ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف، اليوم الثلاثاء، وسط مزيج من العوامل الداعمة والمحفّزة للأسواق، أبرزها تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وخطط التحفيز الاقتصادي التي أعلنتها الصين، والتي تسعى لدعم الاستهلاك المحلي. في المقابل، حدّت مخاوف تباطؤ النمو العالمي، والرسوم الجمركية الأميركية، والمفاوضات المحتملة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا من مكاسب الأسعار.
تحركات الأسواق: برنت وغرب تكساس يسجلان مكاسب طفيفة
سجّلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 49 سنتًا، أي بنسبة 0.69%، ليصل سعر البرميل إلى 71.56 دولارًا بحلول الساعة 07:31 بتوقيت غرينتش. في المقابل، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 47 سنتًا، أو بنسبة 0.70%، ليصل سعر البرميل إلى 67.84 دولارًا، وفق بيانات وكالة 'رويترز'.
الصين تحرّك الأسواق: خطط تحفيزية لدعم الاستهلاك
أعلن مجلس الوزراء الصيني يوم الأحد عن خطة عمل لتعزيز الاستهلاك المحلي، تشمل إجراءات مثل زيادة الدخل وتقديم إعانات لرعاية الأطفال، في محاولة لتحفيز الطلب الداخلي، وهو ما انعكس إيجابيًا على أسعار النفط.
كما دعمت بيانات اقتصادية حديثة الأسواق، حيث أظهرت نمو مبيعات التجزئة في الصين خلال شهري يناير وفبراير، رغم تراجع إنتاج المصانع وارتفاع معدل البطالة في المناطق الحضرية إلى أعلى مستوى له خلال عامين.
إنتاج النفط في الصين يرتفع رغم التحديات
في سياق متصل، أظهرت بيانات رسمية أن إنتاج النفط الخام في الصين – والتي تعد أكبر مستورد للنفط في العالم – ارتفع بنسبة 2.1% في أول شهرين من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وجاء هذا النمو مدعومًا بتشغيل مصفاة جديدة وزيادة الطلب على الوقود نتيجة تكثيف رحلات السفر خلال العطلات.
الملف الجيوسياسي: توترات الشرق الأوسط تدعم الأسعار
عززت التطورات الجيوسياسية من مكاسب النفط، حيث تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمواصلة الضربات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر. هذه التصريحات رفعت منسوب القلق في الأسواق، ما أدى إلى مزيد من الدعم للأسعار.
الآفاق المستقبلية: النفط بين الدعم والضغوط
ورغم هذه العوامل الإيجابية، لا تزال الأسواق تراقب بحذر تطورات المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، والتي قد تؤثر على إمدادات الطاقة العالمية. كما أن المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية وتباطؤ الاقتصاد العالمي قد تشكّل ضغوطًا على الأسعار في الفترة المقبلة.
في ظل هذه المستجدات، تترقب الأسواق بحذر تحركات الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، إلى جانب إجراءات الصين الاقتصادية ومدى تأثيرها الفعلي على مستويات الطلب العالمي على الطاقة.
