حرب السيارات الكهربائية بين الصين وأوروبا تشتعل..توقعات بحرب تجارية بدعم كندي (تقرير)


وسائل الإعلام الصينية: الاتحاد الأوروبي يسعى للتجسس على شركات السيارات

الاحد 23 يونية 2024 | 03:35 مساءً
كندا تدرس رفع رسوم الجمارك
كندا تدرس رفع رسوم الجمارك
فهد السليماني

تشهد الساحة العالمية منافسة حادة بين الصين وأوروبا في مجال السيارات الكهربائية. ففي الوقت الذي توسعت فيه الشركات الصينية بإنتاج طرازات كهربائية متنوعة وبتكلفة زهيدة، رد الاتحاد الأوروبي بقرارات جديدة تتعلق بفرض رسوم إضافية..في هذا التقرير جمعنا لكم تفاصيل الأزمة بين الصين وأوروبا في موقعنا 'الاقتصاد السعودي'.

رسوم جمركية جديدة من الاتحاد الأوروبي

الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائيةالرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية

قرر الاتحاد الأوروبي زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين بدءًا من شهر يوليو 2024. حالياً، تبلغ الرسوم 10%، ولكن الزيادة المتوقعة ستتباين بين الشركات المصنعة لتصل إلى حوالي 40% لبعض الطرازات. تم إخطار الشركات الصينية المصنعة بهذه القرارات، مما أثار ردود فعل قوية في بكين.

رد الفعل الصيني

رفع الرسوم الجمركية على السيارات الصينيةرفع الرسوم الجمركية على السيارات الصينية

في المقابل، تضغط بعض شركات السيارات الصينية على حكومة بكين للرد على هذه الزيادات بفرض رسوم إضافية على الواردات من الاتحاد الأوروبي. تسعى الصين للرد بالمثل للحفاظ على تنافسية منتجاتها في السوق العالمية.

وقالت وزارة التجارة الصينية أول أمس الجمعة إن الاتحاد الأوروبي قد يشعل 'حربا تجارية' إذا استمر في تصعيد التوترات، واتهمت التكتل بـ'اللعب غير النزيه' خلال التحقيق الذي استمر ثمانية أشهر لمكافحة الدعم في السيارات الكهربائية الصينية.

وقال بيان منسوب إلى المتحدث باسم وزارة التجارة: 'يواصل الجانب الأوروبي تصعيد الاحتكاكات التجارية وقد يؤدي إلى حرب تجارية والمسؤولية تقع بالكامل على الجانب الأوروبي في تحقيقاته بشأن الرسوم الجمركية التعويضية، وهو قام بترهيب وإكراه الشركات الصينية، وهدد بتطبيق معدلات تعريفة جمركية عقابية مرتفعة، وطالب بمعلومات واسعة للغاية'.

الصين تهدد برفع دعاوى قضائية ضد الاتحاد الأوروبي 

هدد وزير التجارة الصيني، وانج وينتاو، باتخاذ كافة التدابير للدفاع عن مصالح بلاده، بما في ذلك رفع دعاوى قضائية من خلال آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية، وذلك رداً على قرار الاتحاد الأوروبي برفع الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية.

ووفقاً لشبكة تليفزيون الصين الدولية 'سي جي تي إن'، جاء هذا التصريح خلال اجتماع عقده وينتاو أمس السبت مع نائب المستشار الألماني، روبيرت هابك، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الاقتصاد وتغير المناخ، والذي يقوم حالياً بزيارة إلى بكين لمدة ثلاثة أيام.

وقال وينتاو: 'إذا كان الاتحاد الأوروبي صادقاً، فإن الصين تأمل في بدء مفاوضات في أقرب وقت ممكن. لكن إذا كان الاتحاد الأوروبي عازماً على المضي قدماً في طريقه، فإننا سنتخذ كل التدابير اللازمة للدفاع عن مصالحنا، بما في ذلك رفع دعاوى قضائية من خلال آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية للدفاع بحزم عن الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية'.

وسائل الإعلام الصينية: الاتحاد الأوروبي يسعى للتجسس على شركات السيارات

نشرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، يوم الأربعاء، مقالاً يشير إلى أن المفوضية الأوروبية سعت للتجسس على شركات السيارات الصينية، بالنظر إلى العديد من المطالب غير المعقولة التي قُدمت خلال هذا التحقيق، وأن التحقيق كان تحقيقاً بالاسم فقط.

وأفادت صحيفة 'جلوبال تايمز' الصينية، الأربعاء الماضي، بأن شركات صناعة السيارات الصينية تحث بكين على زيادة الرسوم على السيارات الأوروبية المستوردة التي تعمل بالبنزين، ردًا على القيود التي فرضتها بروكسل على صادرات السيارات الكهربائية الصينية الصنع.

وقال مصادر من الصناعة إن كلاً من أوروبا والصين لديهما أسبابهما للرغبة في التوصل إلى اتفاق في الأشهر المقبلة لتهدئة التوترات وتجنب إضافة مليارات الدولارات كتكلفة جديدة على صانعي السيارات الكهربائية الصينيين، في الوقت الذي تسمح فيه عملية الاتحاد الأوروبي بالمراجعة.

ألمانيا تحاول حل الأزمة

وزير الاقتصاد الألمانيوزير الاقتصاد الألماني

ومن جهة أخرى أعرب وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، عن تشاؤمه بشأن إمكانية حل النزاع التجاري المتصاعد بين الصين والاتحاد الأوروبي حول السيارات الكهربائية في المستقبل القريب.

