تأكيدًا للتميز والقوة الهيكلية للمصرف، رفعت وكالة 'موديز' للتصنيف الائتماني تصنيف المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا BADEA) إلى درجة Aa1، مع نظرة مستقبلية مستقرة.
تبرز هذه الخطوة الهامة التزام المصرف بهيكل رأسمالي صحي ومتين، والذي يعتمد بشكل كبير على أموال خاصة، وذلك بالإضافة إلى استخدام بعض المصادر التمويلية الأخرى بنسب منخفضة. وتؤكد النتائج المتميزة استمرار المصرف في الحفاظ على جودة عالية للأصول، وتسجيل نسب منخفضة للقروض غير المنتجة 'المتعثرة'، مما يعكس التزامه بالمبادئ المالية القوية.
ويشير التحسن الملحوظ في وضعية السيولة وامتياز التمويل إلى نجاح المصرف في برنامج إصدار السندات، وبالأخص برنامج إصدار السندات المتوسطة الأجل بعُملة اليورو والسندات الاجتماعية، مما يعكس الثقة الكبيرة في قدرة المصرف على تقديم تمويل فعّال ومستدام.
مؤخرًا، شهد المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا تعديلات جوهرية في نظامه الأساسي، بالتوافق مع جميع المساهمين، حيث تم إدخال تحديثات تمثلت في إضافة الطابع الرسمي التعاقدي على رأسمال المصرف القابل للاستدعاء بقيمة خمسة مليارات دولار أمريكي ضمن هيكل رأس المال. ولا يقتصر الأمر هنا، بل تم أيضًا تعزيز الدعم التشغيلي للمصرف، خاصة مع عملية انتقال مركز عمله.
جذب الاستثمارات
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور فهد بن عبدالله الدوسري، رئيس مجلس إدارة المصرف، أن رفع تصنيف المصرف إلى درجة Aa1 سيعزز من قدرته على جذب الاستثمارات بتكلفة منافسة وبأسعار تفضيلية. وأشار الدكتور الدوسري إلى أهمية استغلال هذه المصادر التمويلية لتعزيز القدرات التنموية للمصرف، وتوجيه الموارد نحو القطاعات الأساسية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور الدوسري على التزام المساهمين بمواصلة دعم وتعزيز مكانة المصرف الائتمانية والتنموية، مشددًا على أن هذه الخطوة ليست سوى بداية جديدة في مسيرة المصرف التنموية في القارة الأفريقية.
من جانبه قال رئيس المصرف الدكتور سيدي ولد التاه قائلًا: 'إن درجة تصنيفAa1 تؤكد على الوضعية الاستثنائية لرأس المال وسيولة المصرف في ظل التحديات والظروف الائتمانية الصعبة، كما تعكس النظرة المستقبلية المستقرة والتعزيز المستدام لقدراتنا المؤسسية، ولا يسع فريق العمل سوى الافتخار بهذا الإنجاز الاستثنائي الذي لم يكن ليتحقق لولا الثقة والدعم الاستثنائي الذي تلقيناه باستمرار من مساهمينا على مدى العقود الخمسة الماضية، حيث كان المصرف يؤدي رسالته ويمارس نشاطه ودوره التنموي في أفريقيا'.
المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا BADEA)
يذكر أن المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا BADEA) قد تمكن ليس فقط من الوصول إلى نسبة قروض غير منتجة منخفضة جداً، ولكن حافظ عليها بالرغم من التحديات والبيئة الصعبة التي يواجهها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث تتركز أنشطة المصرف في مجال القروض الإنمائية، إضافة إلى أن الدول المساهمة في رأسمال المصرف - وهي دول عربية - لا يمكنها الاستفادة من عمليات الإقراض التي يمنحها المصرف؛ وذلك بموجب سياسة المصرف وهيكل حوْكَمته المؤسسية.
ويعد المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا BADEA) مؤسسة مالية تنمويَّة متعددة الأطراف مملوكة من قبل 18 دولة عربية (62% منها تمثل دول مجلس التعاون الخليجي)، وقد تأسس المصرف عام 1974م بهدف دعم وتعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والفني بين الدول العربية والأفريقية، والمقر الرئيس للمصرف هو مدينة الخرطوم عاصمة جمهورية السودان، ولكن نظرًا للأحداث المؤسفة والحرب التي شهدها السودان الشقيق في شهر أبريل عام 2023م - وما زالت مستمرة حتى الآن - فقد انتقل المقر الرئيس للمصرف إلى مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وحظي بالدعم الكبير من حكومة المملكة.
ويحتل التأثير الاجتماعي أولويات المصرف وإستراتيجيته حتى عام 2030م، ولتحقيق رسالته يلعب المصرف - بشكل أساسي - دورًا محفزًا، ويقدم العديد من الأدوات المالية المؤثرة التي تتمثل في القروض السيادية وبشكل أساسي تمويل البنى التحتية، والتجارة وتنمية القطاع الخاص، وتطوير سلاسل الإمداد الزراعية، وريادة الأعمال، وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما يقدم المصرف أيضا مِنَحًا غير قابلة للاسترداد لبناء القدرات؛ وذلك بهدف دعم المشاريع الإنمائية الرئيسة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، التي تتماشى مع رسالته والأولويات العليا للمستفيدين.