في ظل أجواء مشوبة بالقلق، استقرت أسعار النفط في التعاملات المبكرة من صباح اليوم الأربعاء، نتيجة الترقب الذي يهيمن على الأسواق العالمية بسبب التغيرات المحتملة في السياسات التجارية الأمريكية وتداعيات الحرب التجارية مع الصين. وتستعرض لكم صحيفة الاقتصاد السعودي في هذا التقرير تفاصيل حركة أسعار الخام وتوقعات الجهات الدولية بشأن مستقبل الطلب العالمي على الطاقة، وسط مؤشرات تدعو للحذر من تباطؤ اقتصادي عالمي يلوح في الأفق.
تحركات طفيفة في أسعار النفط وسط الحذر
سجّلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا طفيفًا بمقدار 5 سنتات، أي ما يعادل 0.1%، لتصل إلى 64.72 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 00:39 بتوقيت غرينتش. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 3 سنتات، أي بنسبة 0.1% أيضًا، ليصل إلى 61.36 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا التحرك الطفيف بعد تراجع كلا الخامين القياسيين بنسبة 0.3% في جلسة يوم أمس الثلاثاء، وسط ضغوط ناتجة عن البيانات الاقتصادية والمخاوف المتعلقة بالطلب العالمي.
وكالة الطاقة الدولية: أبطأ نمو في الطلب النفطي منذ 5 سنوات
في تطور لافت، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يشهد عام 2025 أبطأ وتيرة نمو في الطلب العالمي على النفط خلال خمس سنوات، مشيرةً إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الشركاء التجاريين، إلى جانب الإجراءات الانتقامية المتبادلة، قد تساهم في إضعاف زخم الاقتصاد العالمي، وبالتالي الطلب على النفط.
وأشارت الوكالة إلى أن الطلب العالمي على النفط هذا العام سيرتفع بمقدار 730 ألف برميل يوميًا فقط، بانخفاض حاد عن تقديراتها السابقة البالغة 1.03 مليون برميل يوميًا، في خفض تجاوز التقديرات الصادرة عن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يوم الإثنين.
الرسوم الجمركية وارتفاع إنتاج "أوبك+" يضغطان على الأسعار
أدى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وارتفاع إنتاج تحالف 'أوبك+' الذي يضم دول منظمة أوبك ومنتجين مستقلين مثل روسيا، إلى هبوط أسعار النفط بنسبة تقارب 13% منذ بداية هذا الشهر.
هذا التراجع يعكس حالة القلق التي تسود الأسواق بشأن قدرة الاقتصاد العالمي على امتصاص المعروض المتزايد من النفط في ظل تباطؤ الطلب وتفاقم القيود التجارية.
مخزونات النفط الأميركية تسجل ارتفاعًا مفاجئًا
وفي سياق متصل، نقلت مصادر مطلعة في السوق عن بيانات معهد البترول الأميركي، أن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت بمقدار 2.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 11 أبريل، بينما سجلت مخزونات البنزين انخفاضًا بـ3 ملايين برميل، كما تراجعت مخزونات نواتج التقطير بـ3.2 ملايين برميل، ما يسلط الضوء على ديناميكيات العرض والطلب في السوق الأميركية.
