شهد العالم يوم الجمعة الماضي خللًا تقنيًا هائلًا تسبب في شلل عدة صناعات، من شركات الطيران إلى محطات البث والقطاعين المصرفي والرعاية الصحية. هذا الحادث يعكس واقعًا مألوفًا رغم التقدم التكنولوجي الهائل، حيث تبقى الأخطاء التقنية واردة الحدوث بانتظام، مسببة خسائر مالية كبيرة.
الأعطال التكنولوجية الكبرى: تاريخ من الأزمات
1. عطل الخطوط الجوية البريطانية (مايو 2017):
في مايو 2017، أدى عطل في نظام الكمبيوتر لدى الخطوط الجوية البريطانية إلى تقطع السبل بـ75000 راكب خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما تسبب في كارثة علاقات عامة كلفت الشركة بين 80 و100 مليون جنيه إسترليني.
2. انقطاع خدمات Google (ديسمبر 2020):
توقفت بعض خدمات Google الأكثر شهرة مثل YouTube وGmail وGoogle Drive لمدة ساعة، مما أثر على أكثر من 12000 مستخدم وكلف الشركة ما يصل إلى 47 مليون دولار.
3. انقطاع خدمات Fastly (يونيو 2021):
تسبب عطل في شركة Fastly السحابية في توقف الآلاف من المواقع الحكومية والإخبارية والاجتماعية لمدة ساعة تقريبًا، بما في ذلك مواقع Reddit وAmazon وCNN.
4. توقف خدمات Meta (أكتوبر 2021):
توقفت منصات التواصل الاجتماعي المملوكة لشركة Meta مثل Facebook وWhatsApp وInstagram لمدة ست ساعات، مما أدى إلى خسارة الشركة ما لا يقل عن 60 مليون دولار من عائدات الإعلانات وانخفاض أسهمها بنسبة 5%.
5. انقطاع خدمات Twitter (ديسمبر 2022):
عانت منصة تويتر (إكس) من انقطاع كبير، مما ترك عشرات الآلاف من المستخدمين غير قادرين على الوصول إلى المنصة أو استخدام ميزاتها لعدة ساعات.
الحالات الأقدم: بداية الأعطال التكنولوجية
1. دودة موريس (1988):
قام روبرت تابان موريس، طالب بجامعة كورنيل، بإنشاء 'دودة حاسوب' كجزء من تجربة انتهت بالانتشار كالنار في الهشيم. تسببت الدودة في خسائر قدرت بنحو 10 ملايين دولار، وتم اتهام موريس وإدانته بالقرصنة.
2. خلل Pentium (1994):
اكتشف أستاذ الرياضيات توماس نيسيلي عيبًا في معالج Pentium، مما أدى إلى طلب الملايين من الأشخاص شريحة جديدة من Intel، بتكلفة زادت على 475 مليون دولار.
3. عطل نظام الأمتعة في مطار هيثرو (2008):
أدى خلل في نظام التعامل مع الأمتعة في مطار هيثرو إلى فقدان آلاف الحقائب وإلغاء أكثر من 500 رحلة جوية، مما كلف المطار أكثر من 16 مليون جنيه إسترليني.
توضح هذه الحوادث أن العالم لا يزال عرضة للأعطال التكنولوجية الكبيرة، وأن الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا يجعل آثار هذه الأعطال أكثر تدميرًا. من الضروري أن تستمر الشركات في تطوير وتحسين أنظمتها التكنولوجية لضمان تقليل هذه الأعطال إلى أدنى حد ممكن، مع وضع خطط طوارئ فعالة للتعامل مع الأزمات المستقبلية.
رغم التقدم الكبير في مجال التكنولوجيا، تبقى الأخطاء التقنية واردة الحدوث، مما يفرض تحديات كبيرة على الشركات والحكومات على حد سواء. الحوادث التي شهدها العالم، من 'دودة موريس' إلى أزمة 'كراود سترايك'، تؤكد الحاجة المستمرة لتحسين الأمن الرقمي وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع الأعطال المفاجئة.