انتهاء حلم استخدام الهيدروجين بديلا عن النفط والبترول بإلغاء العديد من محطات انتاجه حول العالم


بعد إجراء العديد من التجارب والأبحاث

الاحد 07 يناير 2024 | 04:56 مساءً
محطات  الهيدروجين
محطات الهيدروجين
وكالات

بالرغم من الجهود المبذولة من قبل الحكومات علي البيئة ، واتجاه وجهتها نحو استخدام الهيدروجين  للاستدامة بديلا للغاز، الا ان تجارب ودراسات حديثة رصدتها ،تنفي جدواه التجارية من الأساس، بل وتؤكّد تأثيره البيئي الخطير، ويرجع ذلك إلي ارتفعت تكلفة الإنتاج والتخزين بسبب عوامل التضخم وارتفاع الأسعار والفائدة، في الوقت الذي أخذت فيها سياسات الدعم الحكومي خطوة للوراء، تاركة الهيدروجين في مهب الريح.

وفي هذا التقرير نستعرض عزيزي القاريء أبرز التحديات والمشكلات التي واجهت قطاع الهيدروجين العام الماضي

      30 كيلوغرامًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب كيلوجرام واحد من الهيدروجين 

الهند صاحبة أكبر تعداد سكاني بالعالم- تُعوّل نيودلهي علي الهيدروجين لإحداث نقلة تُقرِّبها من هدف الحياد الكربوني بحلول 2070، فصرح عضو المعهد الوطني لانتقال وتطوير الهند 'نيتي أيوغ'، فيجاي ساراسوات، إن كيلوغرامًا واحدًا من الهيدروجين الأخضر يُطلق نحو 30 كيلوغرامًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بوساطة أجهزة المحلل الكهربائي المعتمدة علي الشبكة حاليًا.

 تحذيرات  مركز سيسيرو النرويجي لأبحاث المناخ (CICERO)

كما حذّرت دراسة عالمية، بقيادة مركز سيسيرو النرويجي لأبحاث المناخ (CICERO)، من أن معامل القدرة علي الاحتباس الحراري (GWP) خلال 100 عام، ارتفع إلى 11.6 ± 2.8، ارتفاعًا من 11 ± 5 التي سجلتها نتائج دراسة بريطانية سابقة في 2022،ويقيس المعامل أثر الاحترار النسبي لطن واحد من غاز الدفيئة مقارنة بطن واحد من ثاني أكسيد الكربون علي مدي مدة زمنية معينة،وعلي مدار 20 عامًا، وجدت الدراسة أن قدرة الهيدروجين علي التسبب في الاحتباس الحراري تبلغ 37.3 ± 15.1، في حين إن الحدّ الأدنى يبلغ 3.31 ± 0.9 علي مدي 500 عام.

           الهيدروجين الأزرق أفضل من الأخضر 

ولذلك، عدّ المسؤول إنتاج الهيدروجين الأزرق المنتج من الغاز الطبيعي أكثر نظافة من نظيره 'الأخضر'، موضحًا أن الأخير ليس محايدًا للكربون بالمعنى الحقيقي.

وأكد أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يحمل بصمة كربونية أقلّ من 'الأزرق'، في حالة واحدة فقط، هي عندما تصل الشبكة إلي توليد كهرباء محايدة كربونيًا بنسبة 90%.

    إلغاء مشروعات هيدروجين في العديد من الدول 

ألغت شركة الغاز الكندية 'أتكو' (Atco) مشروعًا عملاقًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا، مبررةً الخطوة بعدم جدواه تجاريًا.

وكان من المقرر بناء محلل كهربائي بقدرة 10 ميغاواط بجوار مزرعة رياح بقدرة 180 ميغاواط، لتغذية المحطة بالكهرباء النظيفة، لإنتاج 4.3 طنًا سنويًا من الهيدروجين الأخضر.

يأتي ذلك رغم أن المشروع حصل على منحة من الوكالة الأسترالية الحكومية للطاقة المتجددة 'أرينا' بقيمة 28.3 مليون دولار أسترالي (19.2 مليون دولار أميركي).

(الدولار الأميركي = 1.47 دولارًا أستراليًا).

في الدنمارك  ألغت شركة أورستد Orsted وشريكتها الألمانية هايده (Heide) خطة مماثلة؛ بسبب التكاليف الزائدة وما ينتج عنها من مخاطر اقتصادية.

يأتي ذلك بعد شهور على إلغاء أورستد مشروعًا آخر لبناء محلل كهربائي في مصفاة هامبر (Humber) بالمملكة المتحدة؛ بسبب انعدام الجدوى التجارية.

وتلك الخطوة هي واحدة من تبعات ارتفاع تكاليف شحن المواد الخام والقفزة بأسعار الفائدة والتضخم، واضطراب سلسلة الإمدادات بعد تفشّي جائحة كورونا، الذي فاقمته الحرب الروسية الأوكرانية في 2022.

