قائمة السيارات حاملة الأرقام القياسية تشمل فئات متنوعة من السيارات العادية، وفي الغالب مملوكة لرجال من مهن متنوعة، يجمعهم عامل مشترك هو عدم الرغبة في الجلوس في مكان واحد طويلاً، والرغبة الجامحة في السفر والترحال.
الأرقام القياسية بهذا الشأن يكشف أصحابها كيف يمكن إطالة عمر السيارة لتتجاوز المدد والمسافات المعتادة عدة مرات، في حين يندر العثور على سيارة مستعملة قطعت مسافات بين 300 ألف إلى 500 ألف في حالة جيدة وللسيارات أعمار افتراضية مختلفة تتمكن من خلالها من قطع مئات الآلاف من الكيلومترات، إلا أن بعض السائقين المغرمين بالترحال تمكنوا من اجتياز ملايين الكيلومترات بسيارة واحدة.
صاحب الرقم القياسي من دون منازع هو الأمريكي إيرف جوردون بسيارة من نوع فولفو بي 1800، صُنعت في عام 1966، وقد قطع بهذه السيارة أكثر من 5 ملايين كيلومتر، علاوة على استعماله لسيارته بشكل يومي داخل مدينته في ألاسكا، قام برحلات في أرجاء الولايات المتحدة.
تسجيل هذا الرقم القياسي في موسوعة 'غينيس' تم في 18 سبتمبر عام 2013، وقبل ذلك سجل نفس السائق على نفس السيارة رقماً قياسياً للمرة الأولى في عام 1998، وفق ما نقلت 'روسيا اليوم'.
يقول هذا السائق المخضرم: إن سر المحافظة على سلامة هيكل السيارة يتمثل في غسله بالماء الدافئ بعد كل رحلة في طرقات تتم معالجتها بالملح، كما هي العادة في الدول الباردة بفصل الشتاء، إضافة إلى المحافظة على المحرك بإجراء فحوصات دورية وتغيير كل ما هو ضروري.
المرتبة الثانية في هذه القائمة، لسيارة من نوع 'مرسيدس 240 دي'، المصنوعة في عام 1976، وقد قطع بها صاحبها بول هارمان الذي اشتراها في عام 1983 مسافة تتجاوز أربعة ملايين ونصف المليون كيلومتر.
أهم ما كان يلتزم به هذا السائق هو تغيير زيت المحرك كل 4800 كيلومتر، كما يلفت على أنه قام باستبدال سلاسل محرك عمود الحدبات وأصلح القابض، كما أعاد طلاء سيارته، وكان يغير بانتظام كل ما يلزم متى ما دعت الضرورة.
السيارة صاحبة الرقم القياسي الثالث من نوع 'فولكسفاغن ببيتل'، وقد دخلت موسوعة 'غينيس' مع سائقها ألبرت كلاين في عام 1993 بقطعها مسافة تزيد على مليونين وثلاثمائة ألف كيلومتر، وهي تعد من أقدم السيارات في هذه القائمة وقد صُنعت في عام 1963.
المرتبة الرابعة من نصيب سيارة من طراز 'لينكولن تاون' صُنعت في عام 1983، وقد قطع بها صاحبها مسافة تزيد على مليوني كيلومتر، وقام بإصلاح ناقل الحركة فيها، وكان ملتزماً بدقة بتغيير القطع البالية أو المعطوبة بأخرى جديدة من دون تأخير، وهو على يقين من أن سيارته لن تخذله أبداً.
سيارة من طراز 'ساب' كانت صُنعت في عام 1989، تأتي في المرتبة الخامسة، وقد قطعت أكثر من مليون وستمائة ألف كيلومتر، وقد غير صاحبها بعض أجزاء المحرك، وهي لا تزال تعمل إلا أن هيكلها تعرض للتهالك نتيجة للسير في الطرقات المعالجة بالملح.
جميع أصحاب هذه السيارات التي تمكنت من اجتياز مسافات طويلة وغير معتادة، كانوا حريصين على استخدام وقود وزيت من الأنواع الجيدة، كما أنهم كانوا يعاملون سياراتهم برفق، وما أن ترتفع حرارتها أو يتغير صوت محركها أو يصدر عنها ما يشبه الأنين حتى يسارعوا إلى تحري الأسباب ومعالجة الأعطاب، وهكذا سارت بهم نظرياً ما يكفي عشرات المرات للدوران حول الكرة الأرضية التي يبلغ محيطها 40.000 كيلومتر تقريباً.