في خطوة قد تغير ملامح مجال التنبؤات الجوية، أعلنت شركة جوجل عن تطوير جهاز محاكاة طقس جديد يحمل اسم NeuralGCM، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحقيق دقة غير مسبوقة في التنبؤات المناخية.
بحسب تقرير نشرته 'بلومبرج'، جهاز المحاكاة الهجين NeuralGCM قادر على تقديم تنبؤات تتفوق على النماذج التقليدية بفضل استخدامه لتقنيات الذكاء الاصطناعي. ويهدف الجهاز إلى تحسين فهمنا لارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي وكيفية تأثير التغيرات المناخية على الأرض.
ما هو NeuralGCM؟
NeuralGCM هو نموذج محاكاة طقس هجين يجمع بين النماذج الفيزيائية ونماذج التعلم الآلي. يعتمد على الأسس التقليدية لنماذج الطقس والطقس ولكنه يعزز دقته باستخدام شبكة عصبية قائمة على الذكاء الاصطناعي، مما يوفر قدرات تحسين جديدة في تحليل بيانات الطقس.
كيف يعمل NeuralGCM؟
ستيفان هوير، الباحث الذي يقود المشروع في جوجل، أوضح أن هذا النموذج يجنب المشكلات التي ظهرت في التجارب السابقة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي فقط. باستخدام هذا النهج الهجين، يستطيع النموذج تحسين الاستقرار ويقدم تنبؤات أكثر موثوقية حتى على مدى سنوات.
مزايا النموذج الجديد
دقة أعلى: النموذج قادر على تقديم تنبؤات دقيقة لارتفاع درجات الحرارة ومراقبة التغيرات المناخية بدقة أكبر من النماذج التقليدية.
التكامل مع النماذج العامة: يعزز NeuralGCM النماذج الحالية بفضل دمج تقنيات التعلم الآلي، مما يجعله مكملًا قويًا للطرق التقليدية.
تحسينات طويلة الأجل: يوفر نتائج موثوقة للفترات الزمنية الممتدة، من السنوات إلى العقود.
الآفاق المستقبلية
على الرغم من أن النموذج يركز حاليًا على مراقبة ارتفاع درجات الحرارة فقط، إلا أن هناك خططًا لتوسيعه ليشمل المحيطات وأسطح الأرض والجليد. البروفيسور آر. سارافانان، أستاذ علوم الغلاف الجوي في جامعة تكساس إيه آند إم، وصف النموذج بأنه 'تقدم مهم في محاكاة الغلاف الجوي'. وأضاف أن التوسع في استخدام NeuralGCM قد يكون مفيدًا بشكل خاص في التنبؤ بأنماط الطقس مثل ظاهرتي النينيو والنينيا.
التحديات المستقبلية
رغم التطورات الكبيرة، النموذج ما زال في مرحلة التطوير ولم يتم تخصيصه بعد لمراقبة المحيطات أو الأرض أو الجليد. إلا أن الباحثين في جوجل يهدفون إلى إضافة ميزة جديدة تتيح توقع الأعاصير قبل عام من حدوثها، مما قد يعزز الاستعداد للكوارث الطبيعية.
ختامًا، جهاز NeuralGCM يمثل خطوة متقدمة نحو تحسين التنبؤات الجوية والمناخية بفضل الدمج الفعال بين النماذج الفيزيائية والتقنيات الحديثة في الذكاء الاصطناعي. مع استمرار التطوير، قد يصبح هذا النموذج أداة رئيسية للباحثين وصناع السياسات في مواجهة تحديات التغير المناخي.