين الجنسين: يجب تشجيع الشركات الخاصة على اتباع مبادئ المساواة بين الجنسين في العمل وتوفير فرص متساوية للترقية والتطور المهني للنساء.

تحسين بنية التحتية الرقمية: ينبغي تحسين البنية التحتية الرقمية لتوفير فرص العمل عن بُعد والعمل الحر، مما يسهل على النساء دمج العمل مع مسؤولياتهن الأسرية.

توفير دعم مالي وفني: يجب تقديم الدعم المالي والفني للنساء اللواتي يرغبن في بدء مشاريعهن الخاصة أو الانضمام إلى قطاع ريادة الأعمال.

تغيير الثقافة العملية: ينبغي تغيير الثقافة العملية لتشجيع التقبل والاحترام لدور المرأة في سوق العمل، والتخلص من الافتراضات النمطية حول قدرات النساء.

أبرز مكاسب وإنجازات المرأة السعودية 

في الفترات الأخير  تم تحقيق قفزات نوعية في تعزيز الاقتصاد السعودي وقطاع الأعمال، في ظل رؤية المملكة 2030 ودعم القيادة الحكيمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، فمن الركائز الرئيسية للرؤية هو “تمكين المرأة السعودية” من خلال تفعيل دورها الاساسي والقيادي في سوق العمل للمشاركة في تحقيق الاهداف الاستراتيجية للمملكة.

حيث أصحبت المملكة من بين أكبر 15 اقتصاداً في العالم بناتج محلي إجمالي يصل إلى أكثر من 6 تريليونات ريال، وكذلك جذب الاستثمارات العالمية وتنفيذ المشروعات العملاقة في المملكة، مما يعزز من توفير فرص عمل ضخمة وفرص إدارية وقيادية لجميع السعوديين، رجالا ونساء.

ومشاركة المرأة في العديد من مسارات التنمية الاقتصادية، حيث رُشحت في المجالس البلدية والغرف التجارية، وأصبحت سفيرة ورائدة فضاء ونائب وزير وملحق ثقافي وعضوة قيادية في مجلس الشورى والمناطق، ومثلت المملكة في المحافل العالمية، ومنها وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وحقوق الإنسان، وغيرها من المحافل الدولية.

أم فيما يخص مجال الاعمال، للمرأة السعودية فقد أثبتت حضور لافت في مجال ريادة الأعمال داخل المملكة، بدءا من المشروعات الصغيرة وتجارة الجملة والتجزئة إلى افتتاح المصانع.

وتمتلك النساء السعوديات أكثر من 433 ألف سجل تجاري لمؤسسات خاصة بهن، إذ ارتفعت نسبة ملكيتهن لسجلات المؤسسات إلى 40% من إجمالي عدد السجلات التجارية المؤسسية البالغ عددها 1.08 مليون سجل مؤسسي تجاري.

وأيضا قد تضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17% إلى 37% في عام 2023، كما بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا أكثر من 30% في القطاعين العام والخاص. وايضا أظهرت المؤشرات ارتفاع نسبة النساء السعوديات في الخدمة المدنية إلى أكثر من 41%.

تسجيل أكثر من 9 آلاف قيادية سعودية في المنصة الوطنية للقياديات السعوديات قياديات. وذلك بهدف تسهيل الوصول السريع إليهن، وتوثيق قصص نجاح المرأة السعودية.

قوة التغيير: تعزيز دور المرأة في القوى العاملة السعودية نحو مستقبل مزدهر

كما انضمت المرأة الى القطاع العسكري بوزارة الدفاع وحظت بمختلف الرتب العسكرية في عدة قطاعات مثل القوات البرية الملكية وقوات الدفاع الجوي والقوات البحرية الملكية إلى جانب انضمامها الى قوة امن الحج والعمرة بالحرم المكي.

ونستطيع أن نرجع ذلك التقدم، خلال السنوات القليلة الماضية، إلى تحقيق المملكة لقفزات نوعية فيما يخص برفع كفاءة المرأة وتمكينها وزيادة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل وقطاع الاعمال، وانعكست الجهود والتشريعات الإصلاحية التي تمت خلال السنوات الأخيرة وفق رؤية المملكة 2030 على مستهدفات تمكين المرأة، من خلال تذليل بعض العقبات المتعلقة بحرية العمل وإتمام المعاملات الحكومية والتنقل والتعليم واستخراج وثائق السفر. وقد منحت وزارة العدل السعودية المرأة القدرة على توثيق عقود تأسيس الشركات وإصدار الوكالات وفسخها، والرهن العقاري، وإفراغ العقارات، والإقرارات بالديون وسدادها، وغيرها من المعاملات الضرورية.

ويعد تعزيز دور المرأة في سوق العمل جزءًا حيويًا من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث يسهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التنمية المستدامة. من خلال تبني استراتيجيات فعّالة لتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، يمكن تحقيق فوائد عديدة للمجتمع والاقتصاد على المدى الطويل.

اقرأ أيضا