في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، سجلت أسعار النفط اليوم الأربعاء ارتفاعًا كبيرًا، متجاوزة حاجز 80 دولارًا للبرميل، وسط عمليات اغتيال طالت زعامات كبرى في حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
اغتيالات ترفع الأسعار
بدأت أسعار النفط في الصعود خلال التعاملات الصباحية بأوروبا، بعد تقارير عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في إيران. جاء هذا الاغتيال بعد ساعات فقط من إعلان إسرائيل قتل القائد العسكري الكبير لحزب الله، فؤاد شكر، في غارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت، ردًا على هجوم لحزب الله على مرتفعات الجولان.
قفزات في الأسعار
وفقًا لموقع 'أويل برايس'، قفز سعر نفط خام غرب تكساس الوسيط (الخام الأمريكي) في العقود الآجلة (تسليم سبتمبر) بنسبة 2.44% ليصل إلى 76.55 دولار للبرميل، بحلول الساعة 11 صباحًا بتوقيت غرينتش. كما زاد سعر خام برنت (مزيج القياس العالمي) بنسبة 2.09% ليصل إلى 80.27 دولار للبرميل. وسجل خام مربان (الخام الرئيسي لدولة الإمارات) زيادة بنسبة 3.06% ليصل إلى 80.74 دولار للبرميل.
تأثير المخاطر الجيوسياسية
في ظل التطورات الأخيرة، كانت السوق 'تخصص علاوة مخاطر أعلى للنفط' في وقت مبكر من يوم الأربعاء، حسب وارن باترسون وإيوا مانثي، استراتيجي السلع الأساسية في مؤسسة ING. وأوضح جاراف شارما، محلل النفط المستقل في لندن، أن 'المخاطر الجيوسياسية المرتفعة لا توفر سوى راحة مؤقتة للنفط. وما لم يتم ضرب البنية التحتية للنفط والغاز، فمن غير المرجح أن يستمر الارتفاع الأخير'.
قيود تعيق المزيد من الصعود
رغم الارتفاعات الحالية، يظل خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط في طريقهما لتسجيل أكبر خسارة شهرية لهما منذ أكتوبر 2023، بسبب المخاوف المستمرة بشأن توقعات الطلب في الصين والتزام أوبك+ باتفاقها الحالي بشأن الإنتاج. ومن المتوقع أن يعقد كبار الوزراء من أوبك+ اجتماعًا مشتركًا للجنة المراقبة الوزارية المشتركة عبر الإنترنت يوم الخميس.
تباطؤ الطلب الصيني
يؤثر تباطؤ الطلب على الوقود في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، على أسواق النفط. وقال شارالامبوس بيسوروس، كبير المحللين الاستثماريين في شركة إكس إم للوساطة المالية: 'المخاوف بشأن الطلب الصيني لا تزال مرتفعة مع انخفاض مؤشرات مديري المشتريات، مما يشير إلى أن أي مكاسب إضافية بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد تظل محدودة وقصيرة الأجل'.
في ظل التوترات السياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، تحلق أسعار النفط عالياً، لكن المخاوف بشأن الطلب العالمي والتزامات أوبك+ قد تحد من استمرار هذا الارتفاع. يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الأسواق من تجاوز هذه التحديات والحفاظ على الأسعار المرتفعة أم أن الأمور ستعود إلى التراجع مرة أخرى؟