اعتماد 80% من طلاب الجامعات على الذكاء الاصطناعي يدفع التعليم لتعزيز الأخلاقيات الرقمية


الخميس 25 ديسمبر 2025 | 10:25 مساءً
 الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي
ليلي العنزي

كشفت دراسات أكاديمية حديثة أن أكثر من 80% من طلاب الجامعات السعودية يعتمدون بشكل مباشر على تقنيات الذكاء الاصطناعي في حل واجباتهم، ما دفع وزارة التعليم إلى تدخل عاجل يستهدف تحصين الميدان التربوي، عبر دمج أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، بما يضمن النزاهة العلمية ويواكب التحول الرقمي المتسارع.

دمج أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في المناهج لمواكبة التحول التقني

يأتي هذا التوجه في إطار بناء بيئة تعليمية مرنة تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، وتوازن بين الاستفادة من التقنيات الحديثة والحفاظ على جوهر العملية التعليمية، بما يعزز جودة المخرجات الأكاديمية.

تطبيق مقررات الذكاء الاصطناعي في التعليم الثانوي بمسارات متعددة

وأوضحت المتحدث الرسمي لوزارة التعليم منى العجمي أن المركز الوطني للمناهج بدأ منذ عامين تطبيق مقرر الذكاء الاصطناعي في المرحلة الثانوية لمسار علوم الحاسب والهندسة، فيما تم خلال العام الدراسي الجاري إدراج مقرر «مدخل إلى الذكاء الاصطناعي» ضمن المسار العام لطلبة الصف الثالث الثانوي كخيار اختياري.

إدراج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المهارات الرقمية والأنشطة الطلابية

وبيّنت أن مفاهيم الذكاء الاصطناعي أُدرجت في مقررات المهارات والتقنية الرقمية كوحدات مستقلة أو دروس مدمجة ضمن المحتوى، إضافة إلى تضمينها في الأنشطة الطلابية بمختلف المراحل التعليمية، بهدف تدريب الطلاب عمليًا على استخدام أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

تطوير التفكير الناقد والبحث والابتكار بالتعاون مع «سدايا»

وأكدت العجمي أن الخطط التعليمية لم تقتصر على المحتوى التقني، بل ركزت على تنمية التفكير الناقد ومهارات البحث والابتكار، وتعزيز الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، التي راجعت وحدثت المبادئ الأخلاقية ذات الصلة.

برامج تدريبية للمعلمين ودعم عبر منصة مدرستي

ولتمكين المعلمين من تقديم هذه المقررات بكفاءة، تم إعداد حقائب تدريبية متخصصة وتنفيذ برامج تطوير مهني بالشراكة مع المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي، إضافة إلى توفير أدوات مساندة عبر منصة مدرستي لدعم تطبيق المفاهيم داخل الفصول الدراسية.

تحذيرات من مخاطر الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في التعليم

من جهته، حذّر المتخصص في اقتصاديات التعليم الدكتور عبدالعزيز الغامدي من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن أرقامًا بحثية أظهرت أن الغالبية العظمى من الطلاب باتوا يعتمدون عليه كحل أول لإنجاز التكليفات، رغم ما يحمله ذلك من مخاطر على مهارات البحث والتحليل.

دراسات أكاديمية تؤكد الإيجابيات وتحذر من تراجع المهارات

وأشار الغامدي إلى دراسة الباحثة شروق حاسن (2025) التي بيّنت تفاوت استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي بين طلاب وطالبات كليات الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز، مع ملاحظة أن الإفراط في استخدامها يؤدي إلى ضعف القدرات التحليلية. كما دعمت دراسات أخرى في أعوام 2023 و2024 دور الذكاء الاصطناعي في تطوير البحث العلمي، مع التأكيد على ضرورة نشر ثقافة الاستخدام الأخلاقي.

الذكاء الاصطناعي بين فرص التعلم ومخاطر النزاهة الأكاديمية

وحذّرت الباحثة في تقنيات التعليم سميرة الثقفي من التحديات المرتبطة بالنزاهة الأكاديمية، مثل الغش والسرقة العلمية، مؤكدة أن سهولة الوصول إلى المعلومات قد تضعف التفكير النقدي، رغم ما توفره هذه التقنيات من مسارات تعلم فردية وملاحظات فورية تعزز تجربة التعلم.

وظائف تعليمية جديدة مع ثورة الذكاء الاصطناعي

وفي استشراف للمستقبل، أكد الباحث التربوي الدكتور راضي الزويد أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الفصول الدراسية، متوقعًا ظهور وظائف جديدة مثل «المعلم الرقمي» و**«المصمم التعليمي الذكي»**، مع ضرورة أن تبقى القيم والنزاهة الأكاديمية أساس العملية التعليمية.

موازنة مطلوبة بين التقنية وجوهر التعليم

ويتفق الخبراء على أن التحدي الأكبر يتمثل في تحقيق التوازن بين الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والحفاظ على جوهر التعليم القائم على التفكير النقدي، والبحث الذاتي، والنزاهة العلمية، بما يعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي للتقنية والابتكار.

اقرأ أيضا