مع تطور التكنولوجيا واستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في سوق العمل، تكشف دراسة جديدة عن فرصة لزيادة الرواتب للموظفين الذين يتمتعون بمهارات الذكاء الاصطناعي.
أجرت شركة الاستشارات 'برايس ووترهاوس كوبرز' (PwC) دراسة استندت فيها إلى الإعلانات المنشورة في العام الماضي لمجموعة من الوظائف في الولايات المتحدة، وكشفت عن أن الوظائف ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي كانت تحصل على أجور أعلى بنسبة 25% في المتوسط مقارنة بالوظائف المماثلة في نفس المجالات التي لا تتطلب تلك المهارات.
تبلغ هذه النسبة 14% في المملكة المتحدة و11% في كندا، ويعكس هذا الفارق أهمية مهارات الذكاء الاصطناعي في سوق العمل.
وأظهرت الدراسة أن المحامين والمحللين الماليين وغيرهم من الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحصلوا على زيادة تصل إلى 49% في الرواتب، مما يبرز أهمية اكتساب تلك المهارات للتميز في سوق العمل.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى أن الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي زادت بوتيرة 3.5 مرة أسرع من كل الوظائف الأخرى بين عامي 2012 و2023، مما يعكس تزايد الطلب على هذه المهارات.
باستمرار تقدم التكنولوجيا وتطور الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون الاستثمار في اكتساب هذه المهارات بوابة لزيادة الرواتب بنسبة تصل إلى 50%، مما يجعلها فرصة حقيقية لتحقيق النجاح والاستقرار المالي في سوق العمل المتطور.
الذكاء الاصطناعي يزيد الإنتاج
وفقًا لتقرير حديث، يعزز الذكاء الاصطناعي الإنتاجية في الصناعات التي يمكن فيها استخدامه بسهولة، مثل الخدمات المالية، حيث تنمو إنتاجيتها بمعدل 4.8 مرة أسرع من القطاعات الأخرى.
تعزز الإنتاجية أهمية خاصة، حيث يمكن للشركات أن تنتج كميات أكبر من السلع أو الخدمات باستخدام عدد أقل من الموظفين أو ساعات عمل أقل، وهو الأمر الذي يعزز مستويات المعيشة ويحافظ على النمو الاقتصادي.
قال راندال كروسنر، عضو لجنة السياسة المالية في بنك إنجلترا، 'إن نمو الإنتاجية يعتبر أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز الرواتب الحقيقية ودعم النمو الاقتصادي، وهذا يأتي في ظل تراجع عدد ساعات العمل في بعض الاقتصادات مع تقدم السكان في العمر'.
يبرز تحسين الإنتاجية أهمية خاصة لبعض الدول، مثل المملكة المتحدة، التي شهدت نموًا أبطأ بكثير منذ الأزمة المالية العالمية.
