في إطار جهودها المستمرة لمواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق أهداف الاستدامة، تعزز شركات النفط في الخليج العربي مبادراتها لتقليل انبعاثات غاز الميثان وتقليل حرق الغاز. تسعى هذه الشركات إلى تحقيق توازن بين الإنتاج الكبير للطاقة وتقليل الآثار البيئية السلبية، مما يعكس التزامها الراسخ بالمساهمة في حماية البيئة والحد من التغير المناخي.
إنجازات شركات النفط الخليجية
قامت الشركات النفطية في الخليج العربي بتحقيق تقدم ملحوظ في خفض انبعاثات الميثان وتقليل معدل حرق الغاز. تستعين هذه الشركات بتقنيات حديثة مثل الكشف عن التسرّبات عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار، وتعمل على تقليل حرق الغاز واستغلاله بشكل أفضل لتعزيز الإنتاجية. هذه الجهود تضع الشركات الخليجية في مقدمة المبادرات العالمية للحد من الانبعاثات.
تحديات عالمية في حرق الغاز خلال العام الماضي
رغم هذه النجاحات، شهد العالم زيادة في حرق الغاز خلال العام الماضي، حيث ارتفع إلى 148 مليار متر مكعب، بزيادة قدرها 9 مليارات متر مكعب مقارنة بالعام 2022. تعكس هذه الزيادة التحديات المستمرة في تقليل حرق الغاز وتحقيق الأهداف البيئية المنشودة.
شركة أرامكو السعودية
تمكنت شركة أرامكو السعودية من الحفاظ على مستوى منخفض من كثافة انبعاثات غاز الميثان عند 0.05%، مما يجعلها رائدة في تحقيق أهداف الحياد الكربوني بين شركات النفط الخليجية. انخفضت انبعاثات غاز الميثان إلى 27.7 ألف طن متري، على الرغم من ارتفاع كثافة حرق الغاز إلى 5.64 قدمًا مكعبة لكل برميل في 2023. تسعى الشركة لتحقيق الحياد الكربوني في النطاقين 1 و2 بحلول عام 2050، مع هدف خفض كثافة الانبعاثات الكربونية بمقدار 52 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2035.
شركة أدنوك الإماراتية
خفضت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) انبعاثات غاز الميثان بنسبة 20% إلى 28.5 ألف طن، وسجلت انخفاضًا في كثافة الانبعاثات إلى 7 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون لكل برميل. ومع ذلك، ارتفعت كمية حرق الغاز إلى 25.97 مليار قدم مكعبة بسبب الانقطاعات غير المخطط لها. تسعى أدنوك إلى خفض كثافة انبعاثات غاز الميثان إلى 0.15% بحلول عام 2025 والقضاء على الحرق الروتيني للغاز بحلول عام 2030، مع هدف الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2045.
شركة نفط الكويت
سجلت شركة نفط الكويت مستويات منخفضة في حرق الغاز بنسبة 0.69%، على الرغم من زيادة طفيفة مقارنة بالعام السابق (0.45%). تعكس هذه النسبة المنخفضة جهود الشركة في تقليل حرق الغاز وتعظيم استفادتها منه، خصوصًا في ظل اعتماد الكويت على استيراد هذا الوقود. تستهدف الشركة تحقيق معدل صفري لحرق الغاز بحلول عام 2030 والوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2050.
تستمر شركات النفط الخليجية في تعزيز استراتيجياتها البيئية وتحديث خططها لتحقيق أهداف الاستدامة والحفاظ على البيئة، مما يعكس التزامها العميق بالمساهمة في حل التحديات البيئية العالمية.