في تصريحات أدلى بها يوم الجمعة بالقرب من العاصمة الكورية الجنوبية سيول، قبيل توجهه إلى الصين، أشار هابيك إلى أنه يأمل في الوصول إلى حلول أو 'صيغ موجهة نحو الحلول' في المستقبل القريب، لكنه أضاف: 'إذا كانت رحلتي يمكن أن تساهم في ذلك، فسيكون ذلك جيدًا. ومع ذلك، فإن حتى بوادر الحل أصبحت الآن صعبة'.

حاول هابيك تقليل التوقعات بشأن محادثاته مع المسؤولين الصينيين، مؤكدًا: 'أي احتمال بشأن حل النزاع في الصين أثناء وجودي هناك أمر غير وارد. لا أستطيع التفاوض نيابة عن الاتحاد الأوروبي على الإطلاق'.

وأوضح هابيك أن ألمانيا، باعتبارها أكبر دولة في أوروبا وأكبر دولة منتجة للسيارات في القارة، لها وضع خاص في هذا الصراع. وأكد أن الصين، كونها أكبر سوق للسيارات في العالم، تُعتبر مهمة للغاية بالنسبة لمصنعي السيارات الألمان، مما يعني أن أي إجراءات مضادة من جانب الصين قد تضر بشركات السيارات الألمانية، حيث أنها ستكون الأكثر تعرضاً لأي تحركات مضادة من الصين، حيث جاءت ما يقرب من ثلث مبيعاتها من السوق الصيني، الذي بلغت قيمته 18.6 تريليون دولار العام الماضي.

وأشار هابيك إلى أنه تحدث إلى مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون التجارية، فالديس دومبروفسكيس، قبل توجهه إلى الصين، وأكد على ضرورة أن يتحدث الطرفان معًا والبحث عن نقاط للاتفاق.

كندا تساند أوروبا..وتستعد لفرض رسوم جمركية جديدة على السيارات الكهربائية الصينية

كندا تدرس رفع رسوم الجمارككندا تدرس رفع رسوم الجمارك

هذا وقد ذكرت مصادر مطلعة في حكومة رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أن كندا تستعد لفرض رسوم جمركية جديدة على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، بما يتماشى مع الإجراءات التي اتخذتها كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وفقًا لما نقلته 'بلومبرج'، لم تتخذ الحكومة الكندية بعد قرارات نهائية بشأن كيفية المضي قدمًا في فرض الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية، لكن من المتوقع أن تُعلن قريبًا بدء المشاورات بشأن هذه الرسوم.

تشير بيانات مكتب الإحصاء الكندي إلى أن قيمة السيارات الكهربائية الصينية المستوردة إلى كندا ارتفعت بشكل كبير العام الماضي، لتصل إلى 2.2 مليار دولار كندي (1.6 مليار دولار أميركي)، مقارنة بأقل من 100 مليون دولار كندي في عام 2022. كما تضاعف عدد السيارات الواردة من الصين إلى ميناء فانكوفر بأكثر من خمسة أضعاف، بعد أن بدأت شركة 'تسلا' شحن سياراتها من طراز 'موديل واي' التي يتم إنتاجها في مصنعها بمدينة شنغهاي الصينية.

ورغم أن الشاغل الرئيسي للحكومة الكندية ليس شركة 'تسلا'، إلا أنها تشعر بالقلق من احتمالية أن تُغمر الأسواق الكندية بالسيارات الصينية رخيصة الثمن في نهاية المطاف.

تراجع مبيعات السيارات الأوروبية في الصين وسط تصاعد التوترات التجارية وارتفاع الأسعار في الأسواق الأوروبية

تراجع مبيعات السيارات الأوروبية في الصينتراجع مبيعات السيارات الأوروبية في الصين

تشكل هذه القرارات جزءًا من المنافسة الشديدة بين الصين وأوروبا على الريادة في سوق السيارات الكهربائية. تدفع هذه الحرب الاقتصادية الطرفين إلى تعزيز قدراتهما الإنتاجية والتكنولوجية، مع توجيه استثمارات كبيرة نحو تطوير تقنيات البطاريات والشحن الكهربائي.

من المتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات إلى ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية في الأسواق الأوروبية، مما قد يؤثر على معدلات التبني والانتشار لهذه التكنولوجيا المستدامة. في الوقت نفسه، قد تواجه الشركات الأوروبية تحديات إضافية في السوق الصينية نتيجة الرسوم الانتقامية المحتملة.

هذا وقد قدرت مبيعات السيارات الأوروبية إلى الصين بنحو 196 ألف سيارة خلال العام 2023، بزيادة 11% على أساس سنوي. إلا أن الأشهر من يناير حتى نهاية أبريل 2024 شهدت تراجعاً في واردات بكين من هذه السيارات إلى 44 ألف سيارة، بانخفاض قدره 12% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي.

وتستوعب السوق الصينية عادةً 30% من مبيعات شركات تصنيع السيارات الألمانية، ما يجعلها سوقاً حيوية لهذه الشركات. ومع تصاعد التوترات التجارية وفرض القيود المتبادلة، تزداد المخاوف بشأن تأثير هذه النزاعات على مبيعات السيارات الأوروبية في الصين. 

اقرأ أيضا