شركة النفط العالمية شل (Shell) أعلنت عن تعليق بناء أحد أكبر مصانع الوقود الحيوي في أوروبا، في خطوة مفاجئة أعلنتها الشركة.
في سبتمبر 2021، أعلنت شل قرار الاستثمار النهائي في مشروع بناء مصنع لإنتاج الوقود الحيوي من المخلّفات بسعة 820 ألف طن سنويًا، وكان المصنع مخططًا للإنتاج في مدينة روتردام الهولندية ضمن مجمع الطاقة والكيماويات التابع لشركة شل.
وبشكل غير متوقع، أعلنت شل وقفًا مؤقتًا لأعمال البناء داخل المشروع، الذي كان من المفترض أن يبدأ الإنتاج فيه خلال العام الجاري 2024.
تعريفاً من منصة الطاقة المتخصصة التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، يعتبر الوقود الحيوي مصدراً أكثر استدامة من المصادر التقليدية التي تعتمد على النفط، حيث يتم إنتاجه من الكائنات الحية مثل الحيوانات والنباتات كالحطب والخشب، لاستخدامه كوقود بديل للسيارات أو الكهرباء من خلال إنتاج الديزل والإيثانول الحيوي.
يأتي قرار شل في وقت يشهد اتجاهاً عالمياً نحو الاستثمار في الطاقات المتجددة والهيدروجين، ويعكس التحديات والتعقيدات التي قد تواجه الشركات في هذا القطاع، حيث سبقتها شركة النفط البريطانية بي بي (BP) في إعلانها عن تعليق مشروعين مماثلين في ألمانيا والولايات المتحدة.
منذ تولي وائل صوان رئاسة شركة شل في يناير 2023، ركزت الشركة على المشروعات الأكثر ربحية مثل النفط والغاز، وقامت بإلغاء وبيع بعض المشروعات في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين.
السبب وراء وقف مصنع شل للوقود الحيوي
شركة شل أعلنت اليوم أن قرارها بوقف مؤقت لبناء أحد أكبر مصانع الوقود الحيوي في أوروبا يهدف إلى ضمان التنافسية المستقبلية في ظل ظروف السوق الحالية.ووفقًا للشركة، سيؤدي هذا التوقف إلى تقليص عدد المقاولين في موقع البناء وبطء وتيرة الأنشطة، مما يساعد في التحكم بالتكاليف وتحقيق أقصى استفادة من تسلسل الأعمال بالمشروع.
من المتوقع أن تُجرى شل مراجعة لمشروعها نتيجة لتدهور قيمته، وسيتم الإعلان عن تطورات هذه المراجعة خلال إعلان النتائج الفصلية للنصف الثاني من العام، والمقرر صدوره في يوليو/تموز الجاري.
هيوبرت فيجيفينو، مدير شؤون التكرير والطاقة المتجددة وحلول الطاقة في شل، أوضح أن توقف البناء المؤقت سيمكن الشركة من تقييم الطرق التجارية بشكل أفضل لمواصلة تنفيذ المشروع بكفاءة.
وأكد فيجيفينو أن الوقود المستدام لا يزال جزءًا أساسيًا من استراتيجية شل، مشيرًا إلى التزام الشركة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، من خلال استخدام المصادر الحيوية للمساعدة في إزالة الكربون بطرق مربحة للشركة وعملائها.
وختم البيان الصحفي بتأكيد استمرار شل في استثمار رأس المال بطرق مدروسة لتحقيق قيمة أعلى مع تقليل الانبعاثات بشكل أكبر، مؤكدًا على التزام الشركة بالاستدامة والابتكار في قطاع الطاقة.
شركة شل (shell) والحياد الكربوني
هذا المشروع يدعم هولندا ودول أوروبا في تحقيق أهداف خفض الانبعاثات، ويساهم في رؤية شل لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. تستهدف شل خفض إنتاج الوقود التقليدي بنسبة 55% بحلول عام 2030، وتسعى لتقديم أنواع وقود منخفضة الكربون مثل الوقود الحيوي للنقل والطيران والهيدروجين.
كشركة رائدة في تجارة الطاقة، تستخدم شل الوقود الحيوي بشكل واسع في مشروعاتها، بما في ذلك مشروعها المشترك في البرازيل رايزن، حيث تعد أكبر منتج للميثانول الحيوي ورائدة عالميًا في إنتاج الإيثانول من قصب السكر.
وفي إطار التزامها بالاستدامة، كشفت شل عن خطط للاستثمار بين 10 و15 مليار دولار حتى عام 2025، لدعم تطوير حلول الطاقة المنخفضة الكربون، بما في ذلك التنقل الكهربائي والطاقة المتجددة والهيدروجين واحتجاز الكربون وتخزينه.
سوق الوقود الحيوي في أوروبا
سوق الوقود الحيوي في أوروبا يواجه ضغوطًا متزايدة بفعل تنافسية الواردات من الصين، التي تصدرت قائمة أكبر الدول المنتجة للوقود الحيوي عالميًا في عام 2023. يُظهر الرسم البياني الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة هذا التوزيع.خلال عام 2024، تراجعت قيمة أسهم شركة نيستي الفنلندية، الرائدة في إنتاج الوقود الحيوي، إلى النصف تقريبًا وفقًا لتقرير من 'فاينانشيال تايمز'.
أوروبا ساهمت بنسبة 15% من إنتاج الوقود الحيوي عالميًا في عام 2023، حيث بلغ إنتاجها يوميًا ما يصل إلى 313 ألف برميل نفط مكافئ، مقارنة بـ 308 ألف برميل نفط مكافئ في عام 2022.
في المقابل، ارتفع إنتاج الصين من الوقود الحيوي بنسبة 8.5%، حيث بلغ 78 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا في عام 2023، مقارنة بـ 72 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا في عام 2022.