عام 2025 يعيد رسم مستقبل صناعة ألعاب الفيديو بتحولات تقنية وصفقات كبرى


الاثنين 29 ديسمبر 2025 | 12:02 صباحاً
رحلة الإبداع والتكنولوجيا
رحلة الإبداع والتكنولوجيا
ليلي العنزي

شكّل عام 2025 محطة مفصلية في تاريخ صناعة ألعاب الفيديو، مع تحولات عميقة شملت صفقات استحواذ غير مسبوقة، وتغيّر استراتيجيات كبرى الشركات، وتصاعد الجدل حول مستقبل هذا القطاع سريع النمو، الذي بات أحد أهم روافد الاقتصاد الرقمي عالميًا.

صفقة تاريخية تقودها السعودية للاستحواذ على Electronic Arts

تصدّرت مشهد العام صفقة استحواذ ضخمة أعلن عنها تحالف يضم صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وشركة Affinity Partners التابعة لجاريد كوشنر، إلى جانب Silver Lake، للاستحواذ على شركة Electronic Arts وتحويلها إلى شركة خاصة.

وبحسب تقارير إعلامية، بلغت قيمة الصفقة نحو 55 مليار دولار، من بينها 20 مليار دولار ممولة بالديون، لتصبح أكبر عملية استحواذ ممولة بالديون في تاريخ وول ستريت. وأثار هذا التحرك تساؤلات واسعة حول مستقبل EA، وما إذا كان الهدف استثماريًا بحتًا أم جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز الحضور في صناعة الترفيه الرقمي.

«يوبيسوفت» بين محاولات الإنقاذ وتراجع الأسهم

في المقابل، واجهت شركة Ubisoft الفرنسية عامًا صعبًا، بدأ بتأجيل جديد للعبة Assassin’s Creed: Shadows. ورغم إعلانها في مارس تأسيس شركة جديدة باسم Vantage Studios بالشراكة مع Tencent، وارتفاع أسهمها مؤقتًا، فإن الأداء العام ظل سلبيًا.

وتركّز الشركة الجديدة على أشهر عناوين يوبيسوفت مثل Assassin’s Creed وFar Cry وRainbow Six، إلا أن أسهم الشركة فقدت أكثر من 50% من قيمتها منذ بداية العام، وتراجعت بأكثر من 90% مقارنة بذروة 2021.

GTA 6.. تأجيلات تضغط على Take-Two Interactive

حافظت شركة Take-Two Interactive على زخم إيجابي خلال معظم 2025 بفضل الترقب الكبير للعبة GTA 6، بعد مرور 12 عامًا على إصدار GTA 5. غير أن التأجيل الرسمي لإطلاق اللعبة إلى 19 نوفمبر 2026 بدلاً من مايو، تسبب في هبوط حاد لسهم الشركة.

ويعكس هذا التأجيل تحولات أعمق في استراتيجيات الإطلاق، خاصة مع صدور اللعبة في المراحل الأخيرة من عمر أجهزة PlayStation 5 وXbox Series X/S.

تغيّر قواعد المنافسة في سوق أجهزة الألعاب

شهد عام 2025 تحولات لافتة في سياسات شركات الكونسول، إذ تراجعت مايكروسوفت عن مفهوم الحصريات الصارمة، مع وصول ألعاب إكس بوكس إلى PS5، بينما واصلت سوني توسيع إطلاق ألعابها على الحاسب الشخصي.

ويرى مسؤولون في القطاع أن هذه التحولات تقود إلى صناعة أكثر انفتاحًا، مع بقاء أجهزة الكونسول عنصرًا أساسيًا في تجربة الألعاب المتقدمة.

الأرقام تؤكد: الكونسول لا يزال لاعبًا رئيسيًا

بحسب بيانات Omdia، لا تزال أجهزة الكونسول ثاني أكبر فئة من حيث إنفاق المستهلكين عالميًا، بحصة تبلغ 23%، مقابل 60% للألعاب المحمولة و16% للحواسيب الشخصية، ما يؤكد استمرار قوة هذا القطاع رغم التغيرات.

«نينتندو» تتمسك بالحصريات وتحقق أرقامًا قياسية

خلافًا للتوجه العام، واصلت نينتندو الاعتماد على الألعاب الحصرية، مع إطلاق عدة عناوين لجهاز Switch 2، من بينها Mario Kart بنمط العالم المفتوح ولعبة Donkey Kong جديدة.

وحقق الجهاز إنجازًا لافتًا ببيع 10.36 مليون وحدة خلال أول أربعة أشهر، ليصبح أسرع جهاز ألعاب مبيعًا في التاريخ، رغم تحذيرات محللين من اعتماد نينتندو الكبير على حصرياتها.

صناعة الألعاب عند مفترق طرق

لم يكن عام 2025 مجرد عام عابر لصناعة ألعاب الفيديو، بل نقطة تحوّل أعادت رسم خريطة القوة داخل القطاع.

بين صفقات استحواذ تاريخية، وتأجيلات كبرى، وتغيّر فلسفة الحصريات، تبدو الصناعة اليوم أمام مرحلة جديدة قد تعيد تعريف مفهوم المنافسة والنمو في عالم الترفيه الرقمي.

اقرأ أيضا