تُعتبر مريم الأسطرلابية واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ العلوم، حيث تركت بصمة لا تُنسى في مجالات الفلك والهندسة. عاشت في العصر الذهبي الإسلامي، حيث أثبتت قدرتها على الابتكار والتطوير، مما ساهم في تطور علم الفلك. عُرفت بمهارتها الفائقة في تصنيع الأسطرلابات، الأداة الأساسية التي اعتمد عليها العلماء قديمًا لتحديد المواقع بناءً على حركة النجوم.
فلكية في بلاط الدولة الحمدانية
تميزت مريم الأسطرلابية بكونها فلكية بارزة في بلاط الدولة الحمدانية في نهاية القرن العاشر الميلادي. بفضل مهاراتها الاستثنائية في الفلك والهندسة، طورت أسطرلابًا معقدًا، مما وسع نطاق استخدامه ليشمل الملاحة البحرية واكتشاف الطرق الجديدة. كما ساهمت في تحديد مواقيت الصلاة وتوجيه القبلة، حيث تنوعت أشكال الأسطرلاب وأحجامه، بما في ذلك النسخ الصغيرة التي يمكن حملها كساعة جيب، قبل ظهور الساعات ذات العقارب.
تكامل العلوم والفنون في الابتكار
تجسد إنجازات مريم الأسطرلابية تكامل المجالات الخمسة المعروفة بـ'STEAM'، حيث استخدمت العلوم لفهم حركة النجوم، واستندت إلى التقنية والهندسة لتصميم وصناعة الأدوات بدقة. ولضمان دقة الرصد، تم الاستناد إلى الحسابات الرياضية، مما يبرز التفاعل المثمر بين الفنون والعلوم في ابتكار هذه الأداة المتعددة الاستخدامات.
إرث مريم الأسطرلابية في الفضاء
على الرغم من مرور قرون على وفاة مريم الأسطرلابية، وعدم معرفة تاريخ محدد لوفاتها، إلا أن اسمها لا يزال يلهب الخيال في مجال الفضاء. ففي عام 1990م، أطلق الفلكي الأمريكي هنري إي هولت اسمها على أحد الكويكبات التي اكتشفها أثناء عمله في مرصد بالومار الفلكي في سان دييغو، كاليفورنيا، مما يعكس استمرار إرثها العلمي.
مهرجان العلوم والتقنية 2024
يُسلط مهرجان العلوم والتقنية 2024، الذي تنظمه واحة الملك سلمان للعلوم حتى نهاية سبتمبر الجاري، الضوء على إنجازات مريم الأسطرلابية ويبرز ريادة العالمات السعوديات. يهدف المهرجان إلى تعزيز قيم الاعتزاز بالإرث التاريخي بين زوار المهرجان، وزيادة الوعي بدور النساء في العلوم، وإلهام الفتيات لتبني مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات 'STEM' كفرص للتفوق والريادة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.