انخفاض أسعار النفط مع تهدئة المخاوف الجيوسياسية وتراجع توقعات الطلب العالمي

تراجعت أسعار النفط بنسبة 3% خلال التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الثلاثاء بعد تقارير تشير إلى أن إسرائيل لا تخطط لاستهداف منشآت نفطية إيرانية، مما خفف من المخاوف المرتبطة بتعطل الإمدادات في الأسواق العالمية. هذه الأخبار جاءت بعد انخفاض آخر بنسبة 2% يوم الاثنين، حيث فقدت الأسعار زخمها بعد سلسلة من المكاسب استمرت على مدى سبع جلسات متتالية.

خام برنت وخام غرب تكساس يتكبدان خسائر ملحوظة

خام برنت: انخفض 2.27 دولار ليستقر عند 75.19 دولار للبرميل.

خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي: تراجع بمقدار 2.22 دولار، ليصل إلى 71.60 دولار للبرميل.

مع هذه الانخفاضات، خسرت أسعار النفط حوالي أربعة دولارات هذا الأسبوع، ما محا تقريبًا المكاسب التي تحققت خلال الجلسات الأخيرة.

أوبك تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي لعامي 2024 و2025

أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الاثنين عن خفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2024 و2025. جاء هذا التعديل في ظل توقعات بأن يكون أداء الاقتصاد العالمي ضعيفًا، مما سيؤثر على استهلاك الطاقة. وتعكس هذه الخطوة قلق أوبك من أن الطلب على النفط في الأسواق العالمية قد يكون أقل من المتوقع سابقًا.

الصين في قلب أزمة الطلب.. هل تؤثر على استقرار السوق؟

أظهرت البيانات أن واردات الصين من النفط – وهي أكبر مستورد عالمي – انخفضت بنسبة 3% في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. نتيجة لذلك، قلصت أوبك توقعاتها لنمو الطلب في الصين لعام 2024 إلى 580 ألف برميل يوميًا، بعد أن كانت تتوقع 650 ألف برميل يوميًا. ضعف الطلب من الصين يزيد الضغوط على السوق، خاصة أن اقتصادها يشكل محركًا رئيسيًا لنمو الطلب العالمي على الطاقة.

مخاوف المستثمرين تهدأ لكن التذبذب ما زال حاضرًا

تراجع التوتر الجيوسياسي في المنطقة، خاصة بعد إشارات إسرائيلية بتهدئة التصعيد مع إيران، منح المستثمرين بعض الطمأنينة. ومع ذلك، لا يزال السوق عرضة للتقلبات في ظل تأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، مثل الأداء الاقتصادي الضعيف في الصين ومراجعات أوبك للتوقعات المستقبلية.

نظرة مستقبلية: هل تستمر الأسعار في الانخفاض؟

في ظل استمرار ضعف الطلب العالمي وتراجع واردات الصين، قد نشهد مزيدًا من الانخفاض في أسعار النفط خلال الأسابيع المقبلة. إذا استمر الاستقرار الجيوسياسي ولم تتحسن المؤشرات الاقتصادية الكبرى، قد تنخفض الأسعار إلى مستويات جديدة، وربما تكسر حاجز 70 دولارًا للبرميل في المستقبل القريب.