  الهيدروجين   يفسد آمال  أوروبا نحو المستقبل الأمن 

دعمت أوروبا مصادر الطاقة المتجددة -ولاسيما الهيدروجين-؛ أملًا في تحقيق أمن الطاقة وتخفيف الاعتماد علي الوقود الأحفوري وإيجاد بدائل لإمدادات الطاقة الروسية.

وعلى نحو خاص، كان الآمال معلّقة علي الهيدروجين لكهربة قطاعي النقل والصناعات الثقيلة والصلب والكيماويات، لكن الخطط لم تَسِر علي الطريق المنشود.

وفي المملكة المتحدة، توقفت حافلات الهيدروجين بعد 3 أشهر فقط علي إطلاقها بشوارع ليفربول؛ بسبب شح إمدادات الوقود، وألقت السلطات باللائمة علي مشكلات سلاسل الإمداد العالمية.

كما أن المدينة الساعية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2040 كانت تستعمل الهيدروجين الرمادي المُنتج من الغاز، وهو أرخص أنواع الهيدروجين، ويتسبب في إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؛ إذ إنه أكثر تلويثًا من الديزل،وفي ألمانيا، انتقد اتحاد ركاب السكك الحديدية 'برو بان' (Pro Bahn) قطارات الهيدروجين، نافيًا جدواها من الأساس، لأنها مكلفة وتؤخر الاستعانة ببدائل أخري أجدي مثل تلك العاملة بالبطاريات.

    تجارب فاشلة عالمية أدت للاستغناء عن الهيدروجين

جاءت الانتقادات بناءً على تجربة فشل أول خط سكك حديدية يعمل بخلايا وقود الهيدروجين بالكامل في ولاية ساكسونيا السفلى، بعدما كلّف خزينة أكبر اقتصاد أوروبي 93 مليون يورو (99.2 مليون دولار أميركي).

وبعد عام كامل من التجربة، أعلنت الولاية في أغسطس/آب 2023 استبدال قطارات الديزل بأخرى كهربائية تعمل بالبطارية؛ لأنها أرخص من قطارات الهيدروجين.

بالعودة إلى بريطانيا، من المقرر أن تقرر المملكة المتحدة بشأن استعمال الهيدروجين في التدفئة بحلول 2026 بديلًا للغاز الطبيعي.

لكن وزير أمن الطاقة لورد كالانان أكد أن الخطوة مستحيلة التحقق عمليًا لأسباب تتعلق بالتكاليف وتوفير إمدادات موثوقة من الهيدروجين وتحويل أنابيب الغاز لنقل الهيدروجين.

يتفق مع الوزير، سابقه غرانت شابس الذي حذّر من أن الخطوة قد يعقبها اضطرابات، وأن جزيئات الهيدروجين صغيرة لدرجة تسمح بتسرّبها عبر أنابيب نقل الغاز، وهو ما يرفع التكلفة نظير الحاجة لاستبدال الكثير من الأنابيب الحالية.

وانضم للوزيرين مؤسس صندوق التحوط البريطاني أرغونوت كابيتال بارتنرز (Argonaut Capital Partners)، باري نوريس، الذي جاهر أيضًا برفضه للهيدروجين، واصفًا إياه بأنه 'رهان خاسر' و 'مضيعة للوقت' للمستثمرين المهتمين بكسب المال في المستقبل المنظور.

محطات  الهيدروجينمحطات الهيدروجين

 تكلفة نقل الهيدروجين غاية في الاتفاع 

في دراسة حديثة، قال خبير الصناعات الغازية في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول 'أوابك'، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن تكلفة نقل الهيدروجين مرتفعة للغاية حاليًا، وتصل في بعض مسارات التجارة المقترحة إلي أكثر من ضعف تكلفة إنتاج الهيدروجين نفسه، مثلما الحال مع الهيدروجين المسال.

يؤكد ذلك مبادرة العمود الفقري للهيدروجين بأوروبا (EHB)، التي رفعت تقديراتها لتكلفة إنشاء خطوط أنابيب نقل الهيدروجين بطول 53 ألف كيلومتر من 80 مليارًا و143 مليار يورو (87.3 مليارًا إلي156 مليار دولار أميركي).

وقالت المبادرة، إنه في 2019، كان تكلفة الضاغط 3.4 مليون يورو (3.73 مليون دولار) لكل ميغاواط مكافئ، إلّا أن سعره ارتفع إلي 4 ملايين يورو (4.39 مليون دولار) في المتوسط.

كما ارتفع متوسط تكاليف كل كيلومتر من خطوط نقل الهيدروجين البرية بمقدار 300 ألف يورو (329.4 ألف دولار) للأنابيب قطر 20 بوصة، ومليون يورو (1.1 مليون دولار) للأنابيب قطر 36 بوصة، و1.6 مليون يورو (1.76 مليون دولار) للأنابيب قطر 48 بوصة. 

محطات الهيدروجين
محطات الهيدروجين

اقرأ أيضا