مدير وحدة أبحاث الطاقة: انخفاض إنتاج دول أوبك .. والسعودية الاولي في التخفيضات الطوعية


الاحد 14 يناير 2024 | 05:31 صباحاً
مدير وحدة الأبحاث أحمد شوقي
مدير وحدة الأبحاث أحمد شوقي
نورة العلي

رصدت وحدة أبحاث الطاقة أبعادها وأثرها في مشهد الطاقة العالمي، بتوقيت احتاج فيه العالم إلى كل قطرة من النفط الخام، بسبب الحاجة إلى توفير مصدر موثوق وآمن حيث شهد إنتاج دول أوبك عددًا من التغيرات المهمة خلال العام الماضي (2023) .

التخفيضات الطوعية التي نفّذتها السعودية

وفي هذا الإطار، قال مدير وحدة الأبحاث أحمد شوقي، إن إنتاج دول المنظمة خلال العام الماضي، أو بمعنى أدق المحرك الرئيس لإنتاجها، كان التخفيضات الطوعية التي نفّذتها السعودية ودول أخرى، بإجمالي بلغ نحو مليون و600 ألف برميل، بدأت منذ مايو/أيار الماضي، قبل تمديدها لاحقًا إلى (2024).

وأوضح أن السعودية -التي تتزعم أوبك+- خفضت إنتاجها في مايو/أيار الماضي بنحو 500 ألف برميل يوميًا، ثم تبعت ذلك بخفض إضافي بدأ في يوليو/تموز (2023) بلغ مليون برميل يوميًا، ما يعني أن المملكة وحدها خفضت إنتاجها النفطي بـ1.5 مليون برميل يوميًا خلال الـ8 أشهر الأخيرة من العام الماضي.

إنتاج دول أوبك والخفض الطوعي

قال مدير وحدة أبحاث الطاقة أحمد شوقي، إن إنتاج السعودية النفطي في شهر أبريل/نيسان 2023 كان يبلغ نحو 10.5 مليون برميل يوميًا، ومع نهاية العام في ديسمبر/كانون الأول، كانت التقديرات الأولية تشير إلى أن الإنتاج يقارب 9 ملايين برميل يوميًا.

وفيما يتعلق بإنتاج دول أوبك من النفط الخام، وفق شوقي، فقد انخفض بأكثر من 700 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 28 مليونًا و120 ألف برميل يوميًا في 2023، وهذه -بالطبع- تقديرات أولية، بينما من المنتظر صدور التقرير الشهري للمنظمة في منتصف شهر يناير/كانون الثاني الجاري.

وأضاف مدير وحدة أبحاث الطاقة: 'هذا الانخفاض في إنتاج دول أوبك كان الأول منذ عام 2020، حينما تراجع إلى أقل من 26 مليون برميل يوميًا، بسبب تبعات جائحة كورونا، وعمومًا كانت التخفيضات الطوعية هي السبب الرئيس في هذا الانخفاض'.

التقديرات الأولية لوحده أبحاث الطاقة

لكن، عند الحديث عن دول أوبك منفصلة، يُلاحظ أن السعودية كانت الأكثر انخفاضًا في إنتاج النفط خلال 2023، وهذا أمر طبيعي بالنظر إلى كل المعطيات وتخفيضات الإنتاج التي ذُكِرت، لكن فيما يتعلق بمتوسط إنتاجها فقد بلغ 9.625 مليون برميل يوميًا، وهذا طبقًا للتقديرات الأولية لوحده أبحاث الطاقة.

واعتمادًا على التقارير الشهرية لمنظمة أوبك، بحسب شوقي، فإن إنتاج المملكة النفطي انخفض بأكثر من 900 ألف برميل يوميًا في المتوسط، وهذه كانت أبرز الدول التي شهدت انخفاضًا.

ولفت مدير وحدة أبحاث الطاقة إلى أن هذه التخفيضات السعودية تضاف بالطبع إلى ما أعلنته الإمارات والكويت والجزائر والعراق وغيرها من الدول التي تشترك في التخفيضات الطوعية، لكن السعودية كانت الأبرز في الانخفاض، نظرًا للتخفيضات الطوعية الكبيرة التي أجرتها.

قال مدير وحدة أبحاث الطاقة أحمد شوقي، إن هناك دولًا عديدة في أوبك -من الناحية الأخرى- شهدت زيادة في إنتاج النفط، بداية من فنزويلا التي شهدت زيادة طفيفة، بعد رفع العقوبات الأميركية، كما كانت إيران هي الدولة الأكثر زيادة في إنتاج النفط داخل المنظمة.

ولفت إلى أن إيران معفاة من اتفاقيات خفض الإنتاج، وهي الدولة الوحيدة التي لم يشهد إنتاجها النفطي في 2023 أيّ هبوط على أساس شهري، إذ اتخذت مسارًا صاعدًا على مدار جميع شهور العام الماضي، ولم يتراجع إنتاجها في أيّ شهر.

النفط الإيراني

وأضاف أحمد شوقي: 'هذه الزيادات المتتالية في إنتاج النفط أدت إلى ارتفاع إنتاج إيران النفطي إلى أعلى مستوى منذ 2018، الذي شهد إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي'.

وتابع: 'باختصار، إنتاج إيران النفطي ارتفع بمتوسط 300 ألف برميل يوميًا في 2023، لكن هذه زيادة لا توضح التغير الكبير الذي حدث في إنتاجها خلال 2023، إذ بالعودة إلى الأرقام سنجد أن إيران استفادت بشكل كبير من تخفيضات إنتاج دول أوبك، وعملت على زيادة إنتاجها لتوفير الإمدادات إلى السوق'.

وأشار إلى أن طهران رفعت صادراتها إلى الصين -أكبر مستورد للنفط في العالم-، لا سيما أن إنتاجها كانت في بداية العام الماضي نحو 2.55 مليون برميل يوميًا، وبنهاية العام تجاوز 3.100 مليون برميل يوميًا، وهذا يعني زيادة كبيرة تجاوزت 500 ألف برميل يوميًا خلال بضعة أشهر.

وأردف: 'آخر نقطة تتعلق بهذا الموضوع، أن تخفيضات إنتاج دول أوبك، أو بمعنى أدقّ تخفيضات تحالف أوبك+، عمومًا، أدت إلى انخفاض حصته في السوق العالمية إلى 51%، وهذا هو أقلّ مستوى منذ إنشاء هذا التحالف، وهذه الأرقام وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية'.

وأوضح مدير وحدة أبحاث الطاقة أن رقم 51% هو إجمالي إنتاج تحالف أوبك+، إذ بلغ الإنتاج الكلي خلال العام الماضي 2023، نحو 52 مليون برميل يوميًا من كل الأسواق، وهذا يتعلق بتحالف أوبك+ عمومًا.

النفط
مدير وحدة الأبحاث أحمد شوقي
النفط السعودي
براميل النفط

اقرأ أيضا