كيف حققت أرامكو العالمية...الاقتصاد السعودي يستعرض تاريخ وانجازات شركة أرامكو


ما هي بداية استخراج النفط في السعودية؟

الاربعاء 08 مايو 2024 | 04:16 مساءً
مباحثات بين شركة شل وأرامكو لصفقة بقيمة مليار دولار
مباحثات بين شركة شل وأرامكو لصفقة بقيمة مليار دولار
فهد السليماني

تأسست شركة أرامكو السعودية كشركة نفط وطاقة عملاقة عام 1933م، ومنذ ذلك الحين، شهدت رحلة ملحمية من النجاحات والإنجازات المتميزة. بدأت أرامكو كشراكة بين المملكة العربية السعودية وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا، ومنذ ذلك الحين، تطورت لتصبح إحدى أكبر الشركات النفطية والطاقوية في العالم.

تاريخ أرامكو يعكس تطور صناعة النفط والطاقة، وتأثيرها العميق على الاقتصاد العالمي والمجتمعات المحلية والعالمية. منذ بداية رحلتها، اجتذبت أرامكو الاهتمام بفضل قيادتها الرائدة في تطوير تقنيات الاستكشاف والإنتاج والتصنيع، والتزامها الثابت بالابتكار والتميز في جميع جوانب عملها.

يتمثل هدف هذا التقرير في استكشاف تاريخ أرامكو ومسيرتها الرائدة في صناعة النفط والطاقة، بدءًا من أوائل القرن العشرين وحتى الوقت الحالي.

 سنقوم بتسليط الضوء على أهم الإنجازات والمحطات التاريخية التي شهدتها الشركة خلال هذه السنوات، وكيف أثرت على الصناعة والمجتمعات التي تخدمها.

ما هي بداية استخراج النفط في السعودية؟

تاريخ بداية استخراج النفط في المملكة العربية السعودية يعود إلى عام 1938، حيث تم إرساء أولى لبنات ازدهار مستقبل المملكة في هذا القطاع. في عام 1933، تم توقيع اتفاقية الامتياز بين المملكة العربية السعودية وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال)، والتي أسهمت في تأسيس شركة تابعة لها تسمى بكاليفورنيا أرابيان ستاندارد أويل كومباني (كاسوك) لإدارة الاتفاقية.

بدأت أعمال حفر الآبار في عام 1935 بعد مسح صحاري المملكة لتحديد مواقع النفط. وعلى الرغم من سنوات من الجهد المضني دون أي نجاح يذكر، إلا أنه تم تحقيق النجاح في العام 1938، حيث تم استخراج كميات تجارية من النفط من بئر الدمام رقم 7 الذي أطلق عليه اسم 'بئر الخير'.

تاريخ شركة أرامكو

منذ نهاية أربعينيات القرن العشرين، شهدت شركة أرامكو نجاحات متتالية وتحقيقًا ملحوظًا في إنتاج النفط، مما أدى إلى رفع مكانة المملكة العربية السعودية في قطاع الطاقة.

بعد تغيير اسمها إلى أرامكو (شركة الزيت العربية الأمريكية)، بلغ إنتاج النفط الخام 500 ألف برميل يوميًا في عام 1949.

مع التوسع السريع في إنتاج النفط، تطلب من الشركة توسيع نطاق أعمالها في قطاع التوزيع أيضًا. في عام 1950، أكملت الشركة خط الأنابيب 'التابلاين' الذي يمتد لمسافة 1,212 كيلومترًا عبر البلاد العربية، والذي يعتبر الأطول في العالم. هذا الخط الأنابيب ربط المنطقة الشرقية في المملكة بالبحر الأبيض المتوسط، مما ساهم في تقليل زمن وتكلفة تصدير النفط إلى أوروبا بشكل كبير.

في عام 1951، تم اكتشاف حقل السفانية، أكبر حقل نفط بحري في العالم بعد عامين من التنقيب في مياه الخليج العربي الضحلة. وفي عام 1958، تجاوز إنتاج أرامكو من النفط الخام مليون برميل في سنة واحدة.

بحلول عام 1962، وصل الإنتاج التراكمي للنفط الخام إلى 5 بلايين برميل، وفي عام 1981، تجاوزت شحنات النفط الخام والمنتجات البترولية من الفرضة البحرية في رأس تنورة بليون برميل سنويًا للمرة الأولى.

كيف حققت الشركة الشهرة داخليًا

خلال فترة السبعينيات من القرن العشرين، لم تقتصر جهود شركة أرامكو على تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية في المملكة العربية السعودية، بل شملت أيضًا الاهتمام بالتراث السعودي. في عام 1973، اشترت الحكومة السعودية حصة تبلغ 25% في أرامكو، وزادت هذه الحصة إلى 60% في العام التالي.

وفي عام 1980، امتلكت الحكومة السعودية أرامكو بالكامل، وبعد ثمانية أعوام، تم إنشاء شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو رسميًا)، لتصبح الشركة الجديدة مسؤولة عن جميع أنشطة أرامكو. تم تعيين معالي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي كأول رئيس سعودي للشركة في عام 1984، ثم أول رئيس لأرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين في عام 1988.

وفي العام التالي، بدأت أرامكو تحولها من شركة منتجة ومصدرة للنفط إلى شركة بترول متكاملة، وأسس شراكة مع شركة تكساكو في الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم شركة ستار إنتربرايزز في عام 1989. وقد تطورت هذه الشركة لتصبح موتيفا، التي استحوذت عليها أرامكو بالكامل في عام 2017، وأصبحت المالك الوحيد لأكبر مصفاة لتكرير النفط الخام في أمريكا الشمالية في بورت آرثر، بولاية تكساس.

