لماذا انخفضت أسعار النفط بعد قرار أوبك بلس.. وما علاقة مخزونات الهند وأميركا؟


أنسيّات الطاقة تكشف أسباب تراجع أسعار النفط: الحجي يوضح الدور الهندي والمخزون الروسي

الاحد 09 يونية 2024 | 06:00 مساءً
النفط
النفط
فهد السليماني

بعد انتهاء اجتماعات أوبك بلس التي تم خلالها اتخاذ قرارات بتمديد خفض الإنتاج، شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا أثار مخاوف بعض المتعاملين في أسواق الطاقة، رغم أن هذا التراجع كان متوقعًا ومبررًا. ولهذا قام موقعنا الاقتصاد السعودي في هذا التقرير برصد أسباب انخفاض الأسعار.

قرارات الاجتماع الوزاري الـ 37 لتحالف أوبك باس

بعد انتهاء الاجتماع الوزاري السابع والثلاثين لتحالف أوبك بلس، تبنى تحالف أوبك بلس سلسلة من القرارات التي زادت من حالة عدم اليقين في سوق النفط، حيث ينفذ التحالف حاليًا خفضًا إجماليًا لإنتاج النفط بمقدار 5.86 مليون برميل يوميًا، ما يعادل 5.7% من الطلب العالمي على الخام. ومن بين هذه القرارات:

- تمديد مستويات الإنتاج الحالية من النفط الخام حتى ديسمبر العام المقبل، مما يعني استمرار التخفيضات التي بلغت 3.66 مليون برميل يوميًا حتى ذلك الحين.

- زيادة حصة الإمارات الإنتاجية بشكل تدريجي بمقدار 300 ألف برميل يوميًا في الفترة بين يناير وسبتمبر 2025.

- تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا حتى سبتمبر المقبل، مع خطة لإلغاء هذا الخفض تدريجيًا اعتبارًا من أكتوبر المقبل وحتى سبتمبر 2025، وفقًا لظروف السوق.

ماذا قال المحللين عن القرارات الأخيرة؟

تباينت آراء المحللين وبنوك الأبحاث بشأن القرارات الأخيرة التي اتخذها تحالف أوبك بلس وتداعياتها المحتملة على توازن سوق النفط العالمي، ونستعرض لكم ذلك التباين في موقعنا الاقتصاد السعودي كما يلي:

- يشير محلل الطاقة في 'جيفريز'، جياكومو روميو، إلى أن إعادة بعض إنتاج النفط اعتبارًا من أكتوبر المقبل قد يكون قرارًا سلبيًا محدودًا إضافيًا على الأسواق، وقد يؤدي إلى تحول في رصد المخزون من السحب إلى الزيادة المحدودة.

- بنكا 'يو بي إس' و'آر بي إس كابيتال' يعبران عن ثقتهما في قدرة تحالف أوبك بلس على الحفاظ على سيطرته على السوق.

- أما أمريتا سين من 'إنرجي أسبكتس'، فتعتقد أن القرار قد يهدئ مخاوف السوق بشأن زيادة الإمدادات في ظل استمرار المخاوف بشأن الطلب.

- تقديرات أوبك تشير إلى متوسط طلب على نفطها بنحو 43.6 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من العام الحالي، مع سحب من المخزونات بحوالي 2.63 مليون برميل يوميًا، إذا ما استمرت المجموعة في الحفاظ على مستويات الإنتاج.

- وكالة الطاقة الدولية تتوقع طلبًا أقل بقليل من تقديرات أوبك بلس لعام 2024، حيث تصل إلى 41.9 مليون برميل يوميًا.

- بينما يعتبر 'جولدمان ساكس' أن بدء الإلغاء التدريجي للخفض الطوعي يمثل تطورًا هبوطيًا للأسعار، خاصة مع زيادات غير متوقعة في إنتاج الخام من بعض المناطق الأخرى حول العالم.

أثارت قرارات تحالف أوبك بلس الأخيرة تكهنات المحللين حول مستقبل سوق النفط وتداعياتها المحتملة على الإمدادات، حيث أشارت التحليلات والتقديرات بعض النقاط التي نستعرضها لكم خلال السطور التالية

- يعتبر 'ستيفن إينيس' من 'إس بي إي أسيت مانجمنت' أن فعالية استراتيجية أوبك بلس تتوقف على الالتزام الجماعي للمجموعة وتنفيذ التخفيضات المتفق عليها، مشيرًا إلى أن الاجتماع المقبل للتحالف قد يوضح المزيد حول خطط عودة المزيد من الإمدادات إلى السوق.

- يرى 'رعد القادري' من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن أسواق النفط قد لا تكون مخيبة للآمال من قرارات أوبك بلس، مشيرًا إلى قدرة التحالف على تغيير المسار وتعديل الإمدادات وفقًا لتطورات السوق.

