يبدأ بعد غد الاثنين المنتدى العالمي للمدن الذكية 2024 والذي يعقد في العاصمة الرياض على مدى يومين والذي تشارك فيه 40 دولة لاستعراض تجربتها في مشاريع بناء المدن الذكية، ومناقشة مستقبلها وأثرها على المجتمعات البشرية، وذلك لتشكيل رؤية طموحة ورسم قواعد أساسية تدعم خطط التطوير، بما يعزز جودة الحياة.
أحدث ما توصلت إليه مشروعات بناء المدن الذكية عالميًا
كما سيبحث المنتدى الذي تنظمه الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي 'سدايا' بالتعاون مع وزارة الداخلية، ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، تحت شعار (حياة أجود)، أحدث ما توصلت إليه مشروعات بناء المدن الذكية عالميًا ، ناهيك عن التطرق إلى دعم جهود الحكومات حول العالم في تبني نماذج مبتكرة لحلول ذكية تساهم في رفع مستوى الخدمات والسلامة العامة بما يعزز الاستدامة البيئية ليكون الإنسان فيها محور التنمية، وتحفيز رجال الأعمال من مختلف دول العالم على الاستثمار في بناء حلول ذكية تدعم الابتكار وتحقق التوازن بين متطلبات الإنسان وازدهار اقتصاد المدن.
الهجرة من الأرياف إلى المدن
و يتوقع خبراء المدن الذكية أن ينمو سوق تقنيات هذه المدن في السعودية بما يقارب من 19.6% تراكمي سنويا بين عامي 2020، و 2027، وأن تبلغ مساهمة المدن الذكية في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نحو 23 مليار ريال بحلول عام 2025.
وتقول التقارير السكانية إن الهجرة من الأرياف إلى المدن يمكن أن تسهم بنحو 2.5 مليار شخص إضافي في المناطق الحضرية بحلول عام 2050، وهذا يؤكد بوضوح أن المدن تُولِّد أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتعد المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي العالمي، وتستهلك ثلثي الاستهلاك العالمي للطاقة.
الاستثمارات في التقنيات والبنية التحتية للمدن الذكية
ووفقًا لتوقعات الهجرة الحضرية في العالم الصادرة عن الأمم المتحدة فإن عدد سكان المناطق الحضرية في العالم سيصل إلى 68 % بحلول عام 2050م، ونتيجة لذلك ازداد الإنفاق العالمي على تقنيات المدن الذكية، كما توقع تقرير صادر عن شركة ماكينزي أن يصل الإنفاق على المدن الذكية إلى 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2025، وقد يرتفع إلى 2.1 تريليون دولا بحلول عام 2030، ويشمل هذا الإنفاق الاستثمارات في التقنيات والبنية التحتية للمدن الذكية، مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أطلقت فيه السعودية العديد مـن برامج رؤية المملكة 2030 التي تتناول في مستهدفاتها جوانب مختلفة من التحـّول الحضري فـي مجال تطوير المدن الذكية، فيما شرعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) منذ إنشائها عام 2019م في أن تكون الممكن الرئيس لأجندة المدن الذكية في المملكة بوصفها المرجع الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل كما نص تنظيمها، إضافة إلى جهودها المتمثلة في إطلاق العنان لقيمة البيانات كأصول وطنية من خلال إنشاء سياسات ولوائح وتنفيذ مختلف المبادرات المتعلقة بالبيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي.
كشف مظاهر التشوه البصري بشكل آلي
وطوّرت 'سدايا' خوارزميات ونماذج لكشف مظاهر التشوه البصري بشكل آلي ومستمر؛ بهدف رفع مستوى تقديم الخدمات البلدية والسكنية، وتحقيق الاستدامة الحضرية في مناطق المملكة كافة ومنها مدينة الرياض، إضافة إلى رصد مستويات المسطحات الخضراء فيها حيث طورت خوارزميات ونماذج للكشف عن مستوى التشجير وزيادة تغطية المساحات الخضراء للفرد، وبلغت نسبة زيادة حصة الفرد من المساحات الخضراء 9 % ، وقام مكتب إدارة البيانات الوطنية بتطوير ونشر تسع سياسات خاصة بالبيانات الأساسية، بما في ذلك البيانات المفتوحة وخصوصية البيانات ومشاركة البيانات لزيادة نضج المنظومة العامة.
إلى ذلك، توقع مختصون في الذكاء الاصطناعي أن تنمو السوق العالمية لبرمجيات وأجهزة وخدمات المدن الذكية إلى (1.4) تريليون دولار عام 2030 حيث يمكن أن تساعد تطبيقات المدن الذكية المدن في إحراز تقدم معتدل أو كبير بنحو 70% من أهداف التنمية المستدامة وفي تحسين بعض مؤشرات جودة الحياة بنسبة تصل إلى 30%.