كيف توسعت شركة أرامكو على نطاق عالمي؟

خلال التسعينيات من القرن العشرين، عملت الشركة على تعزيز تواجدها العالمي من خلال توطيد علاقاتها وشراكاتها في مختلف أنحاء العالم. في هذا السياق، نفذت الشركة عدة استثمارات دولية، بدءًا من الاستحواذ على حصة تبلغ 35% في شركة سانغ يونغ أويل ريفايننغ في جمهورية كوريا في عام 1991.

وتوسعت الشركة في عام 1994 من خلال استحواذها على حصة قدرها 40% في بترون كوربريشن، أكبر شركة لتكرير وتسويق النفط في الفلبين. وفي عام 1996، نفذت المزيد من الاستثمارات في أوروبا من خلال الاستحواذ على حصة تبلغ 50% في شركة التكرير اليونانية موتور أويل (هيلاس) كورينث ريفاينريز، وشركة التسويق التابعة لها أفينويل إنداستريال كوميرشل آند ماريتايم أويل كومباني.

استخدام الشركة التقنيات المتطورة

مع اقتراب الألفية الجديدة، أصبح استخدام التقنيات المتطورة أمرًا حيويًا لمساعدة الشركة على اكتشاف النفط الخام واستخلاصه، مما جعل التقنية جزءًا لا يتجزأ من أعمالها.

في عام 1997، قامت الشركة بتطوير تقنية باورز (نظام المحاكاة المتوازية لمكمن النفط والماء والغاز)، وهو نظام محاكاة عالي الدقة يستخدم في إنشاء نماذج دقيقة للمكامن النفطية والتنبؤ بأدائها. وقد حققت هذه التقنية نجاحًا ملحوظًا، مما دفع أرامكو إلى تطوير مجموعة من البرامج المتقدمة للمحاكاة.

وفي عام 2000، أسست الشركة مركز البحوث والتطوير في الظهران، والذي يُعتبر قاعدة لشبكة من مراكز الأبحاث المنتشرة في جميع أنحاء العالم. هذه المراكز تعمل بجد لتحقيق إنجازات كبيرة في مجالات مثل زيادة معدلات الاكتشاف والاستخلاص وخفض التكاليف وتعزيز السلامة والحفاظ على البيئة.

سُلطت الضوء على نجاحات الشركة في مجال الابتكارات العالمية في عام 2010، حيث كشفت عن تقنيتها 'غيغاباورز'، التي تعد الجيل الثاني من تقنية 'باورز' وتستخدم خلايا معلومات تبلغ بليون خلية. وبعد ست سنوات، قامت الشركة بتطوير تقنية 'تيراباورز'، وهي أول نظام محاكاة للمكامن باستخدام تريليون خلية، مما يبرز التزامها بالابتكار والتطوير في هذا المجال.

الريادة العالمية

مع بداية الألفية الجديدة، واصلنا جهودنا في تعزيز تنويع أعمالنا لتحقيق رؤيتنا بأن نصبح الشركة الرائدة والمتكاملة عالميًا في مجال الطاقة والكيميائيات.

وقامت الشركة باستخدام تقنيات متطورة لاستخراج أقصى قيمة من كل برميل من النفط، بما في ذلك تطوير تطبيقات المواد اللامعدنية وتحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية ذات قيمة مضافة. هذا يسمح لنا بالتوسع في أسواق جديدة واستخدامات غير تقليدية للنفط والغاز.

كما واصلت الاستثمار في تطوير حلول جديدة لرفع كفاءة إنتاج الطاقة واستخدامها، مثل تطوير محركات عالية الأداء وتقنيات الوقود التي تعزز جودة الأداء وتقلل الانبعاثات من قطاع النقل.

أبرز ارقام وخطط أرامكو وانجازاتهم على مدار السنين

1933..توقيع اتفاقية امتياز النفط

1935..تم حفر بئر الاختبار الأول في قبة الدمام

1937..كبير الجيولوجيين ماكس ستاينكي يعبر المملكة السعودية لأول مرة

1938..كميات تجارية من النفط تم اكتشافها في بئر الدمام رقم 7

1939.. كميات تجارية من النفط تم اكتشافها في بئر الدمام رقم7

1940..اكتشاف حقل بقيق

1947..مرور عام على بدء العمل في رأس تنورة

1949..انتاج 500 الف برميل في اليوم من الزيت

1950..التابلاين

1951..كشف حقل السفانية البحري

1958..انتاج مليون برميل في اليوم من الزيت

1962..انتاج 5 مليارات برميل من النفط الخام

1970..شحنات رئيسية من رأس تنورة وتحقيق الشركة شهرتها

1977..بدء الأعمال في معمل الغاز البري

1980..الحكومة تستكمل شراء أرامكو

1984..اول رئيس سعودي للشركة

1985..تعيين اول سيدة مهندسة بترول في أرامكو

1996...أول مشروع للشركة مشترك مع اوروبا

2000..افتتاح مركز البحث والتطوير

2008..بداية تصميم الملك عبد العزيز الثقافي العالمي

2009..بداية مرحلة الانتاج في معمل

2010..ظهور تقنية قيقاباورز

2015..ارامكو تتعهد بخفض كثافة الغازات المسببة للاحتباس الحراري

2017..حصلت الشركة على 230 براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية

2019..ارامكو تتحول لشركة مساهمة عامة (تداول)

2020...ارامكو تستحوذ على 70% من الشركة

 السعودية للصناعات الأساسية 'سابك'.

2022..ارامكو تصدر تقريرها السنوي الأول للاستدامة

اقرأ أيضا