- تعتبر 'هيليما كروفت' من 'آر بي سي كابيتال ماركتس' أن بعض المتابعين رأوا البيان الصادر عن أوبك بلس كمؤشر سلبيًا بسبب خطط إعادة بعض الإمدادات إلى السوق، لكنها تؤكد أن التحالف سيتخذ القرارات المستقبلية بناءً على البيانات المتاحة، وفي حال تدهور الوضع قد يتم تجميد خطط الإنتاج الجديدة.

"أنسيّات الطاقة" تكشف أسباب تراجع أسعار النفط: الحجي يوضح الدور الهندي والمخزون الروسي

في حلقة جديدة من برنامجه 'أنسيّات الطاقة'، التي قُدّمت في 4 يونيو، تناول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، أسباب تراجع أسعار النفط العالمية. أوضح الحجي أن هناك مبالغات كبيرة بشأن المخزونات النفطية الهندية ترتبط بالانتخابات الحالية، مشيرًا إلى أن الكذب والتزوير كانا واضحين خلال الأشهر الماضية.

الحجي شدد على أن البيانات الحقيقية، سواء المتعلقة بالشحن أو الواردات والصادرات، تُظهر ارتفاعًا في المخزونات الهندية، مما يشير إلى انخفاض الاستهلاك الداخلي رغم عدم تغيّر واردات وصادرات الهند.

صادرات النفط الروسي إلى الهند

واوضح الحجي، أن ما يؤكد كلامه هو انهيار سوق الاسهم، وذلك جاء بعد اكتشاف الأمر، موضحًا أن ذلك يؤكد وجود مشاكل كبيرة في الهند.

وقال الحجي أنه عند النظر إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، يمكن ملاحظة أن الطلب على النفط لا يزال ضعيفًا. ورغم وجود نمو في الطلب، إلا أن هذا النمو بطيء، مما يؤثر على أسعار النفط.

وأضاف: 'أوبك لا تزال تتوقع أن ينمو الطلب على النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا. وقد أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان عدة مرات أن توقعات أوبك هي مثل أي توقعات أخرى، حيث يتم النظر إليها ومقارنتها بتوقعات أخرى قبل اتخاذ القرارات'.

توقعات قابلة للتغيير

وأشار الدكتور أنس الحجي إلى أن وكالة الطاقة الدولية ترى أن النمو في الطلب على النفط قد يكون نصف ما تتوقعه أوبك، أي 1.1 مليون برميل يوميًا. وأضاف: 'توقعات شركتنا تشير إلى أن النمو سيبلغ 1.48 مليون برميل يوميًا، وذلك نظرًا للتحديات الاقتصادية في بعض البلدان مثل الصين والهند'.

وأكد أن هذه التوقعات قابلة للتغيير بسرعة، ومن الممكن تعديلها تمامًا في غضون شهر، في حال تغيرت الظروف الاقتصادية، سواء بالارتفاع أو الانخفاض.

المخزون الاستراتيجي والانتخابات الرئاسية

الخبير في اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، أوضح أن الوضع الاقتصادي في أميركا يواجه تحديات كبيرة في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، حيث تزداد صعوبة الوضع الاقتصادي الذي يتدهور باستمرار.

وأشار إلى أن التنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة يصبح أصعب نظرًا لتأثير الوضع الاقتصادي على الساحة السياسية، مع العلم بأن إدارة بايدن كانت تعمل على ملء المخزون الاستراتيجي للنفط بمعدل 3 ملايين برميل شهريًا.

وأضاف أن الإدارة طلبت عروضًا من الشركات لتقديم أسعار مخفضة للنفط لملء المخزون الاستراتيجي في شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين قبل الانتخابات، لكن تم تعليق هذه العروض بعد التوترات المتزايدة في المنطقة بسبب تهديدات إيران المحتملة لإسرائيل.

وأوضح أن هذا الوضع يفتح الباب أمام إدارة بايدن لسحب النفط من المخزون الاستراتيجي خلال شهري أغسطس وسبتمبر، مع اقتراب نهاية التخفيضات التي تقوم بها منظمة أوبك والدول المنتجة الأخرى في شهر سبتمبر.

ماذا يفعل بايدن؟

توقع الدكتور أنس الحجي أن يقوم بايدن بسحب بين 30 و 60 مليون برميل من المخزون الاستراتيجي للنفط الأميركي، مما قد يؤثر في قرارات منظمة أوبك بشأن زيادة الإنتاج. ومن المعروف أن إدارة بايدن قررت بالفعل الشراء لملء المخزون، لكن يتواجهون بتحديات مثل موسم الأعاصير المتوقع في خليج المكسيك، حيث قد يتوقف إنتاج النفط هناك، مما يجعل أوروبا في حاجة ماسة للغاز الروسي. وقد تؤثر هذه التحديات في قرارات الشركات بالسحب من المخزون الاستراتيجي أو مطالبة الإدارة بالسحب.

أوبك ووكالة الطاقة الدولية
النفط

اقرأ أيضا