قامت 13 ولاية أميركية ومنطقة كولومبيا، يوم الثلاثاء، برفع دعاوى قضائية ضد منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة 'تيك توك'، متهمةً إياها بإيذاء المستخدمين الصغار وعدم توفير الحماية الكافية لهم. تأتي هذه الدعاوى لتوسّع المعركة القانونية ضد تيك توك، المملوكة لشركة 'بايت دانس' الصينية، والتي تواجه بالفعل ضغوطًا من الجهات التنظيمية الأميركية.
اتهامات بتعمد إدمان المستخدمين الصغار لتحقيق أرباح تجارية
تتهم الولايات المتحدة تيك توك باستخدام برامج تهدف إلى إدمان المستخدمين على التطبيق، خاصة الأطفال والمراهقين، من خلال إبقائهم مشدودين للشاشات لأطول فترة ممكنة. كما اتُهمت المنصة بعدم تفعيل ميزات الإشراف على المحتوى بشكل فعّال لحماية المستخدمين الصغار. وفي بيان أصدره المدعي العام لولاية كاليفورنيا، روب بونتا، قال: 'تيك توك يعزز إدمان وسائل التواصل الاجتماعي لتعظيم أرباحه، ويستهدف الأطفال عمداً لأنهم لا يمتلكون بعد القدرة على وضع حدود صحية حول المحتوى الذي يسبب الإدمان'.
تحذيرات من التأثيرات السلبية على الصحة العقلية للشباب
من جهتها، أكدت المدعية العامة في نيويورك، ليتيتيا جيمس، أن الشباب يواجهون مشاكل متزايدة في صحتهم العقلية نتيجة للاستخدام المتواصل لوسائل التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أن منصات مثل تيك توك تزيد من خطر الإدمان على المحتوى.
تيك توك تنفي الاتهامات وتدافع عن إجراءات الأمان
رداً على هذه الاتهامات، نفت شركة تيك توك بشدة هذه الادعاءات، ووصفت الكثير منها بأنها 'غير دقيقة ومضللة'. وأعربت الشركة عن خيبة أملها من اختيار الولايات للمقاضاة بدلاً من العمل مع المنصة على إيجاد حلول بناءة للمشاكل التي تواجه الصناعة بأكملها. كما أشارت إلى أن تيك توك يوفر ميزات أمان مخصصة للقاصرين، مثل حدود وقت الشاشة الافتراضية وإعدادات الخصوصية للمستخدمين تحت سن 16 عامًا.
اتهامات إضافية بتسهيل استغلال المستخدمين القاصرين وإدارة أعمال غير مرخصة
في دعوى منفصلة، اتهم المدعي العام في العاصمة واشنطن، برايان شوالب، تيك توك بتسهيل استغلال المستخدمين القاصرين من خلال ميزات البث المباشر والعملة الافتراضية، مدعياً أن هذه الخصائص تعمل 'مثل نادي تعري افتراضي بدون قيود عمرية'. كما أضاف شوالب أن تيك توك متورط في إدارة أعمال تحويل أموال غير مرخصة من خلال هذه الميزات.
تصاعد الضغط القانوني ضد تيك توك وسط تهديدات بالحظر
تأتي هذه الدعاوى القضائية في وقت تواجه فيه تيك توك ضغوطاً متزايدة في الولايات المتحدة. ففي أغسطس الماضي، رفعت وزارة العدل الأميركية دعوى ضد تيك توك بسبب مزاعم حول عدم حماية خصوصية الأطفال على التطبيق. كما تخوض شركة 'بايت دانس' معركة قانونية ضد قانون أميركي قد يؤدي إلى حظر تيك توك في الولايات المتحدة.
المعركة القانونية حول تيك توك تزداد اشتعالاً، مع تصاعد المخاوف من تأثيرات المنصة على الأطفال واستمرار الاتهامات الموجهة ضد الشركة الأم الصينية.