في خطوة قد تغيّر مسار تطور الذكاء الاصطناعي، تعمل شركة OpenAI على مشروع سري جديد يحمل اسم "الفراولة"، يهدف إلى تزويد نماذج الذكاء الاصطناعي بقدرات تفكير متقدمة تشبه تلك الموجودة لدى البشر. وفقاً لوثيقة داخلية حصلت عليها "رويترز"، يركز المشروع على تمكين الذكاء الاصطناعي من البحث بشكل مستقل على الإنترنت، مما يعزز من قدرته على التخطيط المسبق للمهام المعقدة.
كان المشروع يُعرف سابقاً باسم Q* (يُنطق "Q star")، وأظهرت العروض التوضيحية له قدرته على الإجابة عن "أسئلة العلوم والرياضيات الصعبة". يُعتبر هذا المشروع خطوة كبيرة بعد نجاح نموذج ChatGPT، حيث يسعى إلى تحقيق قفزة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي.
ما زالت المعلومات حول مشروع "الفراولة" قليلة، ولا يُعرف مدى تقدمه في التطوير. ومع ذلك، يُعتقد أن هذا المشروع يمثل النظام الذي أظهر مهارات تفكير شبيهة بالإنسان، والتي تم الكشف عنها في اجتماع شامل لموظفي OpenAI مؤخراً.
ووفقاً لموقع "إنجادجت"، فإن الهدف الأساسي من مشروع "الفراولة" هو تطوير قدرة الذكاء الاصطناعي على إجراء "بحث عميق"، مما يشكل قفزة هائلة في إمكانيات الذكاء الاصطناعي الحالية.
في هذا السياق، أعلنت OpenAI عن نموذجها الجديد GPT-4O، وهو نسخة محسنة من نموذج GPT-4. يتميز GPT-4O بقدرات متقدمة في معالجة النصوص والصوت والمواد المرئية، مما يجعله قادراً على التعامل مع مختلف أنواع البيانات. والأكثر إثارة هو أن OpenAI قررت إتاحة هذا النموذج مجاناً لجميع المستخدمين، مما يمثل تحولاً كبيراً عن نموذج GPT-4 الذي كان مخصصاً للمشتركين بدفع أو لقطاع الأعمال.
يأتي هذا النموذج الجديد ليحدث نقلة نوعية في طريقة التفاعل بين الإنسان والحاسوب، حيث يزود ChatGPT بقدرات متقدمة لمعالجة النصوص والأوامر الصوتية، بالإضافة إلى القدرة على فهم وإدراك الصور باستخدام كاميرا الهواتف الذكية. وتم تدعيم النموذج بأدوات مبتكرة تمكنه من فهم الأصوات المتداخلة عند إجراء محادثات بلغات مختلفة، بالإضافة إلى الترجمة الفورية لهذه المحادثات.
ويستطيع النموذج الجديد أيضاً تحليل نبرة الصوت وفهم المشاعر من خلال ملامح الوجه، مما يعزز من قدرة الذكاء الاصطراعي على التفاعل بطرق أكثر إنسانية وفهمًا للتواصل البشري.
مع هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن OpenAI تسعى جاهدةً لتحقيق رؤيتها في دمج الذكاء الاصطناعي مع التفكير البشري، مما قد يفتح آفاقاً جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي ويغير من طبيعة التفاعل بين الإنسان والآلة إلى الأبد.