أشارت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر، أمس الخميس،في جلسة بمنتدى دافوس بعنوان 'السعودية: جهود مستمرة نحو اقتصاد أكثر استدامة'، إلى أن الشعب الفلسطيني 'يستحق دولة وسيادة ومساراً لا رجعة فيه لحل قضيته'.
وقالت السفيرة إن المملكة لا تضع مسألة التطبيع مع إسرائيل في 'جوهر سياستها' بل 'السلام والازدهار'، مؤكدةً حاجة الشعب الفلسطيني إلى دولة ذات سيادة، وأشارت إلى أن التطبيع هو شيء وضعته المملكة على الطاولة منذ عهد الملك فهد، ولكنه لن يحدث 'دون الشعب الفلسطيني'.
لا حلاً للسلام ولا مساراً لتحقيق الأمن.
وأضافت أن الحرب في غزة والتي خلفت أكثر من 30 ألف ضحية، وسط أوضاع صعبة يعيش فيها الفلسطينيون، لا تقدم حلاً للسلام ولا مساراً لتحقيق الأمن.
وتابعت: 'نتحدث عن 30 ألف ضحية، لنتحدث كذلك عن هؤلاء الذين يعيشون هناك، الأطفال الذين بترت أطرافهم، والناس الذين يختبئون في الكنائس. ليس طبيعياً في أي مجتمع أن تجري مياه الصرف الصحي في الشوارع'.
وأضافت: 'هذا ليس حلاً للسلام والسيادة، ولا يقدم مساراً لتحقيق الأمن'، وذكرت أنه 'فيما تعترف المملكة بحاجة إسرائيل للشعور بالأمان، لكن ذلك لا يمكن أن يكون على حساب الشعب الفلسطيني'.
ووصفت السفيرة السعودية ما حصل في هجوم حركة 'حماس' على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي بأنه 'مروع، وبشع، ومثير للاشمئزاز'، ولكنها أشارت إلى أنه لمعرفة ما حدث ذلك اليوم 'يجب العودة إلى جذور المشكلة وعدم الاستقرار في المنطقة، وهو استمرار الاحتلال لمدة 75 عاماً شهدت توسع وانتشار العنف في المنطقة'.
ولفتت إلى أن 'الحل ليس معقداً، وهو واضح، ويجب تحقيقه الآن، وهو حل الدولتين'، وأشارت إلى أن المملكة 'تدعم هذا الحل منذ عهد الملك فهد، ومبادرة السلام العربية في عهد الملك عبد الله'، مضيفةً أن 'ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال كنا أقرب من أي وقت مضى'.
وشددت على 'وجوب أن يسود الهدوء'، لافتة إلى أن كلا الجانبين يعاني من الألم والصدمة'، ولكن ما يمكن فعله الآن، هو 'وقف فوري لإطلاق نار'.
وقالت: 'كم من الأطفال يجب أن يموتوا، وكم من الأطراف يجب أن تبتر؟ وكم من الآباء يجب أن يفقدوا مصدر رزقهم'.
إغراق المنطقة في العصر الحجري.
وأضافت سفيرة السعودية أن المزيد من تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يهدد بإغراق منطقة الشرق الأوسط برمتها في العصر الحجري.
وأشارت إلى ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وأكدت أن الرياض تشارك بشكل كامل مطالب إسرائيل الأمنية، لكنها تعتقد أنه لا ينبغي تنفيذها على حساب حياة السكان الفلسطينيين.
كذلك أكدت سفيرة المملكة العربية السعودية أنه 'بينما يوجد عنف على الأرض ويستمر القتل، لا يمكننا الحديث عن اليوم التالي أو اليوم الذي يليه، لأنه يتعين علينا حل المشكلة بشكل فوري'.وأضافت أن 'المملكة مدت يدها باستمرار من أجل السلام'.
وفي وقت سابق، ذكرت قناة 'إن بي سي' نقلا عن مصادر أن الدول العربية تناقش مسألة إعلان هدنة إنسانية في قطاع غزة تستمر لمدة شهر على الأقل، وتتضمن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وسيكون شرط التطبيع موافقة إسرائيل على اتخاذ 'خطوات لا رجعة فيها لإقامة دولة فلسطينية'.