وأجرى المسؤولون التنفيذيون بشركة 'نتفليكس' مناقشات خلال الأشهر الأخيرة بشأن كيفية تحقيق إيرادات من ألعاب الفيديو الخاصة بها، وفقاً لإفادات أوردها تقرير نشرته صحيفة 'وول ستريت جورنال'، عن أشخاص مطلعين على المناقشات. وقالت الشركة ، إنها تخطط لزيادة إيراداتها من ألعاب الفيديو للسنوات المقبلة، في تحول محتمل باستراتيجية شركة البث الرقمي.
مجموعة مجانية من الألعاب الإلكترونية
وتوفر 'نتفليكس' لجميع مشتركيها حالياً مجموعة مجانية من الألعاب الإلكترونية، ضمن استراتيجية للإبقاء على عودة المستخدمين إلى منصة البث الرقمي عندما تكون أفلامهم ومسلسلاتهم المفضلة بين المواسم، وكذلك لجذب مستخدمين جدد.
ونقلت الصحيفة عن المصادر أن بعض الأفكار التي نوقشت تشمل عمليات الشراء داخل التطبيق، أو تحصيل رسوم على الألعاب الأكثر تطوراً التي تطورها، أو إتاحة الألعاب التي تحتوي على إعلانات للمشتركين في المستوى الذي يدعم الإعلانات.
ومن شأن مثل هذه التحركات أن تمثل محوراً لـ'نتفليكس'، التي قاومت وضع الإعلانات، أو عمليات الشراء داخل التطبيق في ألعابها.
إعطاء مطوري الألعاب القدرة على التفكير
وقال الرئيس التنفيذي المشارك لشركة 'نتفليكس' جريج بيترز، للمستثمرين في أبريل: 'نريد أن نوفر تجربة ألعاب مميزة، وجزء من ذلك هو إعطاء مطوري الألعاب القدرة على التفكير في صنع ألعاب تنصب بالكامل على إمتاع اللاعبين دون القلق بشأن أشكال أخرى للدفع، سواء كانت إعلانات، أو مدفوعات داخل اللعبة'.
وتشجع 'نتفليكس' النقاش المفتوح داخلياً بشأن استراتيجيتها، وهي ركيزة أساسية في ثقافتها، ولا تعني مثل هذه المناقشات أن الشركة ستقرر تحقيق الدخل من الألعاب.
وتعد هذه المناقشات أحدث مثال على كيفية قيام الشركة، بشكل مستمر، بإعادة تقييم التوازن بين تجربة العملاء، والحاجة إلى كسب المال.
وقاومت 'نتفليكس' في السابق هذه التحركات مثل القضاء على مشاركة كلمة المرور، وإطلاق مستوى مدعوم بالإعلانات لخدمتها، لأنها كانت قلقة بشأن تجربة المستخدم، قبل أن تعكس المسار على الجبهتين في العامين الماضيين.
ألعاب الجوال التي يمكن للمشتركين تنزيلها مجاناً
ويتزايد عدد المستخدمين الذين يقومون بتنزيل ألعاب 'نتفليكس'، لكنه لا يزال صغيراً. ووفقاً لتقديرات شركة Apptopia الأميركية، فإنه اعتباراً من أكتوبر الماضي، كان أقل من 1% من المشتركين العالميين في 'نتفليكس' يلعبون ألعابها يومياً.
وأوضحت 'نتفليكس' أن استراتيجيتها للألعاب - والتي بدأت في عام 2021، وتتكون حتى الآن من ألعاب الجوال التي يمكن للمشتركين تنزيلها مجاناً - رهان طويل الأجل.
واشترت الشركة عدداً من استوديوهات الألعاب الصغيرة على مدار السنوات القليلة الماضية، وبدأت إنتاج المزيد من الألعاب التي تركز على عروضها وأفلامها الخاصة.
وكانت أكثر ألعابها الأصلية شهرة هي Too Hot to Handle: Love is a Game والتي تم إطلاقها في ديسمبر 2022. ونُزِّلَت اللعبة، المرتبطة ببرنامجها التلفزيوني المسمى Too Hot to Handle، سبعة ملايين مرة، وفقاً لشركة البرمجيات Sensor Tower ومقرها سان فرانسيسكو.
كما تقوم 'نتفليكس' أيضاً بترخيص ألعاب شائعة، مثل: 'Grand Theft Auto: San Andreas'، والتي دفعت 11% من تنزيلات ألعابها في عام 2023، وفقاً لـ Sensor Tower.
وقدر المحللون أن 'نتفليكس' أنفقت حوالي مليار دولار على شراء استوديوهات الألعاب، وبناء الأعمال التجارية. وتنفق الشركة حوالي 17 مليار دولار سنوياً على عروضها وأفلامها.
وبشكل عام، نُزلت ألعاب 'نتفليكس' بواقع 81.2 مليون مرة على مستوى العالم العام الماضي، أي ما يقرب من 3 أضعاف الـ 28.7 مليون عملية تنزيل التي جرت في عام 2022، وفقاً لـ Sensor Tower.
ويمثل هذا الإجمالي الأخير جزءاً صغيراً من مئات الملايين من عمليات التنزيل لشركات الألعاب، مثل: Roblox و Activision، ناشر لعبة 'Candy Crush Saga' الناجحة للغاية.
صنع ألعاب بجودة وحدة التحكم
ومن المتوقع أن تزيد 'نتفليكس' ميزانية الألعاب، حيث تدفع الشركة نحو صنع ألعاب بجودة وحدة التحكم. وأعلنت عن وظائف لعشرات المسؤولين التنفيذيين في مجال الألعاب، بما في ذلك مدير للإشراف على أول لعبة ضخمة الميزانية.
ويمكن أن تكلف مثل هذه الألعاب التي يكون لها ميزانيات تطوير وتسويق أعلى من المستويات الأخرى للألعاب، مئات الملايين من الدولارات لإنتاجها.
وهذا الدافع هو السبب في أن 'نتفليكس' ناقشت إمكانية تحصيل رسوم مقابل هذه الأنواع من الألعاب، حسب ما ذكره بعض الأشخاص الذين نقلت عنهم 'وول ستريت جورنال'.
وشكك بعض المديرين والمستثمرين بـ'نتفليكس' في استراتيجية قسم الألعاب في الشركة.
وفي اجتماع لقيادة الشركة عام 2022، شكك محلل من Capital Group، التي تمتلك حصة كبيرة في شركة البث، في قيمة الدفع بنشاط الألعاب الإلكترونية. وأعرب عن مخاوف من أن ذلك النشاط يسحب الموارد من البرمجة، حسبما ذكرت 'وول ستريت جورنال'.